«صلاة تواضروس خلف اللوثرية» و«عدم مواكبة العصر».. أسباب انفصال كنائس المهجر كنيسة إنجلترا: التطورات والتغيرات فى الشرق الأوسط وبريطانيا وراء قرار الانفصال أثار نبأ انفصال كنيسة إنجلترا مؤخرًا عن كنيسة الإسكندرية الأم، عاصفة من الجدل والاستهجان للخطوة، خاصة وأنها جاءت بعد أقل من 5 شهور، على انفصال كنيسة جنوبأمريكا عن الكنيسة المصرية، ما يضعف من موقفها كزعيمة للعقيدة الأرثوذكسية الشرقية فى العالم، وهو ما أرساه البابا الراحل، شنودة الثالث. وكان الأنبا سارافيم أسقف كنيسة إنجلترا للأقباط الأرثوذكس، أعلن انفصال الكنيسة ببريطانيا عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية وقال فى بيان رسمى: «إن الكنيسة البريطانية القبطية تأسست عام 1960 ببريطانيا، وانضمت إلى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية عام 1994 وصارت جزءًا منها، ولكن الكنيسة البريطانية ترى حاليًا ضرورة انفصالها والعودة إلى وضعها السابق». وأرجع مصدر كنسى مطلع، ل«الصباح»، سبب انفصال كنيسة إنجلترا عن الكنيسة الأم، إلى اعتراضها على سياسة البابا تواضروس، والذى أدى مؤخرًا الصلاة فى الكنيسة اللوثرية بالسويد، والتى تعترف بزواج الشواذ وكهنوت المرأة، وهو ما يتناقض مع تعاليم الكنيسة الأرثوذكسية، والذى يؤدى بالتبعية إلى تقلص دور الكنيسة المصرية فى قيادة الكنائس على مستوى العالم. وقال المصدر، إن الانشقاقات التى تعانى منها الكنيسة ستتوالى مع إقدام البابا تواضروس على المزيد من الأفعال المثيرة للجدل، والتى تخالف الإيمان الأرثوذكسى السليم، بحسب قوله. وأصدر المتحدث الرسمى باسم الكنيسة الأرثوذكسية، بيانًا مشتركًا مع الكنيسة الأرثوذكسية الإنجليزية، وجاء نصه، «تواجدت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (COC) فى بريطانيا منذ الستينيات، وعبر خدمتها أصبحت معروفة للكنيسة البريطانية بالجزر البريطانية (BOCBI). نتيجة لذلك، فى عام 1994 تقدمت BOCBI ل COC بهدف أن تصبح جزءًا من البطريركية القبطية الأرثوذكسية بالإسكندرية، وعند القبول والاتفاق على هذه العلاقة الجديدة تم توقيع بروتوكول فى عام 1994 حين أصبحت BOCBI جزءًا كاملًا وفعالًا من البطريركية، وبنفس هذه الروح التى ظهر بها هذا الانضمام إلى الوجود بطلب من BOCBI فى عام 1994 فقد تم الاتفاق الآن - مرة أخرى بناء على طلب BOCBI أن تعود BOCBI إلى وضعها قبل 1994، تحقيقًا لما تراه مهمتها الحالية فى ضوء التطورات والتغيرات الديناميكية فى الشرق الأوسط وبريطانيا». وتابع البيان المشترك: «سوف نستمر فى الصلاة لمجتمعاتنا وكهنتنا وشعبنا أن يعيشوا ويتمموا فعليًا شهادتهم فى بريطانيا، وخدمة مجتمعهم الأكبر فى وقت تكون الشهادة المسيحية ضرورية. وقال المتحدث الرسمى للكنيسة القس بولس حليم : «الكنيسة البريطانية ليست كنيسة قبطية بل هى كنيسة بريطانية أرثوذكسية صغيرة، وعبارة عن تجمع لبعض الكنائس وهى ظلت غير قانونية حتى 1994 ثم تواصلت هذه الكنيسة مع كنيستنا القبطية الأرثوذكسية فى إنجلترا، وطلبت الانضمام للكنيسة القبطية، وتمت الموافقة من الكنيسة القبطية ممثلة فى قداسة البابا شنودة الثالث. وأضاف حليم «الظروف اختلفت بين البلدين من حيث توجهات الخدمة والتقاليد، فلم يعد مناسب الاستمرار فى الانضمام بسبب هذه الاختلافات». ويقول الأنبا أنجيلوس أسقف إنجلترا، إن كنيسة إنجلترا أرثوذكسية، وكانت غير قانونية قبل 1994، وانضمت للكنيسة المصرية لتنال صفة القانونية والآن طلبوا إلغاء الاتفاقية والانفصال عن الكنيسة المصرية. وكانت كنيسة جنوبالولاياتالمتحدةالأمريكية، أعلنت فى مايو من العام الجارى، انفصالها عن الكنيسة المصرية، وأعلن الأنبا يوسف أسقف إبراشية جنوبأمريكا انفصاله عن الكنيسة الأم فى ذلك الوقت مبررًا الأمر ب«عدم مواكبة الكنيسة القبطية المصرية للعصر»، مشيرًا إلى أنه «سيقدم كنيسة قبطية أرثوذكسية بثقافة أمريكية»، وقد أعلنت الكنيسة المصرية أن ذلك ليس انفصال، وإنه تم بالاتفاق لكى تقدم الكنيسة منظورًا أرثوذكسيًا جديدًا للأمريكيين. ومن جانبه يقول مينا مختار ناشط قبطى، إن الكنيسة البريطانية تعتبر كنيسة صغيرة اسمها الكنيسة البريطانية، انضمت لكنيسة مصر عام 1994 وكان عددهم قليل ولا يزال. وتابع مختار، إن الفترة التى قضتها الكنيسة الإنجليزية فى اتحاد مع الكنيسة المصرية تعتبر طويلة، وقد انفصلوا لأنهم يريدون التغيير فى الإيمان الأرثوذكسى الذى تؤمن به الكنيسة المصرية، وقد ينضموا إلى كنائس أخرى يروا أن إيمانها يتماشى معهم. ومن جانبها، تقول مارى ملاك إعلامية قبطية مقيمة فى المهجر، إن الكنيسة البريطانية لم يكن لها وضع كهنوتى مسبقًا، بمعنى أنها لم يكن لها وضع مقنن، وطلبت الانضمام للكنيسة القبطية الأرثوذكسية، وبعد عرض الأمر على المجمع المقدى برئاسة قداسة البابا شنودة الثالث تمت الموافقة على ضمها، وحصولها على وضع كهنوتى تابع للكنيسة القبطية الأرثوذكسية لخدمة الإنجليز وليس لخدمة الأقباط المقيمين فى إنجلترا. وأرجعت مارى ملاك، طلب الانفصال إلى بعض الأمور التى قد يقبلها الشعب الإنجليزى، ولا تتوافق مع كنيستنا القبطية الأرثوذكسية، وعمل اتفاق بينهم وبين كنيستنا التى يمثلها الأنبا أنجيلوس أسقف الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بإنجلترا، وعرض على قداسة البابا تواضروس فوافق على ما جاء فيه، وتم توقيع الانفصال، الذى لا يؤثر بأى طريق على الأقباط الأرثوذكسى.