*ميشيل: أسقف كبير ينفخ نيران تلك الأحداث لأنه خائف من الاستبعاد خارج الكاتدرائية العارفون ببواطن الأمور داخل كاتدرائية الكرازة المرقسية، يؤكدون أن هناك صدمة من موقف البابا من قضايا الأحوال الشخصية، فالرجل أعلن بمجرد جلوسه على كرسى الكرازة المرقسية أن الحلول سهلة، لكنه تراجع الآن بمقدار 180 درجة، بعد أن أخافه كبار الأساقفة من انقسام الكنيسة، واعتبر البعض أن تلك الإجراءات قد تعنى الخروج عن الملة، وفور الكشف عن موقف البابا زاد الاحتقان فى نفوس المضارين من تشدد الكنيسة، وأن بعض الأساقفة الكبار نفخ فى النار ليزيدها اشتعالا. وما حدث فى عظة يوم الأربعاء، تطور خطير داخل الكنيسة لم يحدث من قبل، بدأ بالتدرج من مقاطعة سيدة للبابا فى إحدى عظاته فطالب «تواضروس» بطردها من الكنيسة، ثم اعتراض شخص آخر ومقاطعة البابا فى العظة مما جعل البابا ينهى عظته. إلى أن وصلنا إلى الموقف الأخير من احتجاج أصحاب ملفات الزواج الثانى على موقف تواضروس مما أدى إلى إلغاء العظة قبل البدء فيها وهذا لم يحدث مع البابا شنودة طوال أربعين عامًا. عادل صدقى أحد الذين احتجزوا وتحررت ضدهم محاضر من قبل الكنيسة قال ل«الصباح»: بعض الكهنة قالوا: اذهبوا إلى البابا فى الاجتماع وارفعوا أيديكم واطلبوا أن يسمع لكم. قبلها طرقنا كل الأبواب، وبعد سبع سنين مازالت موصدة، القساوسة يقولون لنا مشكلتكم مع الكنيسة نذهب للكنيسة يقولون مشكلتكم مع الدولة. ويتابع عادل: «لو أن البابا قال لنا: «أنا حاقعد معاكم بعد الاجتماع» لانتهى الاحتقان، وأخيرا دخلت قسم شرطة لأول مرة فى حياتى، وأهانتنا الكنيسة». يضيف: «الناس فى الكنيسة كانت واقفة معانا وقالوا لنا لو عايزينا نشهد معاكم اتصلوا بينا». سكرتير البابا الأب انجيلوس خدعنا وحصل على بطاقاتنا وجرى احتجازنا 3 ساعات ثم ذهبنا لقسم الشرطة مثل المجرمين وللأسف من يعلموننا التسامح لم يمارسوه معنا على الرغم من أنه لم يحدث منا أى تجاوز. والسؤال المحزن ماذا فعل البابا عندما علم أن الكنيسة أسلمتنا لقسم الشرطة ؟ ويقول إسحق فرنسيس مؤسسة رابطة «الصرخة» للأحوال الشخصية: الكنيسة زادت الاحتقان، ومتضرر الأحوال الشخصية إنسان حائر ما بين نارين ويحمل حجر رحا لكى يعدل بين سلطة الدولة وهيبة الكنيسة، والكنيسة لم تعد تحتوى ابنائها كى يجتازوا الأزمة وإعلان الأنبا بولا إشرافه على المجالس الإكليريكية أشعل النار داخل قلوب المتضررين. والبابا لم يهتم ولم يستمع لأولاده، لأنه ينشغل فقط بالرحلات الرعوية بالخارج، وأصبح أولاده بالداخل مجرد ترانزيت ولو أبعد انجيلوس (سكرتير البابا) من الكاتدرائية لهدأت الأوضاع. ويؤكد مؤسس الصرخة: نعم يوجد تنظيم من داخل الكنيسة يثير الفتن ولو كان البابا استمع لأبنائه لكشف عن هذا التنظيم الخطير وأنه هو الذى يشعل النار من داخل الكاتدرائية، والبابا للأسف غافل عن تصرفات كل من حوله، والبابا شنودة كان يعلم بكل حرف ضده، لكن عبر تاريخه الطويل لم يذكر أنه سجن أحدًا من أولاده. لكن من يقف خلف ما يحدث ؟ مصدر مقرب من الكاتدرائية يؤكد أن أسقفا بعينه يقف خلف تحريك مجموعات. الأسقف المتهم ضمن الذين نالوا مراكز مقربة جدًا من البابا تواضروس فى الآونة الاخيرة وسيكون وضعه مؤثرًا فى الفترة القادمة بقربه أكثر من المجمع المقدس والبابا، ويضيف المصدر أن الأحداث لن تقف بل ستتطور فى الأيام القادمة لتنتج عنها تغييرات فى موقف البابا من قضية الاحوال الشخصية نتيجة الضغوط المتوالية. ومن جانبه قال دكتور ميشيل فهمى الناشط القبطى والمحلل السياسى المعروف: مبدأ «لا طلاق إلا لعلة الزنا» أرساه وتمسك به قداسة البابا شنودة الثالث، وقوبل بمعارضة أليفة مُستأنسة ذات أصوات خافتة من بعض المتضررين من تطبيق المبدأ، وكانت الاحتجاجات لا تخرج عن إطار الآداب العامة والأعراف والتقاليد الكنسية. لكن ما رأيناه الأربعاء الماضى، يدل على أن هناك عددًا من المدفوعين لعمل ذلك، بمباركة أحد الأساقفة بالكاتدرائية والمتخصص فى الأعمال الخفية والسرية خاصة بعد أن شعر هذا الأسقف بأن بُساط نفوذه وسطوته بالكاتدرائية ينسحب من تحت قدمية، خاصة بعد أن سبق ذلك خروج زميل له من الكاتدرائية بترقية كُبرى وظهر جليا أن الدورالآن عليه. وللأسف البابا سبب تفاقم أحداث الأحوال الشخصية، وبعدما جلس على كرسى مارمرقس قبل عامين ونصف من الآن قدم وعودًا كثيرة جدًا لأصحاب قضايا الأحوال الشخصية لحل مشاكلهم بطريقة غير مسبوقة، وانتظر هؤلاء الحل على يدى البابا الجديد بعدما أغلق سلفه كل الأبواب أمامهم للهروب من الشرط الوحيد للطلاق وهو الزنا. كان البابا يعتقد أن الأمر سهل حسب مصدر مهم من داخل الكاتدرائية وكان راغبًا فى تغيير بنود الطلاق والتوسع فيها وعزم على إيجاد حلول غير مسبوقة لكنه اصطدم بالأساقفة الكبار الذين رفضوا السماح بالطلاق لأجل أسباب لم ترد فى الإنجيل، وما بين الرحمة التى اتكأ عليها تواضروس والشريعة التى تمسك بها هؤلاء الاساقفة، دارت معارك حامية داخل الكاتدرائية والمجمع المقدس، كادت تؤدى لانقسام المجمع إلى مجمعين، لولا استيعاب البابا الجديد للدرس وأن الموضوع ليس بالسهولة كما كان يعتقد، وأدرك أنه إذا استمر فى منهجه الذى انتواه سيؤدى بالكنيسة إلى الفرقة، فحاد البابا فى آخر اللحظات عن قراره المصيرى، وتراجع عما كان ينتوى فعله واتبع مشورة الأساقفة الكبار بأنه لا طلاق إلا لعلة الزنا. وهكذا فإن اصحاب ملفات الأحوال الشخصية صدموا من تغير موقف البابا فصعدوا من احتجاجاتهم إلى أن وصلت إلى مقاطعته فى احدى عظاته وهو الامر الذى لم يكونوا يجرؤون على فعله فى عهد البابا شنودة المتنيح لانه كان ينتهج خطًا واحدًا تجاه هذه المسألة برفضها رفضًا قاطعًا، مهما كانت النتائج.