السماح عبدالله: يعمق قيم الانتماء للأرض والنيل والبشر والحجر فاطمة الصعيدي: شعار "الثقافة فى المواجهة" يعنى نشر المحبة والتنوير برودة الطقس التى استمرت مساء أمس الخميس لم تمنع جمهوره من الحضور للاستمتاع بشعره والاحتفاء بالشاعر الكبير الدكتور حسن طلب، بحضور الدكتورة فاطمة الصعيدى الأستاذة بكلية الآداب جامعة حلوان، والمترجمة المغربية إيمان زركيط، والشاعر السماح عبد الله، ضمن فعاليات المقهى الثقافي . استهل السماح عبد الله حديثه بمباركة للدكتور حسن طلب صدور الأعمال الشعرية الكاملة عن المجلس الأعلى للثقافة. وأكد أن الشاعر الكبير حسن طلب أحد الذين ظلوا يدورون فى فلك الشعر وأنه استمر يدون فى مسوداته الخاصة السطر أو السطرين وظل يضيف ويزيل حتى تكتمل القصيدة، مضيفًا أن الشاعر حسن طلب هو أحد أبرز الشعراء الذين يكتبون القصائد المفردة والمنتجين للنصوص متعددة مستويات. وقالت الدكتورة فاطمة الصعيدى، عندما أحكم العقل والمنطق أجدنى لا أفي الصديق حسن طلب حقه، مؤكدة أن شعار "الثقافة فى المواجهة" يعنى كيف نواجه ما نحن فيه بالفكر وبالجمال وكيف ننشر المحبة وكيف يكون للمثقف دور عظيم فى التنوير. وأضافت أن هذا الرجل يعمق قيم الانتماء للأرض والنيل والبشر والحجر منذ أن أنار الدنيا فى ديسمبر عام 1944 ونشر أولى قصائده فى سنة 1968، وأشارت إلى دواوين " وشم على نهدى فتاة" و" زمان الزبرجل" و"ما النيل إلا النيل" و"هذه كربلاء وأنا لست الحسين". وتابعت: للدكتور حسن طلب إسهامات أيضًا فى الفلسفة منها "أصل الفلسلفة"، والعديد من المحاضرات التى قام بإلقائها وتدريسها على طلاب قسم الفلسفة بكلية الآداب جامعة حلوان. وأكدت الصعيدى مدى استفادتها بقسم اللغة العربية بجامعة حلوان من قصائده وأشعاره، مؤكدة أن "طلب" شخص موسوعى الثقافة،مغرم بالحروف والأصوات وقد استطاع أن يقدم لنا قصائد واضحة نفهمها لغويًا بسرعة وأحيانًا يقدم لنا قصيدة يصعب فهمها إلا بعد قراءتها عدة مرات. وأشارت إلى أن دراسته الفلسفية ساعدته على أن يمتلك تلك الرؤية والتعمق والتدقيق فى القراءة، وأن من الأبنية اللغوية التى يثيرها فى شعره هذه الجمل القصيرة التى تشبه المثل العربى القديم، إذا ما قرأت بعض سطوره أصبحت بعض سطوره "حكم" مثل "التغريدة". وأكدت "زركيطى" أن الدكتورة إيمان الصعيدى فتحت لها بابًا كى تتعرف على الدكتور الكبير الشاعر حسن طلب، وقالت إن هدف الترجمة الرئيسى هو نقل وتعريف المتلقى الفرنسى أو الغربى بصفة عامة بالثقافة العربية والأدب العربى الذى يعتبر غنيًا جدا". وعن ترجمتها لقصائده قالت إنها تعتبر ذلك أمرًا ممتعا لأنها لمست فى شعره أسلوبًا قويًا جدا يجمع بين الأصالة والمعاصرة وأن نصوصه تفهم عبر عدة مستويات. وعن المشاكل الثقافية بالنسبة للمترجم، قالت "زركيطى" أنه يجب على المترجم أن يكون على قدر كبير من الثقافة وأن يكون منفتحًا على العالم بأسره، وأن يكون المترجم مقبل على النص الذى يترجمه، وأضافت أن اللغوية تتمثل فى إحساس المترجم بالنص. واختتمت المترجمة المغربية إيمان زركيطى بأن الكتابة هى أكبر شاهد على العصر والترجمة من أبرز معانى التغيير".
وتساءل السماح عبد الله فيما يتعلق بشعر حسن طلب للمترجمة،هل مثلت اللغة صعوبة بالنسبة لكِ فى ترجمة شعر حسن طلب؟ فقالت "على المترجم أن يقبل على النص"، وقالت إيمان الصعيدى أنها انفقت الكثير من الوقت لإعطائها بعض المعانى الدقيقة كى يصل المترجم إلى نقل الأجواء العامة للشاعر إلى القارئ". وقرأ الشاعر الدكتور حسن طلب للحاضرين قصيدته "ما وصلتنى منك رسالة"، التى قال إنه قام بكتابتها فى عام 1972 "عام الحسم"، وشكر الحاضرين وعلى رأسهم الشاعر العراقى عدنان الصاعد.