نقيب الموسيقيين فاقد آليات تنفيذ قراره وكان الأولى به عدم إقرارها تجنبًا للإحراج المتحدث الرسمى للنقابة: لا يوجد قرار رسمى بإلزام المطربات بملابس معينة.. وهانى شاكر طالبهن بالالتزام فقط سكرتير عام النقابة: من يخالف القرار يعاقب.. ولا يوجد فرق بين مطربة كبيرة وأخرى فى بداية الطريق يبدو أن صوت الواقع فى معظم الأوقات يعلو على صوت الخيال، فمنذ فترة قريبة فجر نقيب الموسيقيين هانى شاكر أزمة كبيرة فى أروقة الوسط الغنائى المصرى، بقراره المفاجئ بحظر ارتداء الفنانات ملابس عارية خلال الحفلات والالتزام بمبادئ وأخلاقيات المجتمع المصرى، دون الإساءة له من خلال الألفاظ والايحاءات، ومن تخالف هذا القرار فسوف يتم تحويلها للتحقيق فى النقابة إذا كانت إحدى عضواتها، أو منع إعطائها تصاريح الغناء فى الحفلات المصرية. ورغم أن القرار أثار الجدل ما بين مؤيد للفكرة ومعارض لها، واصفين إياها بأنها عودة إلى الأفكار الرجعية التى لا تتناسب مع حالة الحرية التى يعيشها العالم كله بفرض أسلوب ملابس معينة على المطربات بشكل غير مسبوق إلا فى الدول المتخلفة والتى ما زالت تتعامل مع المرأة على أنها مجرد عورة يجب إخفاءها، وكبت حريتها، وعلى الرغم من ذلك إلا أن القرار كان ساريًا بالفعل خلال الفترة الماضية، ولم يخرج النقيب بأى تعديلات عليه أو قرار بإلغائه، وخلال الأيام القليلة الماضية أحيت اللبنانية هيفاء وهبى حفل الكريسماس فى أحد فنادق القاهرة، وهو الحفل الذى ظهرت فيه بملابس شبه عارية كعادتها فى معظم حفلاتها، حيث ارتدت فستانًا أسود، عارى الصدر والظهر بشكل ملفت للنظر، وهو الظهور الذى يعارض شكلًا ومضمونًا قرار نقيب الموسيقيين، ومع انتظارنا لأى رد فعل من هانى شاكر أو المسئولين فى النقابة ضد هيفاء التى ضربت بقرار النقيب عرض الحائط، ولم تلتفت له من الأساس، لا هى ولا القائمون على الحفل، إلا أن النقابة أدارت وجهها عن الواقعة خشية التعرض للنقد والسخرية من المعترضين على القرار من الأصل، وعلى الرغم من صمت هانى شاكر ورفاقه إلا أن جمهور السوشيال ميديا كان له رأى آخر، حيث هاجم جرأة هيفاء وهبى وملابسها العارية، وأكد أنها تخطت الحدود المسموح بها، وأن إقامة الحفل فى مكان مغلق وللصفوة لا يعفيها من المسئولية لأن المواقع الإخبارية نشرت الصور بالفعل ووجدها البعض لا تليق بالشكل العام فى مصر، كما انتقد البعض الآخر نقابة الموسيقيين ووصفوهم بأنهم ليسوا قادرين على إنفاذ قانونهم إلا على المطربات الجدد أو مطربات الصف الثانى، وأنهم لا يستطيعون إنفاذ الأمر على مطربات الصف الأول. حادثة حفل هيفاء وهبى كشفت لنا عند التحقق منها فى نقابة الموسيقيين حالة من التخبط الإدارى الحاصل داخل أروقة النقابة، حيث كشف المستشار الإعلامى للنقابة طارق مرتضى أنه لا يوجد قرار يلزم الفنانات بارتداء ملابس معينة، موضحًا أن ما قام به النقيب هانى شاكر ما هو إلا مطالبة فقط بالالتزام ليس أكثر، حيث إنه لا يمكن توقيع غرامة أو عقوبة على ملابس فنانة لأنه لا يوجد قانون يحدد هذا الأمر من الأصل.. وأوضح: لا توجد مشكلة مع هيفاء وهبى، لكن الأمر يتعلق بمتعهد الحفل الذى حصل على تصريح لها فقط دون تصريح للفرقة حيث وجد مفتشى الحفل أربع موسيقيين أجانب لم يتم التصريح لهم وتم توقيع غرامة 3 آلاف دولار على المتعهد، وهو أمر لا يخص هيفاء. تصريحات مرتضى جاءت عكس ما أكده سكرتير النقابة، أحمد رمضان الذى أكد فى تصريحاته أن الجزء الخاص بملابس الفنانات هو قرار وليس مجرد مطالبة بالالتزام، وذلك وفقًا للقانون والمادة 61، ومن يخالفه يعاقب وليس لدينا استثناءات بين نجم وآخر صاعد، وتابع: لم أشاهد ملابس هيفاء فهناك لجنة هى من كانت تراقب الحفل وعلى أساسها نتخذ العقوبات إذا حدثت أى مخالفة واللجنة لم تبلغ عن ملابس هيفاء أو تجاوزها.. وتابع هيفاء ليس لها علاقة بالغرامة التى تم توقيعها على العازفين الأجانب فهى تخص المتعهد، وملابسها لا يوجد عليها تعليق. التصريحات المتضاربة لمسئولين فى النقابة، تؤكد وجود حالة من الخلل الإدارى فى واحدة من أعرق النقابات الفنية فى مصر، حيث إن قرار النقيب يجب أن يكون ملزمًا للجميع سواء المصريات أو القادمات للغناء فى مصر، فإذا لم يكن للنقيب سلطة تنفيذ قراراته فكان من الأولى به عدم المجازفة بسقوط قراره مع أول حفل تحييه فنانة لبنانية فى مصر، فمن لا يقدر على تنفيذ وعوده أو قراراته فالأولى به الاحتفاظ بها لحين وجود آلية تؤهله للعمل على تنفيذها. يذكر أن حفل هيفاء حضره العديد من نجوم الفن والرياضة ومنهم خالد سليم وأحمد آدم ولقاء الخميسى وزوجها محمد عبد المنصف وغادة إبراهيم وأحمد زاهر ومحمد رمضان وأميرة فتحى ودنيا عبد العزيز وساندى التونسية وإيناس على، ومحمد زيدان ومحمد شوقى، وشهد الحفل مشاجرات بين الجمهور أدت إلى تناوله إعلاميًا بشكل مكثف خلال الأيام القليلة الماضية.