سامى عنان يعانى من رفض الأحزاب له ويبحث عن مرشحين أقوياء على الفردى.. ورجب حميدة يفكر بالانسحاب أحمد عز يخوض الانتخابات ب130 مرشحًا مستقلًا.. أغلبهم فى الصعيد «نداء مصر» يعانى من هروب المرشحين إلى الفردى بسبب نقص التمويل ارتفعت درجة حرارة الأجواء السياسية فى الساعات الماضية مع بدء انطلاق قطار الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها قبل نهاية العام الجارى. فكشفت العديد من المصادر أن القوائم الانتخابية لن تخل من التربيطات والمفاجآت، وأن أكثر من تحالف انتخابى يبحث التراجع عن تشكيل قائمة انتخابية بمفرده والاندماج مع تحالفات أخرى، بعد أن أدرك الكثيرون صعوبة السباحة منفردًا فى أمواج الانتخابات العاتية. قائمة «فى حب مصر»، التى يثار الكثير من الجدل حولها، بشأن كونها مدعومة من الدولة وأجهزة سيادية، رغم نفى اللواء سامح سيف اليزل، المنسق العام للقائمة، فتحت قنوات اتصال مع قيادات تحالفات أخرى، على رأسهم تحالف «الجبهة المصرية»، الذى يقوده الفريق أحمد شفيق، رئيس حزب «الحركة الوطنية»، وبعض الأحزاب التى تملك وجودًا حقيقيًا فى الشارع، مثل أحزاب «الوفد» و«المؤتمر» و«مصر الحديثة» و«مصر بلدى».. ورغم تواجد الأخير فى «الجبهة المصرية»، إلا أن هناك جلسات تعقد بين اللواء قدرى أبو حسين، رئيس الحزب، وبعض قيادات «حب مصر»، بهدف إقناعه بالانضمام إلى التحالف لتفكيك تحالف «الجبهة المصرية» حال رفض شفيق التعاون معهم بسبب نسبة تحالفه فى القائمة. كما اقترح المستشار يحيى قدرى خوض الانتخابات على المقاعد الفردية فقط، لعدم وجود أحزاب كثيرة فى القائمة، حيث إن حزب «الجيل» لا وجود له فى الشارع ولا مقرات فى المحافظات، ويعتمد فقط على رئيسه ناجى الشهابى ونجله. ويسعى «حب مصر» لاستقطاب قيادات التحالفات الانتخابية الأخرى لتفكيك القوائم المنافسة، فضلًا عن الأحزاب الأخرى التى تسعى قيادات التحالف إلى استقطابها حتى لا تشكل قوائم منافسة. وبالفعل نجح فى الحصول على دعم حزب «المصريين الأحرار»، الذى أسسه رجل الأعمال الشهير المهندس نجيب ساويرس، والذى كان يسعى لتشكيل قائمة انتخابية بمفرده، إلا أنه تراجع فى الأيام الأخيرة، والتزم مع اللواء سامح سيف اليزل بدعم قائمة «فى حب مصر». كما كلفت قيادات «فى حب مصر» الدكتور أسامة هيكل، القيادى بالتحالف، بالتواصل مع الدكتور السيد البدوى، رئيس حزب «الوفد» والهيئة العليا للحزب، لإقناعهم بالعودة للتحالف مرة أخرى، مع زيادة نسبة الوفد بالقائمة عن التشكيل السابق. كما اقترب حزب «الحرية» الجديد، الذى يرأسه الدكتور صلاح حسب الله والمهندس معتز محمود من الانضمام إلى «حب مصر»، وكذلك حزب «المؤتمر» الذى يرأسه عمر المختار صميدة، و«مصر الحديثة» الذى يرأسه الدكتور نبيل دعبس، وأعلن انفصاله عن الجبهة المصرية، وحزب «الشعب الجمهورى»، الذى يرأسه المهندس حازم عمر. وحصلت قيادات تلك الأحزاب على وعود بإدراج أسمائهم فى القائمة، لكى يضمنوا وجودهم فى البرلمان المقبل، بصرف النظر عن تمثيل الحزب بنسبة مرضية، كما فعل من قبل أكمل قرطام، رئيس حزب «المحافظين»، والسفير محمد العرابى، رئيس ائتلاف «تحيا مصر»، ومصطفى الجندى، رئيس تحالف «25-30»، وعفت السادات، رئيس حزب «السادات الديمقراطى». وكشفت مصادر مقربة عن وجود معارضة قوية داخل تحالف «فى حب مصر» وبعض التحالفات والأحزاب الأخرى، لفكرة التعاون مع حزب الفريق سامى عنان «مصر العروبة». وكان عنان يأمل فى الاندماج مع «الجبهة المصرية»، لكنه اصطدم بتصريحات الفريق أحمد شفيق الأخيرة، وتبادلا الاتهامات بشأن الانتخابات الرئاسية التى جرت عام 2012، فأصبح مرفوضًا. وبات عنان يفكر بجدية فى الانسحاب من الانتخابات البرلمانية على مقاعد القوائم، والاكتفاء فقط بالمرشحين الفردى، لكنه يواجه أزمة طاحنة على هذا الصعيد أيضا لعدم وجود مرشحين أقوياء فى الحزب، خاصة أن النائب الأسبق رجب هلال حميدة، أحد أبرز قيادات الحزب، يرغب فى الانسحاب وخوض الانتخابات على المقاعد الفردية. ويبحث عنان عن مرشحين أقوياء يضمن بهم تمثيل الحزب فى البرلمان المقبل، وبدأ فى فتح خطوط اتصال مع نواب الوطنى المنحل للدفع بهم فى «مصر العروبة». كما توجه تركيز الكثير من الأحزاب والتحالفات على المقاعد الفردية لصعوبة المنافسة على القوائم، التى تحتاج إلى تمويل ضخم، بينما يتهرب رجال الأعمال من تمويل أية قوائم انتخابية لا تملك احتمالات كبيرة للنجاح. يضاف إلى ذلك استئثار تحالف «فى حب مصر» برجال الأعمال البارزين، مثل أحمد أبو هشيمة لوجود حزب «مستقبل وطن» الذى يدعمه بالقائمة، وأيضا نجيب ساويرس، ومحمد السويدى، ومحمد فريد خميس، ومحمد أبو العينين، وأكمل قرطام، وعفت السادات. واتجه نواب الحزب الوطنى المنحل إلى المقاعد الفردية، بعد فشل تشكيل قائمة انتخابية خوفًا من الصدام مع الدولة، واستقر رجل الأعمال أحمد عز، أمين الحزب الوطنى المنحل، على الدفع ب 130 مرشحًا مستقلًا، متفرقين على دوائر انتخابية فى المحافظات، يتركز أغلبهم فى الصعيد لانتمائهم لعائلات كبيرة. ورفض المستشار ماجد الشربينى، آخر أمين للتنظيم بالحزب الوطنى، فكرة تشكيل قائمة انتخابية، وفضل الابتعاد عن العمل السياسى مؤقتًا، واستقر على تحويل تيار «2020» إلى مؤسسة تنمية بشرية تحمل نفس المسمى. أما تحالف «نداء مصر»، الذى يرأسه الدكتور طارق نديم، فكثف من اتصالاته مع كل الأحزاب ليعرض عليهم انضمامهم للتحالف لتشكيل قائمة انتخابية، لكنه يواجه أزمة كبيرة بسبب هروب أعضاء التحالف إلى مقاعد المستقلين فى الأحزاب الأخرى لعدم وجود تمويل مناسب من «نداء مصر». وتعتبر القائمة الأكثر استقرارًا هى «تيار الاستقلال»، الذى يرأسه المستشار أحمد الفضالى، لوجود عدد كبير من الأعضاء والنواب السابقين بالتيار. كما أن الفضالى كثف من اجتماعاته وتربيطاته فى الفترة الأخيرة، بعدما رفض قيادات «حب مصر» طلبه بالاندماج. ومع ذلك فإنه يواجه صعوبة فى ترويج قائمته فى الشارع الانتخابى.