48 كتابًا من مؤلفات الأب متى المسكين أبرز الممنوعات.. ودير أبو مقار يحتج برفض المشاركة فى المعرض «كنت أرثوذكسيًا والآن أبصر» للشماس حنين عبد المسيح.. ومؤلفات جورج حبيب بباوى «أقوال مضيئة لآباء الكنيسة».. محظور تداوله منذ 2010 بتوصية من «لجنة الإيمان والتشريع» فى مفاجأة غير سارة للمهتمين بالتراث والثقافة القبطية، شهدت الدورة الثالثة من معرض الكتاب القبطى، منع عدد من المؤلفات القبطية، سبق عرضها فى أول دورة للمعرض، وسط اعتراض الكثيرين ممن يرون أن الفكر لا يواجه إلا بالفكر، وأنه لا مجال لمنع كتب تنتشر عبر الإنترنت، فيما يرى آخرون أنه من واجب الكنيسة أن تحمى أولادها من الأفكار المغلوطة، بحسب تعبيرهم. «الصباح» رصدت قائمة الكتب الممنوعة من المشاركة فى معرض الكتاب لهذا العام، رغم عرض بعضها فى العام الأول للمعرض، وعدم منع البابا تواضروس والمسئولين لتلك الكتب إلا فى العام الثانى مما يطرح تساؤلات كثيرة حول إمكانية تضييق الخناق من جانب بعض الأساقفة من معتنقى فكر البابا شنودة حول الفكر الانفتاحى للبابا تواضروس، كما لاحظت «الصباح» أن كثيرًا من الكتب الممنوعة راجعها وقدمها أساقفة كبار من الكنيسة مما يثير الكثير من علامات الاستفهام حول دور الكنيسة فى التدقيق فى محتوى الكتب قبل عرضها ونشرها. أول الكتب التى تم منعها هو كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس، والذى تنتشر نسخته الإلكترونية بكثرة على الإنترنت رغم تحذير المجمع المقدس منه بدعوى أنه «كتاب بروتستانتى جملة وتفصيلًا»، ويحتوى الكتاب على ملاحظات تساعد القارئ على فهم البيئة التى كتب فيها الكتاب المقدس والملابسات التاريخية للأحداث والمعلومات الجغرافية عن الأماكن المذكورة بالإضافة إلى احتوائه على خرائط وجداول وأشكال توضيحية للتسهيل على القارئ فى الفهم. ويصدر الكتاب الذى يحتوى على 3038 صفحة عن دار الكتاب اللبنانى، ويقوم بنشره وتوزيعه دار الكتاب المقدس، وقد أصدر الأنبا أبرام، أسقف الفيوم وتوابعها، كتابًا يرد عليه بعنوان «الملاحظات العقائدية واللاهوتية فى كتاب التفسير التطبيقى للكتاب المقدس» حيث طالب فيه الأنبا أبرام بأخذ إذن أب الاعتراف قبل قراءة هذا الكتاب وضرورة وجود مرشد له أثناء القراءة. وكذلك كتاب أقوال مضيئة لآباء الكنيسة، الكتاب بدون اسم مؤلف واضح، تم حظر هذا الكتاب بجلسة المجمع 22 مايو 2010 بناء على توصية لجنة الإيمان والتشريع التى أكدت وجود انحراف فى الترجمة عمدًا من اليونانية إلى العربية فى أغلب اقتباساته. و كتاب «غربة الإنسان فى العالم للقمص لوقا الأنطونى» الممنوع فى جلسة المجمع المقدس المنعقدة فى 18 يونيو 2005 وكتاب «الأرثوذكسية قانون إيمان لكل العصور» (مترجم) من تأليف الأب أنتونى م. كونيارس والممنوع فى جلسة المجمع المقدس فى 26 مايو 2007 لما به من أخطاء عقائدية. بالإضافة لكتاب «العذراء أمى»، وهو من تأليف الراهب تيمون السريانى وراجعه وقدم له الأنبا متاؤس رئيس دير السريان. فى تقديمه للكتاب قال الأنبا متاؤس: «بين يديك أيها القارئ العزيز كتاب جديد لتطويب العذراء وتكريمها». فيما تأتى كتب الأب متى المسكين على رأس قائمة الكتب الممنوعة فى معرض الكتاب القبطى هذا العام مما سبب أزمة بين دير أبو مقار ببرية شيهيت والأنبا موسى أسقف الشباب حيث رفض الأخير مشاركة 48 كتابًا من مؤلفات الأب متى المسكين مما جعل الدير يرفض المشاركة فى المعرض نهائيًا، ويعتبر هذا العام الثانى الذى يمتنع فيه الدير عن المشاركة بإصداراته فى المعرض بعد رفض الكنيسة مشاركة مؤلفات «المسكين». وحذرت الكنيسة الأرثوذكسية من كتابات «المسكين» ووضعته ضمن قائمة من الكتاب المرفوضين من قبل الكنيسة بل ووصل الأمر إلى وصفهم بالهرطوقيين أو المبتدعين لكونهم يتحدثون فى موضوعات تتنافى مع الأرثوذكسية فى أكثر من موضع لها حيث يذكر موقع كنسى شهير نصًا: «للأسف هناك الكثير من المنتديات المسيحية تقوم بوضع روابط كتب أو مقالات أو فيديوهات أو آراء لهؤلاء الذين ينادون بأمور مخالفة للعقيدة القويمة.. وبسبب كون أحد أو بعض هؤلاء يبثون تعاليمهم الحديثة فى إطار أرثوذكسى، ينخدع بعض البسطاء بكلامهم الجديد؛ سواء إعجابًا بشكله أو بحثًا عن الجديد أو قلة دراية بالأمور اللاهوتية والعقائدية السليمة. بالإضافة إلى بعض مؤلفات رهبان دير أبو مقار خاصة تلك التى تتكلم عن تأليه الإنسان حيث أصدرت لجنة شئون الإيبارشيات فى جلستها المنعقدة فى شهر فبراير لعام 2007 توصيات بتفنيد ادعاءات بدعة تأليه الإنسان التى ينادى بها بعض رهبان دير أبومقار وكتاب الله يدعو لما به من أخطاء عقائدية، وهو كتاب مترجم من الإنجليزية، وهو عبارة عن 365 رسالة يومية للإنسان المسيحى من الله، وقام بترجمته وإعداده «عشرة رهبان وقام بمراجعة الترجمة» الدكتور سمير تناغو أستاذ ورئيس قسم القانون المدنى كلية الحقوق-جامعة الإسكندرية والناشر «دار القديس يوحنا الحبيب للنشر فيما قام بتقديمه الأنبا بطرس الأسقف العام حيث قال فى مقدمة الكتاب: «لا تستقل بذاتك ولا تعتمد عليها بل على المسيح البار هذا الكتاب الدسم فيه غذاء روحى يومى على مدار العام خلاصة خبرات من تذوقوا بحق الحياة الحقيقية مع المسيح»، وقد تم منع الكتاب فى جلسة 6 يونيه 2009. ومن ضمن القائمة كتابات الدكتور جورج حبيب بباوى، مدير معهد الدراسات اللاهوتية بولاية إنديانا الأمريكية وأستاذ اللاهوت السابق بالكلية الإكليريكية الأرثوذكسية بالقاهرة، وعلى رأسها كتاب «البابا كيرلس المعلم الكنسى» حيث جاء قرار رقم 6 لجلسة 28 مايو الماضى للمجمع المقدس بمنع توزيع بعض كتب «بباوى» فى المكتبات والكنائس. وقد مُنِع بباوى من التدريس فى الكلية بسبب «تعليمه الخاطئ» من سنة 1983، وفصل نفسه عن الكنيسة بانضمامه إلى كنائس أخرى باعترافه سنة 1984، وتم عزله من الكنيسة عام 2007 فى جلسة طارئة للمجمع المقدس، برئاسة البابا الراحل شنودة، وحضور 66 أسقفًا، بسبب كتاباته والأخطاء اللاهوتية المنسوبة إليه، وقد سببت كتاباته جدلًا كبيرًا فى الأوساط القبطية خاصة كتاب «رسائل أبونا فليمون المقارى» المكون من 20 صفحة، ويتحدث عن صفة الوجود البشرى وأن الخليقة لهم وجود سابق فى فكر الله وفكر التناول من قبل خلق العالم، وهو ما اعتبره البعض تجرؤًا على الله، ويتهمونه بالوثنية. كتب الشماس حنين عبد المسيح وعلى رأسها كتاب «كنت أرثوذكسيًا والآن أبصر» وقد انفصل عن الكنيسة الأرثوذكسية عام 1997 لينضم إلى الإنجيلية ومنذ ذلك الحين بدأ معركة شرسة ضد الطائفة الأرثوذكسية واصفًا الأرثوذكس بعباد الأصنام والرهبان ب«الشواذ» والرهبنة ب«البدعة» مما جعله يلاقى انتقادات واسعة فى أوساط الكنيستين، وقد تم تحريم كتبه فى جلسة المجمع 6 يونيه لعام 2009. كتب «العدالة الإلهية، الفداء والخلاص والكفارة ومقارنة اللاهوت الشرقى واللاهوت الغربى، الله والإنسان والكون المادى فى الإيمان الأرثوذكسى» للدكتور هانى مينا ميخائيل، وهو شماس بالكنيسة الأرثوذكسية برتبة «أغنسطس» وباحث فى اللاهوت، واستشارى فى جراحة العظام والحوادث والطوارئ الطبية، ويقيم فى إنجلترا، وتم التحذير من مؤلفاته فى جلسة للمجمع المقدس مايو عام 1999. «ميخائيل رئيس الملائكة، الصراع العظيم، مشتهى الأجيال، خدمة الشفاء.. وغيرها» من كتب جلال دوس التابع لطائفة الأدفنتست السبتيين التى لا تعترف بها الكنيسة الأرثوذكسية وتعتبرها جزءًا من شهود يهوه، وقد ذكره الأنبا بيشوى مطران دمياط فى كتابه سلسلة محاضرات تبسيط الإيمان الذى يناقش فيه بدعة الأدفنتست وشهود يهوه - حسب ما ذكره الكتاب. مؤلفات الدكتور عاطف عزيز ميخائيل، الذى قام البابا شنودة الراحل بعزله هو و13 آخرين من بينهم راهب يدعى صفيًا وذلك عام 2002 بسبب تكوينهم لجماعة دينية منحرفة لها معتقدات تتنافى مع الأديان تحت اسم « العهد الجديد»، وهذا ما أعلنته جلسة المجمع المقدس المنعقدة برئاسة البابا فى ذلك الوقت. كتب مؤسس التيار العلمانى القبطى حيث تتهمها الكنيسة باحتوائها على خلافات حول علاقات الأبوة الروحية وغيرها، وقد كان الخلاف بينه وبين الراحل شنودة الثالث، ولكن بعد وفاته قل كثيرًا خاصة مع أسلوب البابا تواضروس المعهود بالانفتاح على الجميع، واتضح ذلك بعد مناقشة زاخر لكتابه الجديد«قراءة فى واقعنا الكنسى، شهادة ورؤية» فى مطرانية سمالوط بجوار الأنبا بفنوتيوس، أسقف الإيبراشية. كتب المفكر القبطى جمال أسعد التى تتناول خلافات حول الأوقاف القبطية، حيث قال البابا شنودة حينما سأله أحد الحضور عن جمال أسعد ومعارضته لتوجهات الكنيسة فيقول البابا: «مش هخلص لو قعدت أراقب كل ما يقوله كل أحد فالبعض يريدون تعطيلنا عن عملنا الإيجابى والانشغال بالسلبيات فلنتركهم يتكلمون ويثورون ويبقى الحق هو الذى يثبت البلد بتدى كيان لبعض أفراد لا كيان لهم، وكذلك وسائل الإعلام ويطلقون عليه مفكر قبطى» يعنى الباقى مبيفكروش؟ ولكن ما وزنه داخل المجتمع والكنيسة ؟ مفيش.