فايننشال تايمز: إسرائيل تحصل على 75 فى المائة من نفطها من كردستان العراق وسعر البرميل 10 دولارات فقط منذ سيطرته على مناطق واسعة فى العراقوسوريا، بما تضمه من آبار نفطية، ينسق تنظيم داعش الإرهابى مع أطراف إقليمية وشركات دولية لتهريب البترول، خاصة أن عمليات التهريب تتم عبر منافذ دولية لوصولها إلى الدول التى تشتريها. وتكشف «الصباح» فى تحقيقها التالى، انخراط أحد عناصر إخوان سوريا فى تهريب البترول السورى والعراقى، من داعش، إلى إسرائيل بمساعدة تركية. سماسرة تهريب النفط أول الكيانات التى تعمل بتهريب النفط السورى منذ العام 2013 هو تنظيم «جبهة غزاة الشرق الأعظم» والذى يمتلك عددًا من شركات نقل البترول التركية، ويترأس التنظيم «صالح ميرزا بك أوغلو» الذى خرج من المعتقل فى تركيا فى يونيو 2013، بعد أن قضى 16 عامًا فى السجن بتهمة «محاولة تغيير النظام الدستورى بقوة «السلاح» فى القضية التى حوكم فيها عام 1998. ويتواجد عدد كبير من أعضاء التنظيم يزيد على 2000 مقاتل فى صفوف تنظيم داعش الآن، ومنهم بعض القيادات المسئولة عن تجارة النفط، والتى تقوم بنقله عبر الحدود التركية بالتعاون مع بعض زعماء المناطق التى تمر من خلالها الشاحنات. وأوضح العميد حسام العواك، القيادى فى الجيش السوري الحر، أنه يتم تهريب النفط إلى تركيا عبر بلدة «حارم» فى ريف محافظة إدلب، وكذلك عبر جبل «برصايا» فى وضح النهار، وأن الجماعات تستخرج ما بين 80 و100 ألف برميل يوميا، من محافظتى دير الزور والحسكة فقط، وتبيع البرميل إلى الجانب التركى مقابل 10 دولارات فقط فى الوقت الراهن. وتسيطر داعش على معظم آبار النفط السورى فى الكثير من المحافظات، فيما يسيطر عدد من التنظيمات الأخرى، والتى تخصص بعض قادتها لشئون تجارة النفط، ويقوم السماسرة الأتراك بالتعاون مع تنظيمات أخرى مثل حركة «أحرار الشام الإسلامية»، و«جيش الإسلام» والألوية والكتائب المبايعة له، وألوية أخرى مثل لواء «جعفر الطيار الإسلامى»، ولواء «ابن القيم» ولواء «أهل الأثر الإسلاميين «والذين يوردون النفط إلى جبهة غزاة الشرق مقابل سعر متدنٍ بغرض شراء الأسلحة والإنفاق على المقاتلين فى صفوف تلك التجمعات الإرهابية، وأن النسبة تتخطى ال 50 فى المائة من البترول المسيطر عليه من قبل داعش والكتائب الأخرى. وكان الخبير فى شئون أمن الطاقة فى معهد «أوساك» التركى حسن أوزيرتم، أوضح أن «تهريب النفط هو قطاع حيوى فى تركيا، وأن سائقى الشاحنات يعملون على تهريبه منذ فترة طويلة، ولفت إلى أن «سعر لتر البنزين أو وقود الديزل الآتيين من سوريا نحو 0.5 - 0.7 دولار أمريكى، وسعر وقود الديزل فى تركيا نحو 2.7 دولار، لذلك هناك صفقة كبيرة فى الأعمال التجارية على تهريب النفط. وتابع: «يشترى النفط المهرب العاملون فى محطات النفط الصغيرة فى المدن الحدودية، مثل هاتاى وغازى عنتاب، ويبيعون النفط المهرب لسائقى الشاحنات والحافلات والمزارعين بأسعار منخفضة. نفط العراق العراق هى الأخرى تحتل مركزًا مهمًا بالنسبة لعمليات تهريب النفط حيث يسيطر التنظيم على عدد كبير من الآبار فى مناطق مختلفة، ويسيطر تنظيم داعش حاليًا على سبعة آبار صغيرة توجد فى شمال العراق ومداخلها وحدها كافية لضمان الاكتفاء الذاتى للتنظيم، فهى تنتج ما بين 300000 و810000 برميل من البترول يوميًا، حيث يحصل التنظيم بموجبها على ما بين 1.2 مليار ومليونى دولار أمريكى كل يوم. ويتم تهريب البترول من خلال قيادات التنظيم من خلال عدة نوافذ منها مرورًا بالأراضى السورية ومنها إلى إسرائيل مرورًا بالمياه الدولية. إسرائيل الدور الإسرائيلى فى تلك العمليات لم يقل عن دور التنظيم الإرهابى، حيث قامت إسرائيل باستغلال الأوضاع فى العراقوسوريا وفتحت خطوط تواصل مع بعض قيادات الأكراد فى كردستان العراق، ودعمتهم بالمال والسلاح مقابل الحصول على النفط، حتى أن صحيفة ال فايننشال تايمز البريطانية كانت أشارت فى أحد تقاريرها العام الماضي بأن إسرائيل تحصل على ما يقرب من 75 فى المائة من نفطها من كردستان العراق، إلا أن المصادر السورية أكدت أنها حصلت على ملايين البراميل من الجانب السورى أيضا من سماسرة البترول من داعش أو غيرهم من التنظيمات المتطرفة. وبحسب الجريدة ذاتها فإن إسرائيل اشترت من كردستان نحو 19 مليون برميل نفط فيما يعادل 240 ألف برميل يوميًا، فيما أكدت بعض المصادر العراقية أن إسرائيل تخطت ال 300 ألف برميل فى الفترة الأخيرة وتقوم بتخزين النفط فى الفترة الحالية، وتستقبل تلك الكميات من خلال ميناء عسقلان. اللافت فى الأمر أن المصادر السورية أكدت أن هناك بعض الدول الأخرى التى يذهب لها النفط العراقى والسورى بأقل الأسعار، وهى تعلم أن داعش هو الذى يقف وراء عمليات التهريب إلا أنها تمده بالمال فى مقابل النفط الذى يسجل فارق بقيمة مليارات الدولارات، مقارنة بالسعر العادى للبرميل، ضمن هذه الدول تأتى إيطاليا وفرنسا، واليونان، التى يصلها النفط من آبار أربيل، وبحسب المصدر فإن شركات نفط عالمية كبرى مثل شركتى Vitol وTrafigura. تقف وراء هذه العمليات وهو ما أكدته الصحيفة البريطانية أيضًا. ويعد أبو ماريا القحطانى أحد قيادات جماعة الإخوان السورية المقيم فى تركيا حاليًا أحد أهم حلقات الوصل فى تهريب البترول، كما أنه على علاقة بقيادات تنظيم داعش الإرهابى، ويقوم بتوريد المال لهم من خلال الشركات التى يتعامل معها لتوريد النفط. الجانب الليبى أما فى الجانب الليبى فقد أكدت مصادر مسئولة، أن ميليشيا فجر ليبيا تقوم بتهريب النفط على ظهر سفن قطرية وتركية تباع لدول أوروبا، كما تقوم بعض الدول الأوروبية بالتعاون المباشر من خلال سماسرة نقل البترول إلى هناك، وكذلك إسرائيل. وأكد المصدر أن كميات البترول التى هربت تتخطى عشرات المليارات خلال الفترة الماضية، وتقف وراءها بشكل رئيسى شركتان تركيتان هى «ليو، وبوشكاش» وأن هناك أعضاء فى المؤتمر الوطني العام يقفون وراء هذه العمليات، من خلال تسهيل عمليات مرور السفن وتأمينهم من خلال الكتائب المسلحة. وكشف المصدر عن وجود مهندسى بترول من تركيا يعملون بمناطق النفط الليبى. من جانبه قال المستشار طه حسين المشرف العام على موسوعة التكامل الاقتصادى العربى الإفريقى، أن النسبة التى يسيطر عليها داعش والميليشيات الإرهابية تتراوح من 20إلى 25 فى المائة من إنتاج الدول الثلاث سورياوالعراق وليبيا. وأوضح حسين أن إسرائيل تساند عمليات التهريب بشكل مباشر من خلال أجهزة سرية تابعة للموساد، وأنها تقوم بالنقل بشركات تركية أو شركات مجهولة فى الغالب. مؤكدًا فى الوقت ذاته أن أولى الدول التى ستتأثر بهذه الأزمة هى الولاياتالمتحدة ودول الغرب نظرًا لانخفاض أسهم شركاتها.
وأشار حسين إلى أن داعش وإسرائيل تقفان وراء هذه العملية من أجل اقتصاد الدول العربية المصدرة للبترول وعلى رأسها دول الخليج، وأنها تستهدف الوصول لتلك الدول بهدف السيطرة على آبار النفط.