أبرز الحسينيات تقع فى الرجدية بالغربية.. وطناح ودنديط بالدقهلية.. وأضرحة السيدة زينب.. و«الأشتر» فى المرج مصدر أمنى: رصدنا تحركات عناصر إرهابية لتكرار سيناريو السعودية والكويت فى مصر قد لا يعلم الكثيرون أن بعض المساجد فى مصر تتحول إلى حسينيات، يمارس فيها الشيعة طقوسهم فى الخفاء، ولكن «الصباح» رصدت خريطة أهم هذه المساجد، التى لا تنطوى على مخالفة لغرض إنشائها فقط، وإنما باتت معرضة للتفجير بعمليات إرهابية يخطط لها تكفيريون على غرار ما حدث فى السعودية والكويت. ومن أهم الحسينيات المهددة بالتفجير فى مصر حسينية «سالم الصباغ»، التى تقع فى قرية «الرجدية» على بعد بضعة كيلومترات من مدينة طنطا بمحافظة الغربية. ويليها «حسينية الأشتر» فى المرج، حيث يعتبر مقام الأشتر من أبرز الحسينيات التى تلقى فيها دروس الشيعة وتوزع فيها الكتب الخومينية، نسبة إلى الزعيم الراحل للثورة الإيرانى آية الله خومينى. وتشير مصادر أمنية إلى وجود معلومات حول تهديدات تحيط عددًا من المراقد التى تحولت من أضرحة إلى حسينيات، ومنها ضريح الإمام سلامة الرضا، وضريح «السيد الشاذلي»، وضريح الإمام «صالح الجعفرى»، وضريح الإمام محمد بن الحنفية فى مقابر باب الوزير فى منطقة الدرب الأحمر بالقاهرة. ويرى التكفيريون، لا سيما أنصار تنظيم «داعش» الإرهابى، أن «الصوفية» فى مصر ليست سوى ستارًا للشيعة ونشر التشيع، وهو ما وضع مرقد «زين العابدين»، والذى يقع بالقرب من مسجد السيدة زينب بالقاهرة، على خارطة الأماكن المستهدفة من قبل «داعش». وينضم إليه ضريح السيدة «أم كلثوم بنت القاسم بن محمد بن جعفر الصادق»، والذى يقع فى مقابر قريش بجوار مسجد الإمام الشافعى بحى السيدة زينب أيضًا. وفى محافظة الدقهلية، تقع فى قرية «طناح» التابعة لمركز المنصورة 7 أضرحة، كما يوجد فى قرية «دنديط»، بمركز ميت غمر، عدد من الأماكن التى يتجمع بها الشيعة فى تلك المناطق. وفى الغربية، على بعد 1500م، من ميدان الإسكندرية، يوجد مبنى ضخم على مساحة 200 متر مربع تقريبًا، ومكون من 5 طوابق، فى الدور الأول، يوجد مسجد نقشت على جدرانه عدد من عبارات المديح فى الحسين وعلى بن أبى طالب، يقول المحيطون به إنه تحول إلى حسينية يجتمع فيها الشيعة لإجراء طقوسهم فى الخفاء. وكان تنظيم «داعش» قد أصدر، مؤخرًا، فتوى تشجع أنصاره على تفجير المساجد التابعة للشيعة فى أى بلد فى العالم، واصفًا إياها بأنها تندرج تحت بند «الضرار»، أى أماكن تحوى الضرر للإسلام والمسلمين، معتبرًا أن المذهب الشيعى مذهب «شركي»، وأن الشيعة «مرتدون ممتنعون»، حسب ما جاء فى الفتوى. ولم تمر إلا أسابيع قليلة حتى فجر انتحارى نفسه فى مسجد الإمام على، التابع للشيعة، بقرية القديح فى القطيف بالمملكة العربية السعودية. وكان ذلك أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط 21 قتيلًا.. وبعد أيام، أعلن «داعش» مسئوليته عن استهداف مسجد آخر فى مدينة الدمام بالسعودية، وأسفر الهجوم عن مقتل 4 أشخاص. وحول التنظيم بعدها بوصلته ليتجه إلى دولة «الكويت»، لتنفيذ جريمة أخرى فى مسجد «الصادق»، فقد دخل شاب إلى المسجد، وقت سجود المصلين، وقام بتفجير الحزام الناسف الذى كان يرتديه حول جسده، وأعلن ما يعرف باسم « ولاية نجد»، التابعة لتنظيم «داعش»، مسئوليته عن الهجوم، مهللين بأن ذلك «نصر عظيم» على الشيعة فى الكويت. وأكدت مصادر ل«الصباح» وجود معلومات أمنية عن تحركات لعناصر إرهابية لتكرار نفس السيناريو، الذى تعرضت له كل من السعودية والكويت، فى مصر، عبر التخطيط لاستهداف مساجد وأضرحة يتم استخدامها بشكل غير معلن كحسينيات للشيعة. وأضافت المصادر، التى طلبت عدم الكشف عن هويتها، أن العمليات القادمة لاستهداف مساجد الشيعة ستكون تحت شعار «غزوة المساجد الضرار»، لأن تنظيم «داعش» يعتبر تلك المساجد مساجد غير صالحة ومضرة بالإسلام والمسلمين». وقال جهادى منشق، رفض الكشف عن هويته أيضًا: إن الخلايا الإرهابية التى تعمل الآن هى وجوه جديدة، تم تجنيدها من خلال شبكات التواصل الاجتماعى بطريقة يطلق عليها «الخلايا العنقودية»، ويتم انتقاؤها بعد ذلك، وتجنيدها للعمل ضمن صفوف التنظيمات بعد التأكد من عدم استخدام الأجهزة الأمنية لها. وأوضح أنه بعد ذلك يتم الالتقاء بالعناصر، وتدريبهم فى الصحراء الغربية، فى أماكن على الحدود المصرية والليبية، مشيرًا إلى أن الخلايا تضم بعض الشباب الذين تم القبض عليهم فى قضايا عنف عقب أحداث 30 يونيو، ثم تم إخلاء سبيلهم بطرق مختلفة، فمنهم من حصل على البراءة لعدم ثبوت الأدلة عليه، ومن خرج بكفالات أو على ذمة التحقيقات، لكنه لم يسلم نفسه أثناء المحاكمات. وقال: إن هؤلاء الشباب جمعتهم السجون بعناصر أكثر تشددًا وتكفيرًا، وتم استقطابهم وشحنهم ضد النظام القائم، وتم التواصل معهم بعد خروجهم وتجنيدهم بعد أن اعتبروا أنفسهم ضحايا، وإيهامهم بضرورة الثأر لأنفسهم، مشيرًا إلى أن هذه الفئة التابعة للخلايا تتحرك بنوع من الحذر، خوفًا من اكتشاف أمرهم حال تم القبض على أحدهم، لكن المشكلة تكمن فى أنهم غير ملاحقين أمنيًا، لأنهم فى غالبيتهم عناصر غير معروفين لأجهزة الأمن، وغير مدرجين ضمن العناصر الأكثر تشددًا أو الخطيرة فى القوائم التى تعدها وزارة الداخلية. وأكد المصدر ضلوع إخوان ليبيا فى تدريب تلك الخلايا «العنقودية»، لافتًا إلى أن الحدود المصرية الليبية أصبحت أكثر سهولة للتنقل واستقدام العناصر الإرهابية وإمدادها إذا ما قورنت بالتشديدات الأمنية التى فرضتها القوات المسلحة على مداخل ومخارج شبه جزيرة سيناء، والتى يأتى الإرهابيون من خلالها عن طريق التنظيم الأم الذى أطلق على نفسه اسم «ولاية سيناء»، بعد اندماج أغلب الجماعات التكفيرية تحت رايتها. واستشهد المصدر الجهادى بما كتبه أحد قيادات «داعش»، أبو خطاب الليبى، على صفحته بموقع تويتر، حيث دعا من وصفهم بالمجاهدين فى مصر بالاستعداد لما أسماه ب«غزوة رمضان»، قائلًا: إنها ستكون على غرار ما حدث فى الكويت وتونس، وستركز على استهداف التجمعات الشيعية فى مصر، وتوعد بتوسيع نطاق العمليات ضد الشيعة. فكتب: «انتظروا يا أهلنا فى أرض الكنانة، فقريبًا سيأتيكم المدد كما جاء لإخوانكم فى الكويت وتونس». وأضاف الليبى: «إن الغزوات الرمضانية ضد الكفار والشيعة الرافضة ستستمر، وما حدث فى فرنساوالكويت وتونس مجرد بداية لما هو مقبل». وأكد المصدر أن العمليات التى سيطلق عليها «غزوة المساجد الضرار» ستنفذها خلايا إرهابية جديدة مدعومة بجنود ليبيين، وأخرى من سيناء يطلق عليها «مقاتلو الشرعية»، مؤكدًا أن مصطلح الشرعية ليس له علاقة بعودة المعزول محمد مرسى، وإنما الحديث هنا عن شرعية الصلاة فى تلك المساجد «الضرار»، على حد قوله. من جانبه، قال ربيع شلبى، القيادى المنشق عن الجماعة الإسلامية: إن وسائل الاتصال بين الخلايا والعناصر الجديدة أصبحت سهلة جدًا، خصوصًا فى ظل تجنيد شباب جديد غير معروفين للأمن، ويتم تجنيدهم عبر وسائل التواصل الاجتماعية، مؤكدًا أن العناصر يتم تدريبها أولا عن طريق مقاطع فيديو خاصة يتم إعدادها لهم ثم ينتقلون بعد ذلك إلى مراحل تدريب أخرى، فهناك من يأتى من الخارج ويكون تخصصه فقط تدريب العناصر الجديدة. وأشار شلبى إلى أن مفتى ليبيا ظهر وجهه القبيح بعد عملية كرم القواديس، التى راح ضحيتها أكثر من 25 جنديًا مصريًا فى سيناء، وقال: إن أحداث 30 يونيو ستكون دافعًا إلى مزيد من العمليات الإرهابية. وأكد شلبى أن العمليات الإرهابية التى أصبحت تحدث فى مصر مؤخرًا تأتى جميعها من الحدود الغربية. وقال اللواء محمد نور الدين، الخبير الأمنى: إن هناك عمليات إرهابية ستكون على غرار السيناريوهات التى حدثت فى السعودية والكويت وتونس. وأشار إلى أن العمليات الإرهابية القادمة ستكون طائفية، تستهدف الأقليات بغرض نشر القلق والمناخ الطائفى، وستكون ضد الشيعة والمسيحيين فى الفترة القادمة. وأضاف أن التضييق الذى فرضته القوات المسلحة على الإرهابيين فى سيناء أجبر الإرهابيين على توحيد جبهتهم التى خرجت من عباءة واحدة، وهى جماعة «الإخوان»، مشيرًا إلى أن العمليات تكون بالاشتراك بين ما يطلقون عليها «ولاية سيناء» ومقاتلين تم تدريبهم فى ليبيا. وأكد نور الدين صحة المعلومات التى حصلت عليها «الصباح»، كاشفًا عن رصد تقارير أمنية لعدد من الخلايا، التى لا تقل الواحدة منها عن 30 عنصرًا. وأكد وجود خطط أمنية لمراقبة الحسابات المشتبه بها على شبكات التواصل الاجتماعية، مؤكدًا أيضًا أن مصر ستنجح فى القضاء على الإرهاب، حتى ولو استغرق ذلك بعض الوقت.