*«الظواهرى» و«أبو إسماعيل» يجهزان لاستنساخ الثورة الإيرانية فى مصر. *جهادى منشق: شقيق زعيم «القاعدة» ملقب ب«ناظر السجن» وتلاميذه بالمئات *شقيق أحد النزلاء: حاولوا ضم شقيقى.. والخلية جندت العشرات من شباب «الإخوان» المسجونين. *الغرابلى: العزل والمنع من دخول المسجد لمعاقبة رافضى الانضمام لداعش فى السجن *مصدر أمنى: لا اختلاط بين السجناء والتكفيريين حتى فى فترات التريض قبل ثلاثة أشهر من الآن خرج صحفى الجزيرة محمد فهمى، المتهم فى القضية المعروفة إعلاميًا «خلية الماريوت» بتصريحات مهمة حول مبايعة أنصار حازم أبو إسماعيل لتنظيم «داعش»، وزعيمه أبو بكر البغدادى، حيث رصد فهمى هذه الظاهرة داخل سجن العقرب أثناء وجوده كمتهم على ذمة القضية. وتكاثر الحديث عن تكوين خلية لداعش داخل سجن العقرب، حتى نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية على لسان محمد سلطان، نجل قيادى جماعة الإخوان صلاح سلطان، والذى أفرج عنه بعد تنازله عن الجنسية المصرية، إن عناصر تابعة لتنظيم «أنصار بيت المقدس»، الذى أعلن مبايعته ل«داعش»، حاولت تجنيده مرارًا وتكرارًا دون فائدة، بينما نجحت فى تجنيد العشرات من شباب التيارات الإسلامية المختلفة، مثل «حازمون» وبعض شباب جماعة الإخوان، للقيام بعمليات إرهابية عقب خروجهم. وقال سلطان إن «عناصر داعش تتحرك الآن داخل سجن العقرب بسهولة، ويقولون للسجناء الآخرين إن النظام لن يحترم أى رد فعل إلا المقاومة المسلحة، فالنظام لا يفهم إلا لغة السلاح». وأضاف سلطان أن القاسم المشترك بين الإخوان والجهاديين والليبراليين هو كرههم لأمريكا، وعليه لابد أن تتدخل الولاياتالمتحدة لفصل السجناء عن بعضهم داخل السجون. وكانت مصادر مطلعة أكدت أن مصلحة السجون أخطأت حين وضعت أخطر العناصر التكفيرية ممن قبض عليهم فى سيناء وسط المئات من الشباب المعتدل، وهو ما نتج عنه مبايعة هؤلاء الشباب لتنظيم «داعش». ومن أجل التعرف على تاريخ تجنيد الشباب داخل السجون لصالح الجماعات التكفيرية، قال شقيق أحد المفرج عنهم بقرار عفو رئاسى ومحسوب على تيار الإخوان، «محمود ك.» (34 سنة)، إنه لولا الإفراج عن شقيقه بقرار من الرئيس عبدالفتاح السيسى، لصار الآن من أعتى العناصر المتطرفة بعد انخراطه مع بعض المقبوض عليهم على خلفية أحداث عرب شركس وبعض التكفيريين القادمين من سيناء. وأضاف محمود: «تم القبض على شقيقى أثناء إحدى المسيرات التى نظمتها جماعة الإخوان الإرهابية، وكنا نتردد عليه فى الزيارات المقررة طبقًا للوائح سجن العقرب، ولاحظنا تغير سلوكياته فى كل زيارة عن التى تسبقها، وكان دائمًا يشكو من الضغوط التى يتعرض لها داخل السجن من قبل العناصر المتطرفة، فهم يتبعون سياسة من ليس معنا فهو علينا، خاصة أن السجن به ثلاثة معسكرات، الأول معسكر الإخوان ويضم شباب التنظيم، وقياداته، والثانى معسكر الشباب الثورى كالاشتراكيين الثوريين و6 إبريل، والثالث معسكر التكفيريين وأعضاء حركة حازمون، ويسيطرون على حلقات النقاش ودروس الوعظ داخل سجن طرة، وعلى وجه الخصوص سجن العقرب، ودائمًا ما كان يتعرض شقيقى لمضايقات معسكر التكفيريين لأنه لم يكن محسوبًا على الإخوان ولا الشباب الليبرالى، وعليه كانوا يسعون إلى ضمه لمعسكر التكفيريين». وتابع محمود: «روى لى شقيقى بعد خروجه تفاصيل اللقاء الأول بينه وبين تلاميذ محمد الظواهرى، زعيم الفكر التكفيرى داخل سجن العقرب، فقال إنه كان لقاءً وديًا أثناء فترة التريض، استغرق حوالى ربع ساعة، تبادل الطرفان خلالها الحديث عن التهم التى جاءت به إلى السجن، وحينما بدأت محاولات الاستقطاب امتنع شقيقى عن الجلوس معهم، فى حين استجاب العشرات غيره، وبدأوا فى إطلاق لحاهم، وهو ما لاحظته أثناء الزيارات، التى ذهبت فيها إلى السجن لرؤية أخى قبل الإفراج عنه». وقال منصور القواسمى، عضو تنظيم الجهاد المنشق، وهو نزيل سابق بسجن العقرب، إن لديه معلومات بالفعل حول تشكيل خلايا تابعة لتنظيم «داعش» وليست خلية واحدة كما قيل. وأوضح أن هذه الخلية تقوم بإعداد الشباب فكريًا داخل سجن العقرب شديد الحراسة لحين استخدامهم فيما بعد، وذلك تحت قيادة الجهادى المتشدد مرجان سالم الذى سبق له وأفتى بهدم الأهرام. وأضاف القواسمى: «داخل سجن العقرب حدث تنسيق وتعاون مشترك بين ثلاثة فرق، محمد الظواهرى شقيق زعيم تنظيم القاعدة والملقب ب «ناظر سجن العقرب»، ومساعده مرجان سالم، وبين السلفية المتشددة ممثلين فى حركة حازمون، وبين شباب انشقوا عن جماعة الإخوان وانضموا إلى الظواهرى، وكل هؤلاء أعلنوا مبايعتهم لأبوبكر البغدادى، وقاموا بتوصيل رسالة عبر المنتديات الجهادية المحسوبة على تنظيم داعش، مفادها أن سجناء العقرب يبايعون أبو بكر البغدادى، وقد نشرت هذه الرسالة مطلع العام الجارى وعنوانها (من التيار الجهادى بسجن العقرب إلى أمير المؤمنين)». الثورة الإسلامية ويردد القائمون على عمليات تجنيد الشباب لجماعة «داعش» أن اندماج «حازمون» مع خلية «داعش» داخل السجن ومحاولات استقطاب المزيد من شباب الإخوان يجرى تمهيدًا للقيام بثورة إسلامية، يتبناها كل من حازم صلاح أبو إسماعيل ومحمد الظواهرى، وهو ما أكده مصدر مقرب من الحركة - رفض ذكر اسمه - بأن أبو إسماعيل يحضر من داخل سجن العقرب بالتنسيق مع الظواهرى وشباب السلفية المتشددة لثورة إسلامية تبدأ بتمرد داخل السجون، ثم تنتقل إلى خارج أسوار السجن لمحاولة قلب نظام الحكم، وخلق حالة ثورية دينية مثلما حدث مع الثورة الإيرانية. وأكد المصدر حدوث عدد من محاولات الشغب من جانب «حازمون»، انتهت جميعها بالفشل، لأن سجن العقرب شديد الحراسة، ولم يعد أمامهم إلا محاولات الإضراب عن الطعام، التى ينظمونها بين الفترة والأخرى. وقال المصدر إنه بالفعل تم تكوين خلية داخل السجن تابعة لتنظيم «داعش»، وذلك لأن كل عناصر حركة حازمون المقبوض عليهم تم إيداعهم سجن العقرب دون مراعاة بأن تواجدهم فى نفس المكان سيكون كارثة بكل المقاييس، لأن إدارة السجن بذلك سهلت عليهم بشكل غير مباشر عقد الاجتماعات، ونقل الرسائل، وإقامة الدروس والخطب، التى يلقيها قيادات «أنصار بيت المقدس»، المقبوض عليهم. وحذر الدكتور أحمد الغرابلى، الباحث فى شئون الجماعات الإسلامية، من أن ترك الفكر التكفيرى يتنامى داخل السجون ينذر بكارثة قد تنفجر فى وجه الدولة بعد سنوات قليلة. وقال الغرابلى إن حازمون فى الأصل أصحاب فكر متطرف لأنهم ينتهجون نهج السلفية الجهادية، ووجودهم داخل سجن واحد ينمى الفكر المتطرف لديهم لأنك بمنتهى البساطة تضع النار بجوار البنزين. وأوضح أن تشكيل خلايا داعش داخل السجون يتم من خلال محاولات الاستقطاب التى تأخذ شكلين، الأول الترغيب من خلال الحوار، وتبادل وجهات النظر وتوفير الحماية للشخص إذا لزم الأمر وتوفير كل سبل الراحة له من اتصالات بأهله، مرورًا بمنحه المال. أما الطريقة الثانية فتقوم على الترهيب، ويتم استخدامها فى حال فشلت الطريقة الأولى، حيث يستخدم مع الشخص أساليب مختلفة كعزله مثلًا عن باقى زملائه، وعدم الاختلاط والانخراط معه فى أى تصرف يقوم به، ومنعه من دخول المسجد فى بعض الأحيان، وتعمد مضايقته بين الحين والآخر ليتبنى فى نهاية المطاف وجه نظر تنظيم داعش ويبايعهم. مبايعة الزنازين تحول سجن العقرب إلى دولة داعش، حيث يقبع فيه 200 من العناصر المنتمية للتنظيم، علاوة على عدد من أصحاب الفكر المتشدد ومنهم الدكتور صفوت عبد الغنى، الشيخ أشرف عبد المنعم، الشيخ هشام مشالى، المهندس محمد حسان، الشيخ محمود شعبان، الدكتور حسام أبو البخارى. ويؤكد الدكتور أمل عبدالوهاب، القيادى الجهادى المنشق، أن تنامى النزاعات التكفيرية بين صفوف شباب الإخوان جاء بفعل اختلاطهم بالتنظيمات التكفيرية كأنصار بيت المقدس وأجناد مصر والسلفية الجهادية، حيث وجدت هذه الأفكار استجابة واسعة النطاق فى صفوف شباب الجماعة الساعى إلى تبنى استخدام السلاح ضد الدولة، والدليل على ذلك هو توسع شباب الجماعة فى تكفير الكثيرين، بدءًا من خصومهم حتى قادتهم، وعناصر «بيت المقدس» تؤجج هذه الفتنة داخل السجن، وهو ما يشير بقوة إلى كارثة قد تقع عقب خروج تلك المجموعات من السجن، ولذلك ينبغى على الجهات الأمنية أن تفصل بينهم. وقال نبيل نعيم، مؤسس تنظيم الجهاد سابقًا، إن ما يحدث داخل سجن العقرب يمكن أن نطلق عليه لفظ مبايعة الزنازين، مثلما حدث فى الماضى حينما بايع شباب سيناء، الذين قبض عليهم بعد تفجيرات طابا تنظيمات جهادية مختلفة كتنظيم القاعدة والسلفية الجهادية. من جانبه، نفى مصدر أمنى صحة ما تم تداوله حول وجود اختلاط بين المساجين والعناصر المتطرفة، مؤكدًا ل «الصباح» وجود مراعاة من قبل إدارة السجن على أن تكون فترات التريض مختلفة للفئتين، فضلًا عن عزل العناصر المتطرفة وتجنب اختلاطهم بباقى المساجين، حتى لا يتأثروا بالفكر الداعشى، علاوة على أن إيداع كل عناصر داعش داخل سجن العقرب يعود إلى أن السجن شديد الحراسة والمراقبة تجنبًا لأعمال الشغب. وأكد اللواء مصطفى المنشاوى، الخبير الأمنى، بأن تكوين خلايا إرهابية داخل سجن العقرب أمر ليس ببعيد، لافتًا إلى وجود شواهد على ذلك، مثل حملة الاعتقالات التى قام بها حبيب العادلى، وزير الداخلية الأسبق، عقب تفجيرات طابا 2004، وتم إيداع آلاف الشباب داخل منطقة سجن طرة، وآخرين تم إيداعهم بزنازين مجاورة للقيادى التكفيرى حلمى هاشم، وكانت النتيجة تحول صبية لم تتجاوز أعمارهم العشرين وقتها إلى قيادات تتولى الآن تنفيذ العمليات الإرهابية فى سيناء والشيخ زويد.