*«مخيون» ل«الصباح»: أنا أكبر من خوض أى اختبارات.. ولست «تلميذًا»! رفعت وزارة الأوقاف الأسبوع الماضى حالة الاستعداد القصوى من أجل التأهب لاختيار خطباء الدعوة السلفية الذين سيعتلون المنابر، وقد قامت لجنة من الوزارة برئاسة وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة بوضع اختبار لأئمة السلفيين يعد بمثابة بالونة اختبار لكشف الهوية الفكرية للمتقدمين، فى محاولة منها للحفاظ على الدعوة والدعاة بعيدًا عن السياسة، حيث قامت بوضع أسئلة فقهية توضح هل المتقدمين للاختبار وسطيون معتدلون أم متشددون متطرفون فى الفكر. من جهته نفى الشيخ محمد عبدالرازق، رئيس القطاع الدينى بالوزارة ما تردد عن أن الوزير هو الذى قام بوضع الاختبار بنفسه انتقامًا من السلفيين، مؤكدًا أن الوزارة قامت بتشكيل لجنة من كبار المسئولين بالوزارة من أجل المشاركة فى وضع هذه الأسئلة، مؤكدًا أن هذه الأسئلة وضعت بعناية من أجل توضيح مدى وسطية أفكار المتقدمين، ومعرفة مدى اتساق فكرهم مع الأزهر والوزارة، عبد الرازق قال إن الوزارة لن تعطى أى شيخ تصريح بالخطابة إذا لم يتجاوز نسبة النجاح فى الامتحان وهى 60 %، وأضاف أن إجمالى من تنطبق عليهم شروط الاختبار كانوا 560 فردًا، لكن لم يتجاوز عدد الحضور 250 فردًا، موضحًا تغيب عدد كبير من قيادات حزب النور عن حضور الاختبار، على رأسهم الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور السلفى، والدكتور ياسر برهامى، والدكتور محمد إبراهيم منصور، والدكتور سيد العفانى، بينما التزم شباب السلفية بالحضور. وأشاد عبدالرازق بمستوى الأسئلة معتبرًا إياها فى منتهى الذكاء، حيث تناول الاختبار سؤالين فى القرآن الكريم توضح مدى حفظ المتقدم للآيات القرآنية، إضافة إلى 11 مسألة فقهية وهى عن الحكم الشرعى للصلاة فى المساجد التى بها أضرحة، وما حكم تارك الصلاة، وما الحكم الشرعى فى فوائد البنوك، وحكم النقاب، والاستثمار فى البورصة، والفرق بين السهم والسند، وما حكم الشرع فى بناء المساجد من أموال الزكاة، وطواف المستحاضة، والإشهاد على الطلاق، بالإضافة إلى سؤال حول أحوال المسلمين فى مالى وبورما ونيجيريا والنيجر، معتبرا أن الأسئلة ستبرز أصحاب الفكر الأزهرى الوسطى الحقيقى من أصحاب الأفكار المتطرفة المتشددة. من جانبة قال الشيخ محمد عز، وكيل وزارة الأوقاف لشئون الدولة، إن تغيب كبار مشايخ السلفية أمثال مخيون وبرهامى يعنى تكبرهم على خوض امتحان الأوقاف بعد ما وافقت على السماح لهم باعتلاء المنابر، لافتًا إلى أن الأوقاف تسعى بكل قوة للحفاظ على وسطية الخطاب الدينى بعيدًا عن الغلو والتشدد والشطط.
على الجانب الآخر استنكر يونس مخيون رئيس حزب النور فى تصريحات خاصة ل «الصباح» خوض قيادات حزب النور لأى اختبارات تجريها وزارة الأوقاف، مؤكداً أنه أكبر من أن يخوض أى امتحان، وقال: «أنا لست مبتدئًا أو تلميذًا كى أخوض أى اختبارات، هل بعد أن صرنا قيادات دينية لعشرات السنين نطالب بدخول الامتحانات مثل التلاميذ؟».