الاستيلاء على الأراضى تم بعد زيارة محلب للمنطقة فى يناير الماضى رغم إعلان الدولة مواصلة عملها فى مكافحة الفساد، إلا أن مجموعة من رجال الأعمال فى أسيوط استولوا على ما يقرب من 1850 فدانًا فى مركز ومدينة دشلوط كانت قد خصصتها المحافظة لإقامة جبانة لدفن الموتى من المسلمين والمسيحيين، كمنطقة أولى، والثانية تم توزيعها على 100 شاب من شباب الخريجين فى إطار تنفيذ خطة الرئيس عبد الفتاح السيسى لإقامة القرى الخدمية المتكاملة ضمن مشروع المليون فدان. ووفق المستندات التى حصلت عليها «الصباح»، فإن ثلاثة رجال أعمال متورطون فى التعدى على أراضى الدولة وهم «أ.م» و«م.م» و«س.م»، ما أسفر عن حرمان أهالى المحافظة من إقامة المدافن فى المناطق التى خصصتها المحافظة لهم بالإضافة إلى تحدى خطة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى مشروع المليون فدان ونهب الأراضى التى خصصتها المحافظة للشباب ضمن هذا المشروع. وبحسب المستندات فإن تقرير الوحدة المحلية بمجلسى مدينة دشلوط أكد أن محافظ أسيوط خاطب إدارة أملاك الدولة لاتخاذ الإجراءات اللازمة لتغيير الواقع من خطة الدولة للاستصلاح والاستزراع وتخصيص مقبرة للمسلمين فى الموقع المختار من قبل المجالس الشعبية والتنفيذية، بجوار مقبرة الإخوة المسيحيين ولعدم وجود امتداد للمقبرة القديمة بجانب تخصيص أراضٍ أخرى للشباب ضمن المشروع القومى، وبالفعل سلمتها المحافظة بالمساحات المذكورة أعلاه لإقامة المقابر، إلا أن التعديات على تلك الأراضى حالت دون ذلك. وردًا على تلك التعديات أخطر محافظ أسيوط كلًا من اللواء أركان حرب قائد المنطقة الجنوبية العسكرية واللواء مساعد وزير الداخلية مدير أمن أسيوط والمحامى العام لنيابات أسيوط، لإزالة تلك التعديات على أراضى الدولة. وقال «أ.غ» أحد أهالى المدينة بأن رئيس الوزراء المهندس إبراهيم محلب كان فى زيارة إلى مدينة أسيوط فى يناير الماضى لافتتاح تلك المشروعات وبعد انتهائه من الزيارة بدقائق بدأت عملية السطو والاغتصاب المنظم بالأسلحة والقوة الجبرية من رجال أعمال أبناء عائلة «الحديبات» بأسيوط، لتلك الأراضى وسط غياب تام للرقابة الأمنية وأمام أعين المواطنين. وأوضح بأن المذكورين قاموا بالتعدى على تلك الأراضى منذ عام 2011، ولم تتمكن أجهزة الدولة من التصدى لهم حتى الآن، مشيرًا بأن هناك محضرًا لإزالة تلك التعديات منذ عام 2011 حمل رقم 144، ويوصى با=أن المذكور متورط فى الاستيلاء على المال العام وأضر بمقدرات الدولة، ولكن للأسف لم تتم معاقبته أو نزع حقوق الدولة منه إلى الآن. أحد المواطنين يروى ل«الصباح»: «المتورطون فى الاستيلاء على أراضى الشباب من عائلة «الحديبات» قتلوا ابن عمهم العام الماضى عندما كان ينازعهم فى الحصول على قطعة أرض من أراضى الدولة المستولى عليها، مشيرًا بأن هذه الأرض تتجاوز مساحتها 1850 فدانًا بطول 2 كيلو متر وعرض 1.5 كيلو متر فى مدينة دشلوط بالمحافظة. وأوضح بأن القوات المسلحة قامت بإزالة كل التعديات مرتين قبل ذلك، وفى كل مرة تعود السيطرة على قطعة أرض أكبر مما قبل الإزالة، مشيرًا بأن الرئيس عبد الفتاح السيسى وعدنا بتوفير 5 فدادين لكل شاب لبناء مسكن وزراعة الأرض ضمن مشروع المليون فدان، وعندما قامت المحافظة بتخصيص الأرض للشباب جاء أحد رجال الأعمال أصحاب النفوذ بالاستيلاء على الأراضى التى خصصها الرئيس لنا. من جانبه قال اللواء السيد سعيد سكرتير عام محافظة أسيوط فى تصريحات خاصة ل«الصباح» بأن المحافظة تستعد الآن لإزالة كل التعديات على الأراضى المنهوبة، وضمها للدولة مرة أخرى، وبالنسبة للملف محل السؤال أجاب بأنه تم تعيينه فى المحافظة منذ 6 أشهر فقط، ولم يلم بكامل تفاصيل هذا الملف حتى الآن.