الإنشاءات بدأت بنادى الماسة وكوبرى الشيخ زايد ومجمع سكنى ووزارة الدفاع ومحطتى كهرباء ومياه أوراسكوم وموديكوم وأبناء حسن علام على رأس الشركات المنفذة للمشروع عاملون بالموقع:مياه الشرب وحرارة الجو وبعد المسافة عن المناطق السكنية أبرز المصاعب وسط الصحراء وحرارتها الحارقة وأشعة الشمس الدانية من الرءوس، وندرة مياه الشرب والطعام، وعمل دؤوب يبدأ من الساعة السادسة صباحًا للسادسة مساءً؛ وربما أكثر، يعمل المهندسون والعاملون والموظفون فى الصحراء من أجل تشييد حلم «العاصمة الإدارية الجديدة»، فهناك مجموعة من المهندسين يتسابقون فى أعمالهم من أجل تسليم كوبرى ما، وهنا آخرون وشباب فى مقتبل حياتهم لإنهاء البنية التحتية لمحطة ما، وآخرون نجارون وحدادون وعمال مسلح يجهزون منتجاتهم فى الصحراء، على طريق القاهرةالسويس الصحراوى، وبعد كيلو مترات قليلة من مدينة بدر، يقع طريق العين السخنة، وبعد حوالى 5 كيلو مترات منه، على الجانبين، توجد العاصمة الإدارية الجديدة. المشهد الأول «نريد أن نحولَ هذه الصحراء إلى حياة جديدة، تحت اسم العاصمة الإدارية»، أول ما نطق به مجموعة من الشباب يقفون تحت كوبرى ما زال تحت أعمال التشييد، أطلق عليه كوبرى «الشيخ محمد زايد الشمالى» ضمن أعمال مشروع العاصمة الإدارية الجديدة، يوقفون السيارات بعد مشاورات عديدة بالأيدى، لتبديل زجاجات المياه الفارغة بالزجاجات المملوءة بمياه الشرب، وذلك لعدم توافر مياه الشرب للعاملين فى المشروع، وبُعد محطات المياه عن المنطقة. المهندس أحمد، واحد من العاملين فى شركة الرواد الهندسية الحديثة، المشاركة فى تنفيذ مشروع العاصمة الإدارية، يقول إن «الشركة تعمل على قدم وساق من أجل تسليم كوبرى الشيخ محمد زايد الشمالى فى 30 مايو المقبل، وهو الذى يربط العاصمة الإدارية ببعضها البعض، ويمر من تحته طريق العين السخنة»، لافتًا إلى أن الشركة بدأت فى هذا الكوبرى منذ نهاية عام 2015، وموضحًا أن شركة أبناء حسن علام، تعمل فى تنفيذ كوبرى الشيخ محمد زايد الجنوبى. المشهد الثانى على بعد مئات الأمتار من كوبرى الشيخ محمد زايد الشمالى، وسط صحراء العاصمة الجديدة، يقضى مهندسون وعمال جزءًا من يومهم فى خيمة متقنة الصنع، بجوارها صندوق كبير مخزَّن بالمياه، بالإضافة إلى بعض متطلبات الغذاء، من أوانى طهى وزجاجات مياه وإناء للشرب وسجاد للنوم.. يقترب المهندس أسامة الذى يعمل فى شركة أبناء مصر للتعمير، ليؤكد بعد تعارف دام دقائق، أن العمل ملئ بالتعب والإرهاق، ويستغرق من 10 ساعات إلى 12 ساعة فى اليوم الواحد، بالإضافة إلى ساعة ونصف الساعة أو ساعتين فى العودة، لمن يقطن بالقاهرة. ويضيف المهندس أسامة، أن «هناك أكثر من 10 شركات تعمل فى مشروع كبارى العاصمة، مع شركات الجيش، منها المقاولين العرب وأوراسكوم، وغيرهما»، مجيبًا عن سؤال عن موعد الانتهاء من هذا الكوبرى قائلًا «إمبارح كان فيه تعليمات مشددة بسرعة إنجاز العمل، وهو ما يمثل ضغوطًا كبيرة على العاملين بالموقع». المشهد الثالث بحماس واجهَنا عامل فى موقع إنشاء الكوبرى، قائلًا «الجو صعب، مفيش خدمات مقدمة للعاملين بالقدر الكافى، ونعتمد فى الطعام على (كنتين) على بعد مئات الأمتار من موقع العمل الخاص بنا ومياه شرب نادرة، ولكن المشروع سينجح بتعبنا وجهدنا وعرقنا، وسنخلق حياة جديدة». العامل، الذى يرتدى بنطلونًا وقميصًا، ويلف على رأسه شالًآ أبيض تعلوها طاقية، لتنجب درجات الحرارة المرتفعة، وامتصاص العرق، أكد أنه يقيم بمدينة بدر فى مساكن توفرها الشركة، وإجازته كل شهر تقريبًا. صاحب محل صغير، عند تقاطع طريق العين السخنة والسويسوالقاهرة عبر عن معاناته مع الحصول على المياه النظيفة، قائلاً: «مياه الخزانات لها طعم مختلف، ليست مياهًا طبيعية، ولكن مضطرين للشرب منها، لعدم وجود مصدر مياه غيرها، إلا لدى أصحاب المحلات الموجودين على الطريق الصحراوى» المشهد الراب بعد مئات الأمتار سيرًا على الأقدام، تخللها تسلق للمرتفعات الصخرية والرملية والهبوط منها، وصل محررا «الصباح» فى الثانية ظهرًا تقريبًا إلى موقع آخر للعمل فى العاصمة الجديدة، الذى تنفذه عدة شركات مختلفة منها شركة أوراسكوم، وقابلنا طفلًا يدعى إسلام، 12 سنة، يعمل مساعد نجار، إسلام ليس الطفل الوحيد الذى يعمل فى المشروع، فهناك العديد من أقرانه يعملون أيضًا فى النجارة والحدادة وغيرها، إسلام، الذى يحمل نظرة قادمة من المستقبل، عبَّر عن تفاؤله بعمله فى المشروع. المشهد الخامس يقول المهندس حاتم الذى يعمل فى شركة ميديكوم إحدى الشركات المنفذة لنادى الماسة التابع للقوات المسلحة: «نسبة الإنشاءات عالية جدًا، وأنجزنا الكثير من الأعمال، وهى عبارة عن البنية التحتية لإنشاء 6 خزانات مياه وحريق ورى وصرف ووقود، لخدمة نادى الماسة التابع للقوات المسلحة والمقرر إنشاؤه فى العاصمة، بالإضافة إلى 132 ألف متر مسطح بحيرات وشبكات صرف بما لا يقل عن 400 مليون جنيه». المشهد السادس مجموعة من العاملين تتعالى أصواتهم بالضحك والهزار بجوار مقطورة مياه فى منتصف موقع نادى الماسة، يقول أحدهم وهو يغرق نفسه بمياه المقطورة «أغثنا يارب من هذا الجو، مفيش حتى مياه للشرب»، اقترب منهم محررا «الصباح» للسؤال عن حياتهم اليومية فى العمل، فقال على السيد «طبيعة الموقع صعبة جدًا، مفيش خدمات قريبة من الموقع، لكن الجيش يوفر كل الوجبات للعاملين، والأزمة الوحيدة فى مياه الشرب». «السيد» الذى جاء من كفر الزيات للمشاركة فى المشروع، أكد أن العمل بالمشروع يسير على قدم وساق، ولكن الأزمة الوحيدة التى يعانى منها العاملون عامة فى جميع مناطق المشروع هى المياه، بالإضافة إلى عدم وجود شبكة محمول إلا واحدة، وهو ما أكده زميلاه فؤاد رضوان، ويوسف محمد. المشهد السابع تفاصيل المشروع بصورة عامة، كشف عنها مهندس يعمل بشركة أبناء علام، الذى أشار إلى بدء تنفيذ مبانى وزارة الدفاع والمجمع السكنى ونادى الماسة، الذى تم الانتهاء من الأسوار الخاصة به والبنية التحتية للنادى، والفندق الرئيسى للنادى، وكذلك كوبرى الشيخ محمد زايد الشمالى، وكوبرى محمد زايد الشمالى، والبدء فى إنشاء مطار للعاصمة منذ أسبوع، بالإضافة إلى البدء فى محطة كهرباء منذ فترة كبيرة عن طريق شركة «أوراسكوم»، وكذلك هناك كلام عن إنشاء محطة مياه عن طريق مد خطوط المياه من السويس. المشهد الثامن «السلامة أولًا.. أسرتك فى انتظارك».. ببنط كبير، أعلى لافتة فى مدخل فندق الماسة، ولتأكيدها يجلس مهندسو أنظمة الأمن «safety» فى محيط العمل يرتدون خوذات خضراء، لحماية العاملين، الذين يرتدون بدورهم، خوذات صفراء، بينما يرتدى مهندسو الإنشاءات خوذات بيضاء، وطلبوا طلب عدم التصوير لأن الموقع تابع للقوات المسلحة، ولابد من ترخيص للتصوير. المشهد التاسع انتهت الزيارة عند فندق الماسة، لتبدأ رحلة العودة من على طريق العين السخنة، بعد أكثر من ساعة على الطريق، فى سيارة ربع نقل «2 كبينة» متهالكة، فى طريقها إلى مدينة السلام بالقاهرة، فاصطحب السائق محررى «الصباح» معه إلى موقف العاشر من رمضان، الذى وصلنا إليه بعد ما يقرب من ساعة ونصف الساعة من موقع العاصمة. المشهد العاشر كمال فهمى نائب وزير الاسكان، قال إن «مشروع العاصمة الإدارية الجديدة أصبحت له جمعية تأسيسية لشركة العاصمة الإدارية الجديدة للتنمية العمرانية، وعقدت أول اجتماعاتها 8 مايو الماضى بتمثيل ثلاثة أشخاص عن هيئة المجتمعات العمرانية، بالإضافة إلى قيادات من القوات المسلحة». وأكد ل«الصباح»، أن «المشروع بدأ فى خطواته الفعلية منذ أشهر مضت، بالبدء فى تنفيذ عدد من المشروعات السكنية ومشروعات البنية التحتية، التى تنفذها العديد من الشركات المصرية».