عصابة لاجئين تطعن شابا بالرقبة وأخرى تسطو على سيارة نصف نقل و 34 حالة تعدٍ على المساكن والفيلات النيجيرى أسامة كنارى: نواجه صعوبات ولا يجب حصر الجريمة فى عرق أو جنس فوجئ أهالى مدينة السادس من أكتوبر، منذ عدة أسابيع، بمشهد مرعب لجثة طفل لم يتخط عمره العشرة أعوام، منزوع الأعضاء وملقى كجسد وتنتشر الغرز الطبية فى جسده بداية من الرقبة وحتى أسفل البطن. المشهد السابق، يستخدمه سكان مدينتى أكتوبر والشيخ زايد التابعتين لمحافظة الجيزة، كدليل لاتهام بعض المنتمين لدول فى وسط وجنوب القارة الإفريقية، وينتشرون فى المدينتين منذ 7 أشهر تقريبًا، انتظارًا لمساعدات من المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة فى مصر. أحمد على 27 عامًا سائق سيارة نقل، يقول: «كنت أسير على طريق الواحات قادمًا من الفيوم للجيزة، واستوقفتنى سيارة ملاكى لسؤالى عن الطريق لميدان الحصرى، وكان بداخلها 3 رجال أحدهم مصرى وهو السائق و2 من ذوى البشرة شديدة السمار، فضلًا عن سيدة، وأثناء محاولتى شرح الطريق أخرج الراكب الجالس بجوار السائق سلاحًا ووجهه إلى رأسى وطالبنى بالنزول من سيارتى والوقوف أمامها». وتابع أحمد، «نفذت ما طلبوه منى، وقاموا بتفتيشى وسرقة كل شىء منى حتى الساعة التى كنت أرتديها، وكان الشابان يتحدثان بلغة لم أفهمها، وبدت أعمارهم ما بين 18 إلى 20 عامًا، أما السيدة فكانت ترتدى نقابًا ولم أستطع تحديد ملامحها». أحمد أضاف، «الأمر لم يحدث معى أنا فقط بل مع العديد من أصدقائى وزملائى من السائقين الذين يعبرون عبر طريق الواحات، بل إننى عندما توجهت إلى قسم ثان أكتوبر، قالوا لنا: «احمدوا الله أنكم بخير، فالأمر أحيانا يتخطى حدود السرقة فقط، ويكون هناك قتل لمن يقاوم». عبد الرحمن حسن 16 عامًا، حالة ثانية من ضحايا عصابات تلك العصابات فى أكتوبر، ويقول الشاب: «كنت أسير من منطقة الحصرى إلى الحى الثامن بمدينة السادس من أكتوبر عقب أذان المغرب بقليل، فيما لم تتخط الساعة السادسة والنصف، وكنت أسير بصحبة صديقة لى وأضحك، ولم أكن منتبهًا للطريق جيدًا، وإذا بمجموعة رجال من جنسيات إفريقية يتحدثون العربية بصعوبة وغير مفهومة، وكانوا يحملون أسلحة بيضاء وعصى، وطالبونى بتسليمهم هاتفى وكل ما أملك». مقاومة عبد الرحمن للصوص، تسببت فى تعرضه لقطع فى الرقبة تمت خياطته ب13 غرزة»، وبحسب والده فإن عبد الرحمن كاد يفقد حياته إذا ما كان عمق الجرح تخطى سنتيمتر واحد ليقطع الشريان على حد ما قاله الطبيب لعائلة الشاب المصاب فى مستشفى أكتوبر العام. وقال والد عبد الرحمن، «توجهت إلى قسم أول أكتوبر لإجراء محضر بالواقعة وقمت بوصف أشكال المجرمين لهم حسب ما سرده ابنى، وأنهم اقتربوا منه واعتدوا عليه بالعصى ثم بالأسلحة البيضاء فى الرقبة، وسرقوا كل ما يملك حتى معطفه الذى كان يرتديه». رانيا إسماعيل، ضحية ثالثة، وهى أحد سكان الشيخ زايد، قالت إنها كانت تسمع صراخًا فى الشوارع بين الوقت والآخر ويكتشفون فى صباح اليوم التالى إن أحد المارة أو الجيران تعرض للسرقة من قبل مجموعة أفارقة، مشيرة إلى أن زوجها تعرض لمحاولة سرقة بالإكراه أثناء عودته من العمل، وأكدت أن من حاولوا سرقته كانوا يتحركون داخل عربية صغيرة «ثُمناية»، وهى شهيرة بالمنطقة، وكثيرًا ما تعرض الضحايا للسرقة عبر أشخاص يستقلون سيارات شبيهة بها. المهندس محمد طاهر غازى، نائب رئيس جهاز 6 أكتوبر، قال ل«الصباح» إن حوادث السرقة تزايدت بشكل لافت فى الفترة الأخيرة خاصة مع زيادة عدد الأفارقة أمام مكتب المفوضية العليا للأمم المتحدة لشئون اللاجئين، مشيرًا الى أن المفوضية لا تقوم بتمويلهم نظرًا لدخولهم بشكل غير شرعى للبلاد، وهو ما يفقدهم حقهم فى الحقوق على ورقة إقامة من المفوضية ووزارة الخارجية، مطالبًا بأن يتم نقلهم من مدينة 6 أكتوبر، إلى أى منطقة أخرى، وأن رئاسة الجهاز طالبت الخارجية والأممالمتحدة بذلك عدة مرات لكن لم تتم الاستجابة لتلك المطالب. وأرجع نائب رئيس المدينة، اتجاه بعض اللاجئين للسرقة، للرغبة فى الحصول على الطعام نظرًا لأنهم بلا عمل أو مال، مؤكدًا أن الجهاز يتلقى عشرات الشكاوى يوميًا من انزعاجهم من الأحداث الأخيرة التى تحدث فى المدينة مع تزايد العدد السكانى فيها وتوافد العديد من الجاليات المختلفة فيها. 71 حالة تعرضت للطعن بالسلاح الأبيض بغرض السرقة، و34 حالة تعدٍ على المساكن والفيلات بمدينتى الشيخ زايد وأكتوبر، والمتهمون من أصحاب الجنسيات الإفريقية، وذلك بحسب ما قالت مصادر أمنية مطلعة ل«الصباح»، فضلًا عن إلقاء الأجهزة الأمنية، منذ شهرين، القبض على ألفا عثمان والفاند بارى، وهما من غينيا الاستوائية، يقومان بالتعاقد على صفقة تحويل أوراق سوداء اللون، إلى أوراق مالية فئة المائة دولار، من خلال إضافة مادة كيميائية على الأوراق، بالاتفاق مع صاحب ورشة. دفاع يقول أسامة كنارى، 33 سنة من نيجيريا، «ليس كل الأفارقة بهذا الشكل وكل جنس أو لون أو عرق يوجد به الصالح والطالح، وهناك الكثير من المصاعب التى يواجهونها فى مصر منها صعوبة العمل بأجر مناسب يؤمن الحياة الكريمة، كما أنهم كثيرًا ما يتعرضون للإهانات فى بعض المهن البسيطة التى تتوافر بين وقت لآخر، مما يضطر بعضهم للسرقة أو اللجوء لطرق غير مشروعة لتوفير لقمة العيش، فى حين الكثير منهم يكدون ويتعبون من أجل الحصول عليها ويساعدون غيرهم، ولا يجب قصر الجريمة على فئة بعينها». أمنيًا، قال رئيس مباحث قسم أول أكتوبر، أحمد نجم، إن هناك مجهودات تنفذها مباحث المدينة إذ تُلقى القبض يوميًا على المشتبه بهم، وتقوم بمصادرة كل الموتوسيكلات والسيارات المشبوهة، مُضيفًا أن أصحاب الجنسيات الإفريقية الذين يجلسون أمام مفوضية الأممالمتحدة يتم تأمينهم ب 3 سيارات أمنية، وعدد من أفراد الأمن.