«هيكل أنقذ عبدالعال من استقالات النواب الجماعية وأزمة الصحفيين وخناقة أبوحامد وخالد يوسف» «طاهر أبوزيد رأس الحربة مرر تشكيل الائتلافات بنسبة 25 رغم اعتراض النواب» «الجمال: ضم نواب الائتلاف للجنة الشئون العربية للفوز بها ومواجهة عبدالرحيم على» «عاشور: الراجل اللى جنب عبدالعال يرتب كل الأوراق والرجل الثانى بعد رئيس المجلس» فى المؤسسات المهمة فى مصر نكتشف أن هناك من يحركون الأمور من خلف الستار، بعضهم فى المؤسسة الكبيرة مجرد موظف، لكنه على قدر كبير من الأهمية ربما لاتقل أهمية عن رئيس أو مدير هذه المؤسسة. الأوضاع فى البرلمان لاتختلف كثيرًا عما يجرى فى بر مصر، فرغم اعتراض الكثير من النواب على إدارة الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب لدفة الأمور داخل المجلس بسبب انحيازه الشديد إلى ائتلاف دعم مصر الذى ينتمى إليه قلبًا وقالبًا، لكن الرصد الموضوعى لما يدور فى أروقة المجلس فى ظل تصاعد الأحداث داخله يكشف أن هناك أربعة يديرون البرلمان من خلف الستار. خمس شخصيات تدير البرلمان من الداخل، نرصد تحركاتها بالوقائع، لدرجة أن الدكتور على عبدالعال حينما يتوقف عن إدارة الجلسات يلجأ إلى الاستعانة بهم على الفور أو استدعائهم بشكل عاجل إذا لم يكونوا متواجدين داخل المجلس. أسامة هيكل رئيس مدينة الإنتاج الإعلامى ورئيس لجنة الثقافة والإعلام والآثار هو المحرك الأساسى فى المجلس الذى يتدخل فى كثير من الأحداث والأزمات التى تحدث داخل البرلمان محاولًا السيطرة على الأوضاع حتى لاتتفاقم الأمور حول الدكتور على عبدالعال، وتصل إلى حد تقديم استقالات جماعية من النواب تهدد باستمرار البرلمان، وتؤدى لأزمة سياسية كبيرة يتحمل نتيجتها رئيس المجلس بسبب إدارته غير السليمة للأمور فى المجلس، وانحيازه الواضح لائتلاف دعم مصر. هيكل تدخل فى أكثر من أزمة سياسية تحت القبة كان آخرها خناقة النائب محمد أبوحامد والنائب خالد يوسف حول برنامج الحكومة حينما هاجم أبوحامد النائب خالد يوسف قائلًا: إن من يتحدثون عن رفض برنامج الحكومة لايقدمون البديل وليس من حق أحد أن يحتكر الحديث باسم الثورة أو الحديث باسم الدستور فرد يوسف منفعلًا، وحدثت مشاجرات دفعت الدكتور على عبدالعال إلى أن يتدخل ويرفع الجلسة بسبب الفوضى الموجودة فى قاعة المجلس، وهنا لم يكن النائب أسامة هيكل حاضرًا الجلسة، لكن اتصالًا جرى معه على الفور أدى إلى حضور هيكل بعد لحظات من الأزمة ليتوجه مسرعًا الى مكتب رئيس المجلس للتدخل فى حل الأزمة، وبالفعل انتهت الأزمة وتصالح النائبان أبوحامد ويوسف، وانتهت الأزمة ليعلن عبدالعال ذلك فى الجلسة العامة بعد عودتها للانعقاد. وقبل هذه الواقعة تدخل هيكل فى أزمات كثيرة من بينها أزمة انسحاب عدد من النواب المستقلين من الجلسة العامة مع نواب حزب المصريين الأحرار اعتراضًا على مادة تشكيل الائتلافات، والتى حاول رئيس البرلمان تمريرها لصالح ائتلاف دعم مصر وعقد النواب المنسحبين من الجلسة مؤتمرًا فى مقر المجلس لإعلان التصعيد، غير أن أسامة هيكل ظهر كالعادة فى المشهد ليتوجه وقتها إلى النواب المعترضين مع الراحل سامح سيف ليتفاوض مع النواب حول مطالبهم، وانتهى الأمر باعتذار عبدالعال عن الاتهامات التى وجهها للنواب المنسحبين بأنهم غير وطنيين ويريدون هدم المؤسسات كما تم تمرير مادة الائتلافات. وتدخل هيكل أيضًا فى اشتعال أزمة الصحفيين مع نواب البرلمان عقب توقف الصحفيين عن متابعة جلسات البرلمان لاعتداء نائب على صحفى، حيث تم التفاوض مع نقابة الصحفيين لإنهاء الأزمة بمشاركة هيكل، وحضر هيكل مؤتمر الصلح بين الصحفيين وعبدالعال. بينما رأس الحربة الذى يحرك الأمور من وراء الستار فعليًا هو النائب طاهر أبوزيد، والذى يمتلك خبرات سياسية تؤهله لأن يكون ليس رأس الحربة فقط بل المدير الفنى للبرلمان الذى يحرك العديد من الأحداث، ويتحكم فى كثير من نواب البرلمان المنتمين لائتلاف دعم مصر، وفى البهو الفرعونى للمجلس تجد كثيرًا من النواب يطالبونه بأن يتولى إدارة الأمور فى ائتلاف دعم مصر بعد وفاة النائب سامح سيف اليزل المنسق العام للائتلاف، كما ظهر اسم أبوزيد فى عدد من الأحداث أشهرها حين قرر ائتلاف دعم مصر تمرير مادة الائتلافات تحت القبة فقرر الدفع بأبوزيد داخل الجلسة العامة للبرلمان باتفاق مسبق بين النواب ورسائل متبادلة قبل الجلسة، ليقف النائب مدافعًا عن ضرورة أن يكون تشكيل الائتلاف بنسبة 25 فى المائة بدلًا من 20 فى المائة من عدد النواب وموزعة على المحافظات، غير أن ذلك أثار غضب النواب وقتها، ولكن انتهى الأمر أيضا بتمرير المادة. أما اللواء سعد الجمال رئيس لجنة الشئون العربية والقائم بإدارة أعمال ائتلاف دعم مصر حاليا باعتباره الأكبر سنا فيدير أيضًا كثيرًا من التحركات داخل المجلس لدرجة وصلت إلى أنه ضم عددًا كبيرًا من أعضاء الائتلاف إلى لجنة الشئون العربية قبل إجراء الانتخابات ليجهض محاولات النائب عبدالرحيم على للفوز بهذه اللجنة، وهو ماحدث بالفعل حيث انسحب عبدالرحيم من المنافسة على رئاسة اللجنة قبل الانتخابات، وأصدر بيانًا يهاجم فيه بحدة ائتلاف دعم مصر ويعتبره عودة للحزب الوطنى. كما يتدخل الجمال فى كثير من الأزمات لحلها داخل المجلس من خلال تواجده المستمر فى مكتب رئيس المجلس لمحاولة احتواء هذه الأزمات. أما المدير الرابع لكثير مما يحدث داخل المجلس فهو عاشور مبروك أحد المستشارين فى مكتب الأمين العام للمجلس، وهو صاحب لقب « الراجل اللى جنب عبدالعال» وعاشور هو الرجل الذى يظهر دائما بجوار الدكتور على عبدالعال رئيس المجلس فى كل الجلسات. كثير من النواب يتساءلون تحت القبة «ما حكاية الراجل اللى جنب الدكتور على عبدالعال رئيس مجلس النواب؟ ويظهر ذلك فى كثير من أحاديثهم الجانبية لدرجة أن النائبة نادية هنرى وقفت خارج القاعة الرئيسية للمجلس بعد إحدى الجلسات التى شهدت أزمات لتقول بصوت عالٍ: «اللى بيحصل ده مش ممكن يكون بيحصل فى برلمانات العالم، مش ممكن واحد اسمه عاشور هوه اللى بيوجه رئيس البرلمان». عاشور من الخبراء الذين يعملون فى الأمانة العامة للبرلمان، وطلبه الدكتور عبدالعال من أجل أن يشرح تعقيدات جدول أعمال الجلسات، لكنه يظهر دائمًا فى كل الجلسات بجوار رئيس المجلس، ويقلب فى أوراقه ويهمس فى أذنه، ويقدم له الأوراق ويشرحها له، وهذا يؤثر فى قرار رئيس البرلمان، رغم إنه مجرد مستشار له. الدور يقوم به عاشور كان موجودًا فى عهد رئيس المجلس الأسبق د. فتحى سرور، لكنه كان يقدم ملفًا كاملًا لرئيس المجلس، ولايقف بجواره بالشكل الذى يتم مع مع د.على عبدالعال طول الجلسة، ويتم استدعاؤه فقط من قبل رئيس المجلس كلما يطلبه، ونفس القصة كانت مع سعد الكتاتنى. ويظل هؤلاء الأربعة رجال على عبدالعال داخل المجلس، لكنهم يحركون كل الأمور داخل المجلس ويحكمون البرلمان بشهادة كثير من النواب.