*مدير كلية الدفاع الوطنى: هدفها الرئيسى رفع الروح المعنوية للإرهابيين
مع اقتراب أعياد نهاية السنة الميلادية والاحتفالات بذكرى ثورة 25 يناير، نبه عدد من الخبراء الأمنيين على ضرورة التنبه إلى هجمات إرهابية محتملة قد تتعمد التنظيمات الإرهابية العاملة فى سيناء توجيهها لقوات الجيش والشرطة وسط هذه الاحتفالات. وعلى الرغم من قوة القبضة الأمنية التى فرضتها القوات المسلحة المصرية على سيناء بعد إخلاء الشريط الحدودى من السكان وهدم الأنفاق كضربة استباقية لمنع العناصر الإرهابية من التسلل، وتهريب السلاح داخل صحراء سيناء، إلا أنه ما زال يتبقى بعض ذيول تلك المخططات الإرهابية التى تهدف لإشعال النار فى شبه الجزيرة. فى هذا السياق أرسل أحد القيادات الإرهابية بالخارج رسالة سرية إلى زملائه داخل سيناء عبر أحد المنتديات الجهادية، والقيادى الداعشى الذى يتخذ الاسم المستعار «الأمير منصف» قال فى رسالته التى رصدت «الصباح» نسخة منها على المنتدى إن هناك عوائق أربعة أمام «الإخوة من أسود أرض الكنانة» – على حد وصفه – تمنعهم عن استمرار تنفيذ عملياتهم الإرهابية، وهى صعوبة المواجهات المباشرة مع قوات الجيش فى سيناء بعد زيادة الدوريات الأمنية، ثم تتبع طائرات الأباتشى لهم على مدار الساعة، كذلك وجود تعاون مستمر بين أهالى سيناء مع الأجهزة الأمنية، وأخيرًا انكشاف ملامح عملياتهم فى الفترة المقبلة للجهات المخابراتية. «الصباح» بعدما حصلت على تلك المعلومات لم تنشرها إلا بعد الرجوع لقيادة أمنية سيادية للتحقق من أهميتها، وقد أكد لنا فريق الأمن الوطنى المكلف بمتابعة الاتصالات بين عناصر إخوانية داخل مصر وبعض العناصر من تنظيم داعش الإرهابى أنه تمكن من فك شفرة رسالة العوائق الأربعة التى بعث بها داعش إلى عناصر من تنظيم بيت المقدس داخل سيناء، وعثر على الرسالة مع أحد الأعضاء والذى سمته القيادة الأمنية وأوضحت أنه يُدعى «الليث»، موضحًا أن النسخة التى ظهرت على المنتدى هى النسخة الإلكترونية من الرسالة الأصلية. وأوضحت القيادة الأمنية أن الرسالة السرية للعوائق الأربعة تضمنت معها خارطة طريق للعناصر الإرهابية من الإخوان، وتنظيم بيت المقدس لتنفيذ عمليات إرهابية جديدة، بشرط تجنب المواجهات المباشرة مع قوات الجيش لوقف سقوط عدد كبير من ضحاياهم، واللجوء إلى وسائل أخرى غير مباشرة مثل زرع المتفجرات والعبوات الناسفة، خاصة بعد تصفية الكثير منهم فى الفترة الماضية، والكشف عن هويتهم بعد القبض عليهم. وشملت رسالة داعش أيضًا- وفقًا للمعلومات- ضرورة القيام بعمليات استقطاب لشباب سيناء لمساعدة العناصر الإرهابية على الأرض، وتقديم إغراءات مالية لهم تصل لتنصيب عدد منهم أمراء على بعض القرى فى سيناء، كما نصحت قيادات داعش بأن تسعى العناصر الإرهابية إلى تعطيل المرافق العامة ومصالح المواطنين فى سيناء، حتى يشعر السكان بأن السلطة المركزية قد أهملتهم، فيصبح من السهل حشدهم ضد الدولة، خاصة مع نشر أكبر عدد من الشائعات وسط القبائل حسب الخطة. معلومات الأجهزة الأمنية أكدت لنا أن عناصر من إخوان سيناء الهاربين حاليًا يقومون بالتواصل مع بعض المنتمين لداعش عبر القيادات الإخوانية الموجودة فى تركيا، وهم الذين قاموا بتوصيل هذه الرسالة السرية لخلية داعش التى تم القبض على جميع عناصرها بمحافظة الشرقية. من جانبه، قال رئيس فرع الاستخبارات سابقًا بتنظيم الجهاد، صابرة القاسمى: إن رسالة العوائق الأربعة تتفق مع أسلوب داعش فى القتال المعروف باسم «إدارة التوحش»، مضيفًا أن داعش تختلف عن التيارات الجهادية الأخرى فى اعتمادها على الجهاد التفاعلى، بينما تنظيم القاعدة والجماعات المنبثقة عنه تعتمد على الجهاد النوعى، لكن داعش يتفاعل مع المواطنين عن طريق غزوهم بالشائعات لعزل المواطن عن الدولة قبل المواجهة العسكرية، وهدفه الأكبر وضع التنظيم كبديل للدولة عن طريق الإغراءات المالية. وأضاف القاسمى أن الرسالة خصت سيناء على وجه التحديد؛ لأن الجيش المصرى استطاع محاصرة الإرهابيين بها وتوجيه ضربات استباقية مؤثرة لهم، منوهًا إلى أن الطريقة الوحيدة لنقل مثل تلك الرسائل من داعش إلى سيناء لا بد وأن تكون عن طريق تركيا ثم السواحل السورية، لأنها الطرق الوحيدة التى يستطيع مقاتلو التنظيم المرور منها. أمنيًا، قال اللواء أركان حرب، محمد الغوبارى، المدير السابق لكلية الدفاع الوطنى، إن الجهاديين فى سيناء هم من أصدروا هذه الرسالة وليست قيادات داعش فى الخارج، وذلك لنشرها إعلاميًا كى يوهموا الرأى العام أنهم على تواصل مستمر مع التنظيم بالخارج، بينما هم فى واقع الأمر محاصرون ومعزولون داخل سيناء، خاصة بعد السيطرة الكاملة للقوات المسلحة على كل مدن شبه الجزيرة. اللواء الغرباوى أوضح لنا أن القوات المسلحة اتخذت أسلوبًا جديدًا فى محاربة الإرهاب، فقسموا سيناء إلى أربع مناطق وكل منطقة إلى أجزاء أصغر يتولاها فريق عسكرى خاص، وذلك لقطع الاتصالات وخطوط التواصل بين الإرهابيين، ومحاصرة كل مجموعة على حدة، ثم تصفيتهم بشكل منظم، معتبرًا أن هذه الرسالة ليست إلا محاولة لرفع معنويات الإرهابيين أنفسهم، خاصة بعد العمليات العسكرية الأخيرة التى قضت على قادتهم.