*تنقل السلاح إلى سوريا والحوثيين وحزب الله وبورما فى شحنات الأسمنت ولعب الأطفال لم تبسط إيران نفوذها فى المنطقة العربية بين يوم وليلة، لكنها استخدمت على مدار سنوات طويلة أذرعًا لها فى أطراف المنطقة، لإحكام حلقة الحصار حول عدوها السعودى اللدود، وصولًا إلى توريط الرياض فى أكثر من حرب مباشرة أو غير مباشرة، من سوريا ولبنان إلى البحرين واليمن، مستعينة فى ذلك بما يطلق عليه الإيرانيون اسم «سيد الحروب»، وهى وحدة تابعة للحرس الثورى الإيرانى، تخصصت فى نقل الأسلحة إلى القوى الموالية والمتحالفة مع طهران، بجانب تصدير العتاد الحربى إلى دول إفريقية وآسيوية. تحمل الوحدة الأهم فى التحركات الخارجية للحرس الثورى اسم «الوحدة 190»، وهى تتبع فيلق القدس، وخلال الأيام الأخيرة، أصدرت الإدارة الأمريكية تقريرًا خاصًا عن كيفية عمل هذه الوحدة، وطبيعتها، ودورها فى مناطق النزاعات بلبنان وسوريافلسطين واليمن وجيبوتى ومالى والصومال، مشيرة إلى أن الأسلحة التى تنقلها تتنوع ما بين ثقيلة وخفيفة ومتوسطة، وبلغ إجمالى قيمتها مليارى دولار. ويقود الوحدة 190 ضابط فى الحرس الثورى، يدعى بيهنام شهريارى، تم تعيينه فى المنصب الدقيق مطلع عام 2001، وهو من مواليد مدينة أردبيل غرب إيران، عام 1968، ومنذ توليه المنصب، نفذ عملية نوعية لزيادة فاعلية الوحدة، بوضع جميع الموانئ والخطوط الجوية الإيرانية تحت تصرفه، لتسهيل عمل الوحدة، بالإضافة إلى شركة شحن تدعى «تايد واتر ميدل إيست»، تتعامل مع 7 موانئ إيرانية. وخلال 4 سنوات فقط، تمكن شهريارى، المسئول الأول عن إدارة شبكة نقل وتهريب الأسلحة الإيرانية، فى نقل قذائف «آر بى جى»، ومعدات رؤية ليلية، وأسلحة ثقيلة، وطائرات دون طيار، إلى عدة جماعات مسلحة متعاونة مع طهران، وجميعها كان يدخل مخفيًا إلى الدول المستهدفة داخل شحنات أسمنت ولعب أطفال وقطع غيار سيارات. وتأسست الوحدة فى عام 1989، كوحدة منفصلة عن الحرس الثورى، حيث تكونت باعتبارها شركة للاستيراد والتصدير، لها فروع فى السعودية والجزائر ومصر واليمن والسودان وليبيا، وعدد آخر من البلدان العربية، لاستخدام مخازنها فى كل دولة لتخزين السلاح، لحين تسليمه إلى العناصر المرتبطة بها، ثم تم إلحاق الوحدة بفيلق القدس، وزاد حجم معاملاتها التجارية لدرجة أنها عقدت صفقة أسلحة مع جماعات متشددة فى بورما، استخدمت فى قتل المسلمين هناك. وتضم الوحدة 20 ضابطًا، يعاونهم 3 آلاف عنصر إيرانى، يعملون ضمن البعثات الدبلوماسية لطهران حول العالم، ويطلق عليهم «قطيع الذئاب»، وتمتلك الوحدة مخازن فى الجزر الإماراتية التى احتلتها طهران، لتكون نقطة لشحن وتفريغ شحنات السلاح، وإمداد العناصر والجماعات المتشددة بالسلاح، بالإضافة إلى مخزن آخر فى منطقة بين مدينتى كسلا وحلفا الجديدة بالسودان، وهو المخزن الذى قصفته المقاتلات الإسرائيلية فى مطلع عام 2012، ووقتها ادعت الحكومة السودانية أن الحادث نتج عن سقوط نيزك، وخسرت إيران فى العملية أسلحة تنوعت بين مئات الصواريخ المضادة للطائرات، وقطع غيار أسلحة ثقيلة، وطائرات استطلاع، ووحدة لاسلكية، ووصلت الخسائر إلى 100 مليون دولار. وزودت الوحدة المقاتلين الحوثيين فى اليمن، قبل نهاية العام الماضى، ب50 طائرة دون طيار، ونحو 100 صاروخ مضاد للطائرات، وعدد من السيارات المصفحة، والمئات من قطع غيار الدبابات، وتعمل بجانب الوحدة شركة مهر للاستثمارات، التى يترأسها ضابط آخر فى الحرس الثورى، لتسهيل نقل شحنات السلاح إلى مناطق الحروب، علاوة على شركتين أخريين، هما «لاينر ترانسبورت كيش» و«بهنام التجارية».