القاتل: انتظرت طوال 3 سنوات طفلًا يحمل اسمى.. والأطباء أخبرونى بأنى لن أنجب مرة أخرى فاسودت الدنيا فى وجهى عندما علمت أن المولود «بنت» لم أشعر بنفسى إلا وأنا أكتم أنفاسها.. فسامحينى يا زوجتى لم يراع حرمة الشهر الكريم، ولم يعبأ بكونها ابنته الوحيدة، التى خرج بها من الدنيا، فقد جن عقله وسئم الحياة بعد أن أخبره الأطباء، منذ ولادتها، أنه لن ينجب مرة أخرى. فقد كان يحلم بإنجاب ولد يحمل اسمه، وبدلًا من أن يحمد الله على نعمة «البنت»، ولو من باب أنها أفضل من لا شىء فى ظروفه تلك، سيطر عليه الشيطان، وظل يفكر فى كيفية التخلص منها للأبد، حتى واتته الفرصة وأطاع شيطانه، فاستغل نومها فى الغرفة، وكتم أنفاسها حتى فارقت الحياة. «سيد م.» (35 سنة)، صاحب محل، قال فى اعترافاته إنه تعرف على زوجته منذ ما يقرب من 3 سنوات، وكان يحبها، وعاش معها أسعد أيام حياته، لكن مرور عامين على الزواج دون إنجاب جلب عليهما بعض الهم والحزن، حتى علم بخبر حملها فى العام الثالث لزواجهما. كانت السعادة تغمر قلبه وحياته كلها، وظن بأن حلم حياته سوف يتحقق وأنه سينجب ولى العهد، الذى يحمل اسمه، ويرث تركته التى أخذ يجمع فيها طوال عمره. ويقول «سيد»: مرت أول ثلاثة أشهر على الحمل وأنا فى قمة سعادتى، وطلبت منى زوجتى أن نعمل اختبار حمل نعرف به نوع الطفل، إلا أننى رفضت ذلك، وقلت لها «أنا حاسس إنه ذكر»، خاصة أن أبناء أشقائى كانوا يطمعون فى أن يرثوا ثروتى، وكان عندهم أمل كبير فى أنى لن أنجب أطفالًا أساسًا. وعندما علموا بحمل زوجتى، حاولوا إجهاضها إلا أن العناية الإلهية أنقذتها، وقررت أن أكتب كل ما أملك لطفلى عندما يولد، وكل ما كنت أربحه من محلاتى أقوم بإنفاقه على الفقراء كزكاة، ليحافظ الله على طفلى الذى تمنيته من الدنيا، وكنت أنتظر اللحظة التى يصل فيها بفارغ الصبر حتى أراه بعينى. ويضيف «سيد» اعترافاته: لم يتوقف أشقائى عن الطمع فى ثروتى طوال عمرهم، رغم أنى لم أحرمهم من شىء، وكنت أعطيهم كل ما يريدونه، لكنهم لم يتمنوا لى الخير أبدًا.. فقد كنت أخصص لهم راتبًا شهريًا لمساعدتهم على المعيشة الصعبة، ولكنهم ردوا الجميل بمحاولتهم قتل طفلى. وجاء اليوم الموعود، وميلاد الطفل كان يومًا صعبًا، حيث كانت عقارب الساعة تشير إلى الواحدة ظهرًا، وسمعت صرخات زوجتى فأخبرونى بأنها تلد، اتجهت مسرعًا إلى المنزل، ونقلتها إلى المستشفى. وعندما خرج الدكتور وقال لى «ألف مبروك.. جالك بنت»، اسودت الدنيا فى وجهى واختفت الابتسامة العريضة، التى كانت لا تفارق وجهى، ودخلت للاطمئنان على زوجتى، فنظرت لى وقالت: «أنا عارفة إنك زعلان لإنى أنجبت بنت»، لكننى لم أرد عليها. ويتابع: خرجت زوجتى من المستشفى، ولم أنظر حتى إلى وجه الطفلة، وتمنى لى الجميع أن أنجب ولدًا فى المرة المقبلة. وعندما توجهت إلى الدكتور المعالج لى، لأنه كان قد أخبرنى قبل ذلك أن عملية الإنجاب بالنسبة لى، «لو حدثت تبقى معجزة»، ففوجئت به يخبرنى بأن من المستحيل أن أنجب مرة أخرى، فاسودت الدنيا بوجهى مرة أخرى، وأنا لا أريد بنات. وفى يوم الحادث كان عقلى قد غاب، وذهبت إلى المنزل، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أدخل غرفة النوم التى تنام فيها الطفلة، وأكتم أنفاسها حتى ماتت. ويتحدث سيد بحسرة لا طائل منها بعد ارتكاب جريمته قائلًا: أنا ندمان على قتل ابنتى الوحيدة، التى خرجت بها من الدنيا، ولا أعلم كيف ارتكبت تلك الجريمة! وأطالب زوجتى بأن تسامحنى، فلم أحب فى الدنيا سواها. وكان مدير أمن الشرقية قد تلقى بلاغًا عن مقتل طفلة رضيعة فى بلبيس. ومن خلال الفحص تبين أنها ماتت مخنوقة. وبإجراء التحريات، تبين أن والدها هو مرتكب الواقعة، فتم إلقاء القبض عليه، وبمواجهته اعترف بارتكاب الواقعة، وأحيل إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.