تسلمت مصر أول غواصة ألمانية 209 / 1400 من طراز دولفين ضمن صفقة من 4 غواصات أخرى يتم تسليمها في العام المقبل 2016 "دعما للقوات البحرية". وتساهم الغواصة في تأمين حدود البلاد، ومحاربة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وهي سلاح ردع لمجابهة التهديدات حفاظًا على الأمن القومي للبلاد. يأتي ذلك في إطار حرص القيادة السياسية على إحداث نوعًا من التوازن العسكري بالمنطقة، خصوصا بعد امتلاك إسرائيل ما لا يقل عن 13 غواصة من بينها 4 غواصات ألمانية من طراز دولفين الأحدث في العالم. في البداية، أكدت مصادر عسكرية رفيعة المستوى أن جهود الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ساهمت في تحقيق ذلك على صعيد العلاقات المتميزة بين البلدين في جميع المجالات بصفة عامة والعسكرية بصفة خاصة. وأشارت إلى أن الغواصة 209 / 1400، طراز دولفين تعد إضافة تكنولوجية حديثة هائلة لقدرة قواتنا البحرية ودعم للأسطول البحري وزيادة للسيطرة البحرية للشواطئ والسواحل حفاظًا على الأمن القومي للبلاد وسلاحا رادعا لمواجهة التحديات والتحديات التي تحيط بالمنطقة العربية، والتي تمس سلامة وأمن السواحل والمياه الإقليمية المصرية من منطلق أننا نمتلك قوة عسكرية قوية وقادرة. وأضافت المصادر أن الغواصة تأتي ضمن الصفقة التي تضم 4 آخرين سيتم تسليمها تباعا خلال الشهور القادمة في العام المقبل لإحداث نوعًا من التوازن في المنطقة ودعمنا لقواتنا البحرية لتنفيذ كل المهام المكلفة بها خلال التدريبات التي تجريها سنويا والمناورات التي تتم مع بعض الدول الصديقة والشقيقة. وأكدت المصادر أن الغواصة تبحر لمدى 8000 ميل بحري بما يوازي 15 ألف كيلو متر مما يساعدها من العمل في البحار المفتوحة وتصل سرعتها 42 كيلومترًا في الساعة والوصول لعمق 500 متر. من جانبه، قال اللواء أركان بحري يسري قنديل رئيس شعبة الاستطلاع البحري خلال حربي الاستنزاف وأكتوبر، إن تدشين القوات البحرية لأول غواصة يأتي في إطار التعاون العسكري بين البلدين ضمن الصفقة التي تضم 4 غواصات لتأمين السواحل بعد اكتشاف حقول الغاز الطبيعي بالبحر المتوسط. وأوضح أن مبدأ القوات المسلحة تنويع مصادر السلاح حتى لا تكون تحت ضغط أي دولة عندما تلجأ لوقف التصدير، مضيفًا أن الغواصات تعتبر من أقوى الأسلحة الهجومية وتم استخدامها في حرب أكتوبر 1973 في توجيه ضربات ضد ناقلة البترول. وتابع: "فرضنا حصارا بحريا على مضيق باب المندب من خلال الغواصات والمدمرات منعت دخول النفط الإيراني إلى إسرائيل وعندما رفضت إحدى السفن للبترول التوقف وعدم تنفيذ التعليمات، وأكملت طريقها نحو أحد الموانئ الإسرائيلية وقامت إحدى الغواصات المصرية بتدميرها بواسطة طوربيد لتغرق في الحال في البحر". وأكمل: "كان لدينا في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر 12 غواصة منها 10 غواصات كبيرة وغواصتين صغيرتين من طرازات متنوعة الصنع لتنفيذ المهام المكلفة بها وكانت بها كوادر وأطقم بحرية مدربة على أعلى مستوى". وعن مدى اختلاف الغواصات لدينا عنها في الدول الغربية، قال إن الغواصة بصفة عامة تضم أسلحة مضادة للغواصات، مضيفًا: "توجد لدينا غواصات صواريخ تنطلق من عمق السطح، وكل الغواصات لها فترة زمنية في التدريب فضلا عن تأهيل الكوادر. وقال إن القوات البحرية تضم سفن سطح، وطيران، ومدفعية مضادة، وكل هذه الأسلحة توجد في البحرية المصرية. وعن مدى مشاركة الغواصة دولفين في المناورات البحرية مع الدول الصديقة، قال إنها ستشارك في المناورات البحرية وفقًا لخطة التدريب السنوية التي تجريها القوات البحرية لتنفيذ بعض المهام المكلفة بها لتأمين السواحل ومحاربتها للإرهاب والهجرة غير الشرعية وغيرها من المهام الأخرى. وأوضح أن عن مميزات الغواصة، طولها 62 مترًا ووزنها 1810 أطنان، وتضم 37 فردًا من الطاقم وعمقها يصل إلى 500 متر، وتحتوى على 4 محركات ديزل بقدرة 6100 حصان. وأشار يسري، إلى أن الغواصة تضم 8 أنابيب طوربيد و14 طوربيدًا يمكن تخزينه ولديها القدرة على إطلاق صواريخ الهاربون المضادة للسفن وزرع الألغام البحرية وتبلغ سرعتها 21 كيلومترًا فوق سطح البحر، و42 كيلو مترًا تحت سطح البحر ومدها 12 ألف كيلومتر في الساعة، ويتراوح ثمن الغواصة ما بين 300 إلى 350 مليون دولار. في السياق ذاته، قال اللواء أركان بحري أحمد صادق مدير الكلية البحرية السابق، إن الغواصات تقوم بمهام متنوعة خلال فترات الحصار البحري وتأمين الأهداف المختلفة خاصة مع التطور السريع الذي لحق بنظم تسليحها ولذلك فإن الحاجة الماسة إليها لا تأتي من باب الرفاهية. ولفت صادق إلى أن سلاح الغواصات بالبحريات العالمية يعد من أهم الأسلحة داخل الجيوش وتلعب دورًا هامًا لحماية الأهداف والحدود البحرية والبرية، موضحًا أن إسرائيل كانت متفوقة في الغواصات وتمتلك نفس الغواصة دولفين التي حصلت عليها مصر مؤخرًا من ألمانيا، مؤكدًا أن الصفقة المصرية أعادت التوازن في المنطقة. وتابع: "الطلبة بالكلية الحربية يدرسون كل التخصصات وكل ما هو جديد لمواكبة التطور العلمي والتكنولوجي من كافة مصادر تنوع الأسلحة، فضلا عن منحهم بعثات خارجية للتعرف على ما هو الجديد في البحريات العالمية حتى نكون في المقدمة"، مشيرًا إلى أن القوات البحرية المصرية الأقوى في منطقة الشرق الأوسط. كما قال اللواء دكتور طلعت موسى الخبير العسكري والمستشار بأكاديمية ناصر العسكرية العليا، إن الغواصة الألمانية تأتي في إطار رفع الكفاءة القتالية للقوات المسلحة لتنفيذ المهام المكلفة بها للحفاظ على الأمن القومي للبلاد، حيث تطور القوات المسلحة أفرعها الرئيسية "البرية والبحرية والجوية والدفاع الجوي"، وتنوع مصادر الحصول على السلاح للوقوف على ما هو حديث لعدم الوقوع تحت ضغط تحكم دولة واحدة في التأثير على صنع القرار. ونوه بأن القوات البحرية المصرية من أقوى البحريات بمنطقة الشرق الأوسط، وذلك من خلال دخول بعض الأسلحة الحديثة خلال الشهور الماضية بعد انضمام حاملة الطائرات الفرنسية "ميسترال" والفرقاطة الفرنسية فريم التي شاركت في حفل افتتاح قناة السويس. وأشار موسى إلى أن "الغواصة 209 / 1400" إضافة لقدرات القوات البحرية التي تحمي شواطئ وسواحل مصر لأكثر من 1000كيلومتر على البحر المتوسط و1200 كيلومتر على ساحل البحر الأحمر في ظل تهديدات وتحديات تواجه المنطقة من جميع الاتجاهات، ويظهر ذلك في الإرهاب الذي يتنامى ويزداد في العمليات البرية والبحرية الآن مثل أعمال التهديدات التي تتم عن طريق البحر للهجرة غير الشرعية والسلاح والذخيرة والمتفجرات بكل أنواعها. وعن المهام التي ينتظر أن تقوم بها الغواصة، قال: "تقوم بحماية خطوط المواصلات البحرية والتجارية، والتدخل في التنقيب عن حقول الغاز والنفط في المياه الإقليمية بين قبرص ومصر، والاشتراك في مكافحة القرصنة والسيطرة على المضايق "باب المندب "، والاشتراك في أعمال حق الزيارة والتفتيش واقتحام السفن المشتبه بها، ومكافحة أعمال التهريب والهجرة غير الشرعية". وحول مميزات الغواصة، أكد موسى أنها غواصة هجومية تبلغ سرعتها 11 كيلومترًا على سطح البحر و21 كيلومترًا تحت سطح البحر ويصل عمقها 500 متر تحت سطح البحر ويتم تسليحها ب8 طوربيدات عيار 533 ميلي ومخزن يسع 18 طوربيدا، وإمكانية إطلاق الصواريخ المضادة للسفن طراز الهاربون من على سطحها. وعن أهم مميزات الغواصة دولفين التي تعتبر من أفضل الغواصات البحرية عالميًا قال اللواء أركان حرب عبد المنعم سعيد رئيس هيئة العمليات بالقوات المسلحة الأسبق، إنها ألمانية الصنع هجومية تعمل بالديزل والكهرباء ويبلغ طاقمها أكثر من 30 فردا ومن أقوى الغواصات البحرية وتزن 1400 طن وتستطيع الغوص لعمق أكثر من 500 متر تحت الماء وتسير حوالي 12 ألف كيلومتر مستمرة وطولها 26 مترا، وتعتمد على نظام مقعد وتستطيع إنتاج بعض من وقودها بنفسها لقدرتها اختلاط الماء بالهيدروجين ما يجعلها تسير مسافات طويلة تحت الماء. وأشار إلى تحديد مستويات تسليحها ونوعية السونار والرادار وكل وسائل الحروب الالكترونية طبقا لاحتياجات واستخدامات الدولة التي تستخدمها ولديها القدرة على إطلاق صواريخ هاربون بحري مضادة للسفن وزرع الألغام البحرية.