نجح الداعية الشاب، حاتم الحوينى، نجل القطب السلفى الشهير، أبو إسحاق الحوينى، فى لفت الأنظار إليه، بعد أن أثار جدلًا كبيرًا وتعرض لهجوم واسع، بسبب إطلاقه عددًا من الفتاوى المتطرفة، وتبنيه لأفكار معادية للدولة، كان آخرها التهكم على ضحايا الأعمال الإرهابية من رجال الشرطة والجيش، والجزم بأنهم ليسوا شهداء، عبر مواقع التواصل الاجتماعى، ask وفيس بوك وتويتر، بعد أن ترك له والده ساحة الدعوة فى مصر، وتوجه إلى قطر لتقديم دروس ومحاضرات فى عدد من المراكز الإسلامية بالدوحة. لم يختلف الحوينى الابن عن أبيه، فى إطلاق الفتاوى المتطرفة التى تمنع وتحرم كل شىء، فقد أفتى مؤخرًا بعدم جواز الوجود فى الجامعات المختلطة، ونصح إحدى الفتيات بعدم الذهاب للجامعة أو حضور المحاضرات، والاكتفاء فقط بالذهاب للامتحان. خلال جولة «الصباح» على حساب «ask» الذى خصصه نجل الحوينى للإجابة عن الأسئلة وإصدار الفتاوى، عثرنا على فتواه التى يحرم فيها الموسيقى، وأفتى بتحطيم الآلات الموسيقية، وعدم العزف عليها، والتبرع بها أو بيعها، كما أفتى بتحريم النوم على البطن، وأكد فى فتواه أن الله يكره تلك الطريقة فى النوم دون أن يوضح سنده الشرعى فى ذلك. وأكد «الحوينى» تحريم الجنة على المسيحيين واليهود واقتصارها على المسلمين فقط، وأفتى ببطلان زواج المرأة دون ولى، حتى وإن كانت بالغة، مؤكدًا أن زواجها فى تلك الحالة باطل، وحرم استخدام مواد فرد الشعر التى انتشرت مؤخرًا لأنها مبطلة للصلاة. ولم يتوقف الأمر عند حد إطلاق الفتاوى المتشددة والمتطرفة أحيانًا، بل تعددت المواقف التى هاجم فيها الحوينى الابن الدولة، حيث انتقد حظر النقاب فى الجامعات، واعتبره بمثابة هجوم على الإسلام وثوابته. وقال «الحوينى» إن ضحايا الحوادث والعمليات الإرهابية ليسوا شهداء، وتهكم على خطباء الجمعة التابعين لوزارة الأوقاف فى مختلف المساجد، ووصف أسلوبهم ب«الركيك»، وأضاف: «خطبة الحكومة اليوم كانت علقة ساخنة، تحس إن واحدًا من الحكومة بيوعظ، فعلًا الدعوة صارت وظيفة ركاكة فى المعانى والأسلوب وجزم بالشهادة». أما أكثر الأمور التى أثارت جدلًا حول الداعية الشاب، فهو ما قاله ردًا على سؤال لأحد المواطنين حول لحيته، حيث قال إنه علم بأن أحدًا أبلغ عنه بسبب لحيته، وسأله: هل يجوز التخلص منها؟ فطالبه نجل الحوينى بالثبات وعدم التخلص من اللحية، مؤكدًا أن كل ملتح له فى أمن الدولة ملف، دون أن يقدم أدلة على ما يقوله. وهاجم «الحوينى» الشيخ على جمعة، مفتى الديار المصرية السابق، والحبيب على الجفرى، وطالب متابعيهما بأن يغسلوا أيديهم منهما، ولا يستمعوا لهما، ولا يجعلوهما بينهما وبين الله. بدأ تصعيد حاتم الحوينى بمساعدة والده، أبى إسحاق الحوينى، منذ أكثر من عامين، فرغم أنه كان يعمل بتجارة السيارات، وشهد له المقربون بحبه للتجارة، لكن العمل الدعوى كان الأكثر ربحًا بالنسبة إليه، لذلك بدأ «الحوينى» الابن فى استخدام شهرة والده للتواصل مع الناس، وبعد أن أدرك الوالد نية نجله فى التوجه للعمل الدعوى بدأ فى رسم طريقة دخوله للمجال الدعوى دون الظهور بمظهر الوريث. بدأ طريق الحوينى الابن فى عالم الدعوة بإمامته للمصلين، بدلًا عن والده بمسجد ابن تيمية، التابع لعائلة الحوينى، أحد أشهر المساجد بكفر الشيخ، ثم تولى مسئولية الإشراف على الموقع الخاص بوالده على الانترنت، ثم اتخذ مكانه فى الرد على استفسارات المشاركين على الموقع، بالإضافة للظهور المتكرر مع والده فى أغلب المناسبات، خاصة الدينية ومصاحبته فى كل تحركاته. ومنذ عام بدأ ينسلخ الابن عن والده، حيث أطلق نجل الحوينى صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى «ask»، وادعى فى بداية إطلاقها أنه يقوم من خلالها بنقل فتاوى والده، مؤكدًا أنه لا يعمل بالدعوة، لكنه يتولى الرد على السائلين، بدلًا من والده لحين تمام شفائه، حيث كان الحوينى الأب يتلقى العلاج بأحد المستشفيات القطرية. ثم بدأ «حاتم» فى استقطاب عدد من متابعى والده، وقدم الفتاوى والردود باسمه، على صفحته «أجوبة حاتم بن أبى إسحاق الحوينى على موقع أسك». ولم يكتف نجل الحوينى بذلك، بل أطلق مبادرة لجمع اقتراحات المتابعين له لعمل برنامج على شاكلة «إجابات حاتم»، الذى أطلقه على «فيس بوك» و«أسك» وبرناج «تفسير القرآن»، حتى يضمن تواصلًا أكبر مع الجمهور، ويستطيع الوصول إلى أكبر عدد ممكن من المتابعين. ويستعد الشيخ الشاب لاقتحام مجال الفضائيات أسوة بوالده، حيث يدرس أكثر من فكرة لتقديم برنامج دينى على قناة «ندى» السلفية، الذى يعد والده أكبر المساهمين فيها، وكانت تعانى من ضعف الموارد المادية، لكنها فتحت باب التبرعات لإنقاذ القناة من الإغلاق، قبل أن يوفر لها «الحوينى» الأب بعض الدعم اللازم عن طريق الإمدادات القطرية التى حصل عليها خلال رحلته إلى الدوحة منذ عدة أشهر لتلقى العلاج، والتى التقى خلالها الداعية يوسف القرضاوى. ويعد «الحوينى» الأب أكبر الموالين لدولة قطر، حيث أصبح الداعية الأقرب لها فى مصر، الأمر الذى أتاح له السفر مرة أخرى للدوحة، لكن ليس لتلقى العلاج هذه المرة، بل لعمل جولة دعوية، وتقديم محاضرات ودروس دينية فى عدد من المساجد والمراكز الإسلامية بقطر، تاركًا نجله يتولى مسئولية آل الحوينى الدعوية ويبث فتواه المتطرفة عبر مواقع التواصل، ويستمر فى الهجوم على الدولة استكمالًا لدور والده، الذى يؤديه من داخل قطر.