لا تعمل، فلن تعاقب وستحصل على مكافآت، شعار تجاوز كادر الموظفين فى مصر، ووصل إلى قيادات البلد، تحديدًا وزير الزراعة واستصلاح الأراضى الحالى، الدكتور عصام فايد، البعيد عن الساحة والمختفى عن الأنظار منذ توليه الوزارة، مفضلًا الجلوس فى مكتبه؛ لتجنب الخوض فى ملفات وزارة الزراعة الشائكة، وخوفًا من تكرار سيناريو الوزير المحبوس صلاح هلال. وزير الزراعة الحالى يعد غريبًا عن دهاليز الوزارة، فقد قدم إليها من كلية الزراعة جامعة عين شمس، فهو متخصص فى الألبان، ولذا لم يسلم من الوقوع فى أخطاء عدة، من الممكن أن تكون لاعبًا أساسيًا فى الإطاحة به من الحكومة الجديدة التى سيتم تشكيلها عقب انعقاد البرلمان المقبل. أولى هذه الأخطاء التى تورط بها وزير الزراعة، هى إصدار قرارات بتعيين قيادات متورطة فى قضايا فساد دون الرجوع للجهات الرقابية، فمصدر مسئول بوزارة الزراعة، أكد أن وزير الزراعة رشح المهندس أيمن المعداوى، لرئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل، لرئاسة الهيئة العامة للتعمير والتنمية الزراعة، رغم إقالته من قبل الوزير الأسبق الدكتور عادل البلتاجى، لتقاعسه عن استرداد 14 ألف فدان خاصة بالدولة من الشركة الكويتية، والتى تقع فى «جرزا طهما بمركز العياط»، وتورطه فى قضايا فساد. وعقب توليه الوزارة بأيام قليلة، أصدر فايد عدة قرارات بتكليف الدكتور خالد الحسنى، بمنصب مدير مكتب الوزير، ورئاسة قطاع الهيئات، والمقدم ضده بلاغ بإهدار المال العام، برقم 17241 بتاريخ 30 سبتمبر 2015، والذى يتهمه بالاشتراك فى الاستيلاء على المال العام ببرنامج «مبادلة الديون»، وذلك حسب البلاغ المقدم للنائب العام، الأمر الذى نتج عنه حرمان موارد الدولة كل عام من إيرادات تشغيل المعدات الثقيلة والكراكات البحرية المملوكة للهيئة وإيرادات بحيرتى البردويل، والسد العالى. وفى حين أن مصر تعانى من نقص الألبان، أعلن الدكتور عصام فايد أن الوزارة تتفق حاليًا مع السلطات البيطرية الروسية، لبدء إجراءات تصدير منتجات الألبان لروسيا، موضحًا أنه تم تسجيل واعتماد 7 شركات مصرية لمنتجات الألبان للقيام بالتصدير. كما أن واقعة الرجل الذى استلم منزلًا وأرضًا فى مشروع المليون ونصف مليون فدان فى واحة الفرافرة، والذى التقاه الرئيس السيسى الأسبوع الماضى خلال الافتتاح، على أنه من فلاحى وقاطنى المدينة، ثم اتضح أنه ليس فلاحًا وإنما يعمل موجهًا بإدارة التعليم بالفرافرة . خطأ آخر، يبرز ضعف وزير الزراعة، وقلقه من الخوض فى مشاكل وأزمات وزارة الزراعة، وهو ما يفسر جلوسه فى المكتب وعدم قيامه بأى زيارات على أرض الواقع، فالوزير منذ توليه الوزارة منذ أكثر من أربعة أشهر لم يقم سوى بزيارتين ميدانيتين، واحدة منهما لقرية الأمل بالإسماعيلية واستغرقت نصف ساعة، وفازت بلقب أسرع زيارة فى تاريخ وزارة الزراعة يقوم بها وزير إلى موقع ميدانى، وزيارة أخرى لمدينة الاسكندرية . خطأ سادس وقع فيه وزير الزراعة أيضًا، وهو تقاعسه عن إعادة هيكلة قطاعات الوزارة، والإطاحة بالقيادات التى تطالها شبهات الفساد، واحدًا من الملفات المهملة طوال الشهر الماضى، واقتصر فى تغييراته على الإدارات الصغيرة، والشاهد على ذلك فشله فى مواجهة اللواء مهاب عبدالرؤوف رئيس الهيئة للتعمير، الذى ألغى قرارًا للوزير بعد 24 ساعة من إصداره، والذى يخص عودة المهندس هشام بركة لرئاسة الشئون القانونية بالهيئة. أخيرًا قرار مجلس الوزراء، الذى صدر بنصح من الوزير، بدعم مزارع القمح ب 1300 جنيه، وشراء القمح بالسعر العالمى، وهو ما يشير إلى تدمير زراعة القمح فى مصر كما حدث بالنسبة للقطن، وفقًا لخبراء الزراعة، الذين أكدوا أن هذا القرار يقضى بشراء أردب القمح ب 270 جنيهًا بدلًا من 410 جنيهات كل عام، وهو ما يتسبب فى عزوف المزارعين عن زراعته. وبمحاولة الاتصال بوزير الزراعة الدكتور عصام فايد عدة مرات لعرض ما حصلت عليه «الصباح» من معلومات، رفض الرد.