رجل «الخصخصة » اجتمع بأقاربه.. ووعدهم بحل مشاكلهم بعد غياب دام لخمسة أعوام، بعيدًا عن المشهد السياسى والاقتصادى فى مصر حيث يعمل خارج البلاد، عاد محمود محيى الدين المدير التنفيذى لمجموعة البنك الدولى ووزير الاستثمار الأسبق، إلى القاهرة الأسبوع الماضى، قادمًا من العاصمة الهولندية أمستردام، فى زيارة تستغرق شهرًا، لأول مرة منذ مغادرته البلاد فى أكتوبر 2010، حسبما أكد بعض المقربين له فى مسقط رأسه بالقليوبية، وذلك منذ أن غادر البلاد. الصباح تكشف النقاب خلال جولتها الميدانية من مسقط رأس محيى الدين عن تحركات الوزير السابق، وخطته فى الأيام المقبلة. على بعد دقائق من مدينة كفر شكر بمحافظة القليوبية تقع قرية «أسنيت» مسقط رأس محمود محيى الدين وعائلته المشهورة ب«آل محيى الدين»، يقطن محيى الدين فى فيلا فاخرة داخل مسطح كبير من الأراضى الزراعية يكسوه النخيل من كل جانب وتقع على رأسها أكبر مزرعة دواجن فى المنطقة مملوكة للوزير. أحد خفراء الفيلا، يقول إن الوزير الأسبق جاء فى زيارة تستغرق شهرًا، وهو مقيم حاليًا فى فيلته بمدينة السادس من أكتوبر، ولم يتردد علينا حتى الآن إلا مرة واحدة منذ عودته. خالد عبد الرحمن أحد جيران الوزير، قال ل«الصباح»، إن محيى اجتمع قبل يوم واحد ببعض الأهالى فى الدوار الرئيسى ل «آل محيى الدين» ليرحب بأهالى قريته الذين طالبوه بضرورة الترشح للانتخابات البرلمانية المقبلة. وأشار عبد الرحمن إلى أن الوزير الأسبق وعد أهله بعدم التخلى عنهم والعمل على المساهمة فى حل كل المشاكل والمعوقات التى تواجههم. لكن العديد من أقارب وجيران محيى الدين فى قرية «أسنيت» أكدوا أنه لن يترشح فى انتخابات مجلس النواب، وأنه فى زيارة لمدة شهر، وبعدها سيعود إلى أمريكا، حيث منصبه كرئيس تنفيذى لمجموعة البنك الدولى، وخاصة بعد التجديد له لفترة ثانية تبدأ من عام 2014 إلى عام 2018. آل محيى الدين وينتمى محمود محيى الدين إلى عائلة «آل محيى الدين»، فى كفر شكر، وقد لعبت دورًا مهمًا فى تاريخ السياسة فى مصر منذ ثورة يوليو 1952، إذ شارك أبناء العائلة فى ثورة يوليو، وكان أبرزهم زكريا محيى الدين، عضو مجلس قيادة الثورة، الذى تولى منصب وزير الداخلية فى الستينيات، وتولى منصب رئيس الجمهورية حينما تنحى عبدالناصر بعد هزيمة 67، ثم اعتزل العمل السياسى بعد هذه الفترة. ويعتبر خالد محيى الدين، عضو مجلس قيادة الثورة، أحد أبرز الضباط الأحرار، الذى كان يمثل المعارضة فى هذا المجلس، وأسس فى عهد السادات حزب التجمع، ليقود المعارضة تحت قبة البرلمان، ويتصدر المشهد السياسى إلى أن تقدم به العمر، واعتزل العمل السياسى. ويذكر تاريخ العائلة السياسى الراحل الدكتور فؤاد محيى الدين، رئيس الوزراء الأسبق، الذى كان عضوًا فى الحركة الطلابية عن الشيوعيين. ويعتبر الدكتور محمود محيى الدين من أبرز وزراء حكومة نظيف، وحظى بدعم من حسنى مبارك الرئيس الأسبق، وكان محل ثقة نجله جمال، إلى أن عين نائبًا لمدير البنك الدولى، قبل سقوط النظام بشهور قليلة.