*النقيب تجاهل ملفات الفساد وأحوال الموسيقيين المتدهورة وقرر التركيز مع «ملابس الفنانات » *محللون: قرار ضد الحريات، وليس من حق النقيب فرض طريقة تفكيره على المطربات *حلمى بكر: توقيت صدور القرار خاطئ ويؤثر على الحفلات فى مصر أثار قرار نقيب الموسيقيين هانى شاكر الذى أصدره منذ أيام بإنذار أى فنانة تظهر بملابس غير لائقة بالحفلات أو الكليبات، الكثير من الجدل فى الأوساط الفنية، خاصة فى ظل تراجع الأحوال المعيشية لشيوخ المهنة من أعضاء النقابة والتراجع الملحوظ فى مهام النقابة تجاه أعضائها، منذ عدة سنوات، وهو القرار الذى وصفه البعض بأنه تعنت واضح ضد الفنانات، خاصة وأن حق كل فنانة فى ارتداء ما يناسبها هو حق أصيل لها وحدها، وليس من مهام نقيب الموسيقيين الذى من المفترض أن يبحث عن وسائل وطرق لعلاج أزمات النقابة الداخلية، وفى الوقت الذى لم يعلن فيه الحرب على مطربى الدرجة الثانية، وأصحاب هوجة «المهرجانات »التى أثرت سلبًا على الذوق العام، وتدخل بشكل مباشر فى اختصاصاته راح النقيب يدعو إلى «الاحتشام »للفنانات، وتناسى أن المطربات اللاتى يعتلين المسارح فى مصر معظمهن مطربات الصف الأول سواء مصريات أو لبنانيات، أمثال أنغام وشيرين ، وأمال ماهر، وإليسا،ونانسى عجرم، ونيكول سابا وحتى هيفاء وهبى الأكثر إثارة تظهر فى معظم حفلاتها العامة فى مصر محترمة لقواعد وأصول وآداب المجتمع المصرى، وإن قصد نقيب الموسيقيين مطربات «بير السلم » فهؤلاء لا يقمن بإحياء الحفلات العامة التى ينادى نقيب الموسيقيين بضرورة الاحتشام فيها، وإنما تقتصر حفلاتهم عادة على الملاهى الليلية، فإن أراد فبالتأكيد تختلف ساحة المعركة،وكان الأولى به إعلان الحرب عليهن فى الملاهى الليلية، وعدم التلميح بأن مطربات الحفلات غير محتشمات.. الأزمة الحقيقية ليست فى القرار نفسه، وإنما إمكانية تطبيقه فى ظل عدم وجود قانون صريح يحدد شكل الملابس المسموح بها فى الحفلات، وما هى معايير خروجها عن الآداب العامة، فإذا ذكر قانون الآداب مواصفات ملابس الراقصة، و «بدلة الرقص » لم ينص المشرع على شكل ملابس المطربة فى الحفلات العامة. وما بين مؤيد للقرار، ومعارض له انفجرت فتنة«الاحتشام » فى نقابة الموسيقيين واتهم البعض هانى شاكر بالحرب على الحريات الخاصة فى وقت تشتعل نقابته بأزمات أخرى كانت أولى بالنقيب توجيه حربه عليها، ومنها ملفات الفساد فى النقابة.. لكن يبقى السؤال، هل يمكن أن يتسبب مثل هذا القرار فى خسائر مادية فى دنيا الحفلات خاصة مع وجود الكثير من المطربات اللاتى يفضلن ارتداء ملابس قصيرة لكنها ليست خادشة للحياء، وخاصة عدد من الفنانات اللبنانيات؟ وهو السؤال الذى أجاب عنه الموسيقار الكبير حلمى بكر، الذى أكد أن القرار بالتأكيد سيؤثر على الحفلات التى توجد فى مصر خاصة أننا شعب عنيد، ولا نسمح لأحد بفرض وصايته علينا، مؤكدًاأنه ليس ضده فى العموم لكن توقيته هو الخاطئ، وتابع: ما هى الآليات التى يعتمد عليها لتطبيق القرار خاصة، أن أى مطربة يمكن أن تتعرض لها أثناء إحياء الحفل يمكن أن تلجأ هى للقضاء، وتطالب بتعويض طبقًا لحقوق الإنسان، لأنه بذلك صادر حريتها، مشيرًا إلى ظهور أحد أعضاء المجلس على التليفزيون، وهو يتحدث عن الفضيلة فى الوقت الذى ساهم هو نفسه فى قبول قيد ثلاثة عاهرات فى النقابة، مضيفًا: أنا معه فى عمليات التطهير لكنه ليس صاحب آلية لتنفيذها. ويقول الملحن خالد التهامى أنه مؤيدًا للقرار لكن هناك جهات معنية بهذا الأمر، وهى من تقرر أن الفنانة عارية أم لا.. مؤكدًا فى الوقت ذاته أن الحفلات لن تتأثر بمثل هذا القرار، لأن هناك فنانات مثل هيفاء أو نانسى أو اليسا يظهرن بملابس سهرة عادية، لكن القرار شمل حماية الفن من أمثال بارديس، وشاكيرا والكليبات العارية التى انتشرت مؤخرًا، مضيفًا: لكن الأهم من ذلك هو أن النقابة يجب أن تبحث عن من أعطى لهؤلاء المطربات التصاريح من أجل العمل فهناك الكثيرات ممن حصلن على عضوية النقابة ولا علاقة لهن بالغناء. كما اعتبر البعض أن هذا القرار ضد الحريات الشخصية، وأنه ليس من حق النقيب فرض طريقة ملابس معينة على أى فنانة، مؤكدين أنه حتى فى ظل أعتى الأنظمة الديكتاتورية مثل الإخوان، لم يجرؤ أحد على اتخاذ مثل هذا القرار.. وفى استطلاع رأى سريع على عدد من منظمى الحفلات، أكدوا أن مصرلا يقام فيها حفلات عرى، وأن المطربات اللاتى يغنين فى حفلات عامة لا يرتدين ملابس مثيرة نظرًا لطبيعة الجمهور المصرى، وبالتالى فإن خروج مثل هذا القرار يثير البلبلة لدى الجمهور العادى،ومن الممكن أن أرى تأثيره السلبى أثناء إحياء الحفلات، فمن الممكن أن نجد بعض الأشخاص مثلا يعترضون على م ابس فنانة وهى تغنى،وتحدث مشاكل وربما يتم إلغاء الحفل، وهو ما يسبب خسائر بملايين الجنيهات يستفيد منها فى النهاية أعضاء نقابة الموسيقيين أنفسهم.