*غضب داخلى من صمته الطويل فى وقت تعانى البلاد من خطر الإرهاب *مصادر: على جمعة يدير المؤسسة من الباطن.. ومسئولون: أداء المفتى الحالى بطىء الصمت الطويل و«غير المبرر» أحيانا لمفتى الجمهورية، الدكتور شوقى علام، تجاه الأحداث التى تمر بها البلاد مؤخرًا، وفى مواجهة الجماعات الإرهابية التى تتخذ من الدين الإسلامى سندًا لأعمالها الإجرامية، كان سببًا رئيسيًا فى تعالى نبرة الانتقادات الموجهة من المسئولين فى دار الإفتاء إلى علام، بالإضافة إلى الاعتراض على أدائه. وجاء تولى علام للمنصب، ليكون أول «مفتى منتخب» فى تاريخ الأزهر الشريف، بعدما جر الكثير من التعديلات على قانون الأزهر، كما أن توليه للمنصب جاء فى فترة عصيبة تمر على مصر، كانت جماعة الإخوان تخطط خلالها لوضع مفتيها عبد الرحمن البر على كرسى الإفتاء، إلا أن تدخل شيخ الأزهر، أحمد الطيب، فى اجتماع هيئة كبار العلماء، أفسد المخطط وقتها. وكشفت مصادر فى دار الإفتاء، عن واحد من أبرز أسباب صمت علام، وهو استمرار المفتى السابق، الدكتور على جمعة، فى إدارة الكثير من الملفات المهمة من خلف الستار داخل دار الإفتاء، لافتة إلى أنه دائم التردد على الدار، بالإضافة إلى استمراره فى التعامل كأنه مازال المفتى، فضلًا عن الإبقاء على صوره ومنشورات إنجازاته معلقة فى كل مكان داخل المبنى. وأضافت أن دار الافتاء بها «لوبى» من المشايخ يدينون بالولاء الكامل لجمعة، ويستقبلونه استقبال الأبطال حال ذهابه إلى الدار، لأنه عين أغلبهم، كما أنه يحضر جميع مؤتمرات الإفتاء، بالإضافة لظهوره المتكرر فى وسائل الإعلام، مقابل رفض علام للظهور، وامتناعه عن التعامل مع الصحفيين، أو التعليق على الأحداث الجارية، أو الفتاوى المضللة، إلا من خلال البيانات التى تصدرها دار الإفتاء. وأشارت إلى أن «جمعة يتصدى للرد على الفتاوى التكفيرية والشاذة ليلًا ونهاراً، لدرجة أن عامة الناس يعتقدون أنه المفتى الحالى، دون أن يعرف الكثير منهم شيئًا عن علام، والذى يكتفى بالظهور لدقيقتين على شاشات التليفزيون بعد كل أزمة، ليصدر بيانًا بالإدانة والشجب لما يفعله تنظيم داعش الإرهابى، من قتل وحرق وتقطيع رءوس الأبرياء، ليس أكثر ولا أقل». وأوضحت أن «أول مرة يتحدث فيها المفتى فى السياسة، كان عندما أكد أن فتاوى تحريم الاستفتاء باطلة، وأن أهل العلم براء من تكفير المخالفين»، لافتة إلى أن «المفتى السابق على جمعة أصدر أكثر من 7 ملايين فتوى أثناء توليه المنصب، كما عمل بجد واجتهاد طوال 10 سنوات قضاها مفتيًا، استطاعت خلالها الدار تقديم نموذج متكامل للفتوى الشرعية الصحيحة، التى تعتمد بالأساس على إدراك المصادر والواقع بعوالمه المختلفة، والربط بين المصادر المطلقة والواقع المتغير، وكان تفاعل الدار فى هذا الملف من خلال مجموعة من الفتاوى، أبرزها تحريم توريث الحكم، وحرمة المراهنات على مباريات كرة القدم، وجواز نقل أموال الزكاة إلى الصومال، وتحريم ظاهرة البلطجة وبيع الدقيق المدعم فى السوق السوداء». وأضافت أن «المفتى الأسبق، الدكتور نصر فريد واصل، كان أيضًا علامة مميزة فى تاريخ دار الإفتاء، حيث مكث فيها 4 أعوام، أصدر فيها الكثير من الفتاوى المهمة المتعلقة بقضايا كبيرة»، مشيرة إلى أن النشأة الريفية للمفتى الحالى، باعتباره من أبناء قرية أبو شوشة فى محافظة البحيرة، وطبيعته المتصوفة، منحته سلامًا مع النفس، وجعلته يصمت كثيرًا فى أوقات لا تتطلب منه الصمت، خاصة عندما يتعلق الأمر بالجماعات الإرهابية، ويستفز هذا الصمت غير المبرر البعض، فالرجل ألف منذ توليه المنصب 30 كتابًا عن تحديد الجنس وتغييره بين الحظر والمشروعية، والحقوق السياسية للمرأة، وغيرها من القضايا». وقالت إن «المفتى بطئ فى مشروعاته الدينية، حيث أعلن منذ فترة أن الدار ستبدأ مشروعًا عالميًا لتصحيح صورة الإسلام فى الخارج، عبر عدة وسائل، أهمها إرسال قوافل من علماء الدار فى جولات تجوب القارات الخمس، لنشر الفكر الصحيح، وتوضيح الكثير من المفاهيم التى يستغلها المتطرفون وأعداء الإسلام فى تشويه صورة الإسلام والمسلمين فى الخارج، وستكون المحطة المقبلة فى أوروبا، إلا أن هذا لم يتحقق حتى الآن»، واعتبرت أن «مستشار المفتى، الدكتور إبراهيم نجم، المتحدث الإعلامى للدار، هو الرجل الثانى فيها، بعد على جمعة، فنجم كثير الظهور والحركة، والسفر إلى الخارج». وفى سياق متصل، أكدت مصادر مسئولة فى دار الإفتاء، أن «علام يتسم بالهدوء إلى حد يثير الاستغراب، خاصة فى هذه المرحلة الحرجة التى تعانى فيها مصر من خطر الإرهاب الأسود»، مشددة على أنه «ينبغى على المفتى ألا ينتظر أن تأتيه الأسئلة من المواطنين، وإنما يجب عليه أن يكون على دراية كاملة بنبض الشارع المصرى، وأن يصدر الفتاوى التى تشغل بال الناس». وأكدت أن «المفتى أصدر منذ توليه المنصب أكثر 350 ألف فتوى، لكن أغلبها يتعلق بالأمور الحياتية الخاصة بمناسك الحج، بالإضافة إلى بعض الفتاوى المجتمعية، مثل تحريم احتكار إسطوانات البوتاجاز وبيعها بأسعار مبالغ فيها، وتحريم رشوة الموظفين وبيع أدوية التأمين الصحى فى السوق السوداء، وآخر الفتاوى الصادرة عنه تحريم القتل بالنار، ردًا على استناد تنظيم داعش لقول منسوب للخليفة أبو بكر الصديق فى هذا الشأن».