*«مخيون»: لست تلميذًا لكى أخوض اختبارات.. وعلى آخر الزمن يدخل قيادات السلفية «امتحانات»! *«برهامى»: ما حكم الوزير الذى يضم زوجته وابنه إلى بعثة الحج على نفقة الدولة؟ *وكيل الوزارة لشئون الدعوة: تغيب كبار مشايخ «السلفية» يعنى تكبرهم على خوض امتحان «الأوقاف» للمرة الثانية، خلال شهر، يرفض الدكتور ياسر برهامى نائب رئيس جماعة «الدعوة السلفية» خوض اختبارات وزارة الأوقاف للحصول على تصريح خطابة بالمساجد ضمن «أئمة المكافأة». وفى المرة الأولى رفض برهامى منذ أكثر من شهر أداء الاختبار، لكنه تراجع عن قراره، وتقدم بطلب للوزارة يطلب فيه خوض الامتحان. والمثير للدهشة أن برهامى امتنع عن حضور اختبارات «الأوقاف» لمنحة ترخيصًا لصعود المنبر، بحجة أن اختبارات الحصول على تصريح خطابة تتم فى أجواء «غير محايدة»، وأن الوزارة ستتعمد «رسوبه» من خلال تصدير قضايا خلافية ضمن الاختبار. وقال برهامى ل«الصباح» إنه تقدم بدعوى قضائية أمام محكمة الأمور المستعجلة ضد الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف لمقاضاة الوزير بعدم قانونية اللائحة الداخلية للاختبارات التى تعقدها الوزارة للحصول على تصاريح خطابة قبل التقدم إليها خصوصا أن «الأوقاف» ليست جهة علمية لإجراء اختبارات الخطابة والجهة المنوط بها إجراء هذه الاختبارات هى الأزهر فقط. وتابع برهامى قائلًا إن «اختبارات الأوقاف التى رفض خوضها كانت تتضمن أسئلة مفخخة وضعتها الوزارة خصيصًا من أجل إقصاء السلفيين عن المنابر حيث تناول الامتحان حكم العمل فى جهات التأمين، وهو السؤال الذى تريد الوزارة الإجابة عنها بأنه حلال، كما تريد هى وليس وفق الحكم الشرعى بالتحريم كما قال العلماء»، حسب قوله. ووضع برهامى، بدوره، اختبارًا مقترحًا لوزارة الأوقاف على صفحته الرسمية على موقع «فيس بوك»، تداوله عدد كبير من السلفيين. وتضمن الاختبار الذى وضعه برهامى 8 أسئلة يطلب فيها: معرفة الحكم الشرعى فى مسألة «ازدراء الذات الإلهية» كما يفعل إسلام بحيرى، وما حكم من يقول أن تناول البيرة «حلال»، وما حكم من يستخدم المنبر فى الدعاية السياسية ويغنى «تسلم الأيادى» على المنبر كما فعل رفعت الجنيدى خطيب أحد مساجد بنى سويف؟ وما حكم السكوت عن عرض أفلام العُرى مثل «حلاوة روح» وغيرها، وأيضا حكم منح سيد القمنى جائزة الدولة التقديرية بعد دعوته للإلحاد، حسب تعبير «برهامى»، وما حكم صناديق النذور الموجودة بالمساجد الملحقة بالأضرحة، والتى يعلم الجميع أن النذر فيها ليس لله بل للمقبور صاحب الضريح، وتوزع على موظفى وزارة الأوقاف، وما حكم الوزير الذى يضم اسم زوجته وأبنه وأصدقائه إلى بعثة الحج على نفقة الدولة؟ من جانبه، استنكر يونس مخيون رئيس حزب «النور» فى تصريحات ل«الصباح» مسألة خوض قيادات الحزب لأى اختبارات تجريها وزارة الأوقاف مؤكدًا أنه «أكبر من أن يخوض أى اختبارات»، وقائلًا «أنا لست مبتدئًا أو تلميذًا لكى أخوض أى اختبارات، وعلى آخر الزمن يخوض قيادات السلفية امتحانات»! وتم فتح باب الاختبارات الأسبوع الماضى لمدة 4 أيام وتقدم 37 من مشايخ «السلفية» بأوراقهم لمديرية أوقاف القاهرة، كان على رأسهم برهامى الذى قبلت الوزارة أوراقه إلا أنه أعلن قبل الاختبار بيوم واحد عدم الحضور بحجة أن الوزارة «متعنتة ضده»، وهو ما نفاه الشيخ محمد عبد الرازق رئيس القطاع الدينى بالأوقاف، مؤكدًا أن «الوزارة تتعامل مع جميع المتقدمين للامتحان بمبدأ ثابت وبمعيار واحد حيث إن المتقدمين للامتحان 37 فردًا وليس الدكتور برهامى فقط». وأضاف عبد الرازق فى تصريحات له الأسبوع الماضى أنه «حال حضور برهامى الاختبارات كان سيستقبل استقبالًا طيبًا يليق به، وكان سيجرى توفير جو هادئ له لأداء الامتحان ولكننى أعتقد أنه تسرع فى قراره بعدم الحضور». ونفى عبد الرازق ما تردد من أن الدكتور على جمعة هو الذى قام بوضع الأسئلة انتقامًا من السلفيين، مؤكدًا أن «الأوقاف» قامت بتشكيل لجنة من كبار المسئولين بالوزارة لوضع الأسئلة، وأن هذه الأسئلة وضعت بعناية من أجل توضيح مدى وسطية أفكار المتقدمين والكشف عن الانتماءات الحقيقية للممتحنين ومعرفة مدى اتساق فكرهم مع الأزهر والوزارة من عدمه، كما أن الوزارة قامت باستبعاد غير المستوفين للشروط من بين المتقدمين، وكان إجمالى من تنطبق عليهم شروط الاختبار 560 ولم يتجاوز عدد الحضور 250 فقط. وأوضح رئيس القطاع الدينى أن الوزارة أعطت فرصة سانحة لقيادات حزب «النور» للسماح لهم باعتلاء المنابر والتصريح لهم بالخطابة، لكنهم لم ينتهزوا الفرصة المقدمة إليهم وتعاملوا مع الموضوع بتعالٍ وتكبر شديدين حيث تغيب عدد كبير من قيادات الحزب على رأسهم الدكتور مخيون والدكتور برهامى والدكتور محمد إبراهيم منصور والدكتور سيد العفانى بينما التزم شباب «السلفية» بالحضور. وشدد على أن «الوزارة لن تعطى أى سلفى تصريح بالخطابة سيرسب فى الامتحان ولم يتجاوز نسبة النجاح وهى 60 % لافتًا إلى أن هناك لجنة من أساتذة جامعة الأزهر تتولى تصحيح أوراق الإجابة، والنتيجة سيتم إعلانها خلال عدة أيام»، لافتًا إلى أن الأسئلة تبرز أصحاب الفكر الأزهرى الوسطى الحقيقى من أصحاب الأفكار المتطرفة، والوزارة لن تسمح بإعطاء تراخيص خطابة لأى صاحب فكر متشدد، فقد تم وضع أسئلة فى منتهى الذكاء، وتكشف عن مدى وسطية الممتحن ومدى علمه وفهمه للأدلة الشرعية والقضايا المستحدثة وموقف الشرع منها». ومن جانبه قال الشيخ محمد عز وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدعوة إن «تغيب كبار مشايخ السلفية» من أمثال مخيون وبرهامى يعنى تكبرهما على خوض امتحان الأوقاف بعد ما وافقت على السماح لهما باعتلاء المنابر نظرًا مطالبهما بذلك»، لافتًا إلى أن «الأوقاف تسعى بكل قوة للحفاظ على وسطية المنابر والخطاب الدينى بعيدًا عن الغلو والتشدد والشطط».