يحتفل العالم غدًا باليوم العالمي للطفل 2014 تحت شعار "وقف العنف ضد الأطفال"، وهو يهدف إلى التآخي والتفاهم بين أطفال العالم، وللعمل من أجل مكافحة حالات العنف ضد الأطفال وإهمالهم واستغلالهم في كثير من الأعمال الشاقة التي تفوق طاقتهم وحث الحكومات على سن قوانين وأنظمة لحماية حق الطفولة والتبصير بما يعاني منه الأطفال في بعض دول العالم من صنوف شتى من ألوان العنف. وكان قد تم اعتماد يوم 20 نوفمبر ليتزامن مع اليوم الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة إعلان حقوق الطفل في عام 1959 واتفاقية حقوق الطفل في عام 1989. ويعتبر العنف ضد الأطفال ظاهرة معقدة ذات أسباب متعددة، ويظهر العنف بأشكال مختلفة منها، إهمال الطفل، الاعتداء الجسدي، الاعتداء الجنسي والاعتداء النفسي والعاطفي، وتمثل حماية الأطفال من العنف والاستغلال والإيذاء عنصرًا أصيلاً في حماية حقوقهم وتسعى المنظمات العالمية ومنها منظمة الأممالمتحدة للطفولة لانتهاج استراتيجية تكفل حماية الطفل وتعزز قدرة الطفل الذاتية على المواجهة. وتتمركز الاستراتيجية حول تعزيز نظم حماية الطفل بما فيها مجموعة القوانين والسياسات والأنظمة والخدمات الضرورية في كافة القطاعات الاجتماعية، ولاسيما الرعاية الاجتماعية والتعليم والصحة والأمن والعدالة لدعم الوقاية ومواجهة المخاطر المرتبطة بالحماية. وتشير تقارير منظمة الأممالمتحدة للطفولة إلى بعض الحقائق والبيانات، حيث يصعب قياس الحجم الفعلي للعنف المرتكب ضد الأطفال في أنحاء العالم، فهناك افتقار إلى البيانات عن العدد الدقيق للضحايا الأطفال لكثرة ما يحدث سرًا ولا يتم الإبلاغ عنه، غير أن التقديرات تشير إلى تعرض ما بين 500 مليون و1.5 مليار طفل للعنف سنويًا، ويقدر عدد الأطفال الذين يشهدون العنف المنزلي في كل عام بما يصل إلى 275 مليون طفل على نطاق العالم. وفي الدراسة الاستقصائية العالمية لصحة الطلاب في المدارس، أفاد ما بين 20% و65% من الأطفال الذين في سن المدرسة بتعرضهم للتحرش اللفظي أو البدني في المدرسة، وبالرغم من أن بعض العنف غير متوقع ومنعزل، فإن معظم العنف ضد الأطفال يرتكبه أشخاص يعرفهم الطفل وينبغي أن تكون له القدرة على الوثوق بهم والتطلع إليهم لحمايته ودعمه، كالوالدين، وزوج الأم أو زوجة الأب أو شركاء حياتهما ، وأفراد الأسرة الممتدة، ومقدمي الرعاية، والأصدقاء الذكور والإناث، والزملاء في المدرسة، والمدرسين، وأرباب العمل. ومع أن الأسرة ينبغي أن تمثل البيئة الطبيعية لحماية الأطفال يمكن أن يكون المنزل مكانًا يعاني فيه الأطفال من العنف في شكل التأديب، وتدل البيانات المستمدة من 37 بلدًا على أن 86 % من الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 – 14 عامًا يتعرضون للعقاب البدني أو العدوان النفسي، ويتعرض طفلان من بين كل ثلاثة أطفال للعقوبة البدنية، وبعض فئات الأطفال معرضة بصفة خاصة للعنف، ومن هؤلاء الأطفال المعاقين، والأطفال الذين يقيمون في الشوارع، والمراهقون الذين لهم مشاكل مع القانون، واللاجئون، والأطفال المشردون والمهاجرون وبصفة عامة، يزيد خطر التعرض للعنف البدني بالنسبة للأولاد وتواجه الفتيات درجة أكبر من خطر الإهمال والعنف الجنسي والاستغلال الجنسي. وتشير التقديرات إلى أن 158 مليون طفل تتراوح أعمارهم بين 5 - 14 عامًا منخرطون في العمل، وتقدر منظمة العمل الدولية أن ما يزيد على ثلثي عمالة الأطفال بكاملها هي في القطاع الزراعي، ووجدت المنظمة أن الأطفال في المناطق الريفية، والفتيات بصفة خاصة يبدأون العمل الزراعي في عمر لا يتجاوز 5 -7 سنوات، غير أن احتمال الاشتغال بعمل يزيد في حالة الأولاد عنه في حالة الفتيات، لأن احتمال تشغيلهم في نشاط اقتصادي أكبر، أما المنخرطون في العمل المنزلي فغالبيتهم الساحقة من الفتيات. واستعرض مشروع فهم عمل الأطفال، وهو مشروع مشترك بين الوكالات لمنظمة العمل الدولية والبنك الدولي واليونيسف، البيانات الواردة من عدة بلدان توجد بشأنها بيانات قابلة للمقارنة فيما يتعلق بعمل الأطفال، ولاحظ المشروع أن انخفاضًا طرأ على اشتراك الأطفال في النشاط الاقتصادي في معظم البلدان بما في ذلك البلدان الكبيرة. وتشير التقارير بخصوص زواج الأطفال، حيث بلغ عدد الفتيات اللواتي جرى تزويجهن قبل بلوغهن 18 عامًا من العمر ما يزيد على 60 مليون فتاة عام 2012 على نطاق العالم، ويتفاوت مدى زواج الأطفال تفاوتًا كبيرًا بين البلدان، ولكن حوالي نصف الفتيات المتأثرات بذلك يقمن في جنوب أسيا، وفي العالم النامي تشير آخر التقديرات الدولية إلى أن أكثر من ثلث النساء من الفئة العمرية 20- 24 عامًا تزوجن أو ارتبطن قبل سن 18 عامًا. وذكر التقرير أن زواج الأطفال آخذ في التناقص بوجه عام، ولكن سرعة التغيير بطيئة، وفي 6 بلدان يشيع بها أكثر من غيرها، تزوج ما يزيد على 60 % من النساء اللواتي تتراوح أعمارهن بين 20-24 عامًا وهن أطفال، ويعتبر الفتيات المنحدرات من أسر معيشية أشد فقرًا يزيد احتمال زواجهن وهن أطفال عنه بين الفتيات من أسر معيشية أكثر ثراء. وتدل البيانات المتعلقة ب47 بلدًا، أن العمر المتوسط عند الزواج الأول يتزايد تدريجيًا بصفة عامة، ولكن سرعة التغيير بطيئة في كثير من البلدان، وإذا كانت الأم دون سن 18 عامًا، يزيد خطر وفاة رضيعها في العام الأول من حياته بنسبة 60% عنه بين الأطفال المولودين لأمهات تزيد أعمارهن عن 19 عامًا. وذكر التقرير أنه لا يزال من الصعب تقدير عدد الأطفال المتاجر بهم، نظرًا للطابع السري الذي تتسم به هذه الجريمة، والسائد هو التفاوت في الأعداد وفقاً للمنهجية المستخدمة، وقدرت منظمة العمل الدولية أن عددًا يتراوح بين 980 ألفًا و 1.250 مليون طفل من الأولاد والفتيات على السواء، تفرض عليهم حالة من العمل القسري نتيجة للإتجار في أجزاء من غرب أفريقيا، وشرق أسيا، وبعض البلدان في أمريكا الوسطى والجنوبية ، ويمثل الأطفال غالبية الأشخاص المتاجر بهم، رغم أن المعلومات المستمدة من مكتب الأممالمتحدة المعني بالمخدرات والجريمة تظهِر أن من بين الناجين الذين تم التعرف عليهم في 61 بلداً، تبلغ نسبة الفتيات 13 % ونسبة الأولاد 9 % . وبالنظر إلى استمرار التركيز على الاتجار لأغراض الاستغلال الجنسي ، مازالت المعلومات المتاحة تذكر أن الاستغلال الجنسي هو أكثر أشكال الاتجار بالبشر المعروفة شيوعاً على الإطلاق (79 % )، ويليه العمل القسري ( 18 %)، وفي معظم الحالات يكون ضحايا الاستغلال الجنسي هم من النساء والفتيات. وتشير التقديرات بالنسبة إلي الأطفال المحرومين من رعاية الوالدين، إلى وجود ما يزيد على مليونين من الأطفال في رعاية المؤسسات حول العالم، وأن أكثر من 800 ألف منهم يوجدون في أوروبا الوسطى والشرقية ورابطة الدول المستقلة، ومن المحتمل أن يكون هذا التقدير العالمي أدنى من الحقيقة بكثير نظراً لنقص البلاغات والافتقار إلى البيانات الموثوقة ، وكثير من المؤسسات غير مسجلة وكثير من البلدان لا تجمع البيانات عن الأطفال في مرافق الرعاية المؤسسية ولا تبلغ عنها بانتظام، وتجاوز عدد الأطفال الذين فقدوا أحد الوالدين أو كليهما لجميع الأسباب 82 مليون طفل في جنوب وشرق أسيا. وفيما يتعلق بالاستغلال الجنسي والإيذاء الجنسي للأطفال، لأن هاتين الجريمتين كثيرًاما ترتكبان في الخفاء وتحفهما السرية وتقترنان بمشاعر حادة بالعار تحول دون التماس الأطفال والبالغين للمعونة والإبلاغ عنهما ، وبالرغم من أن الإحصائيات المتعلقة بالإيذاء الجنسي والاستغلال الجنسي تعد تقديرات عريضة وينبغي التعامل معها بحذر. الجدير بالذكر، أن 150 مليون فتاة و73 مليون صبي دون سن 18 عامًا، قد عانوا من الاتصال الجنسي القسري أو غيره من أشكال العنف والاستغلال الجنسي الذي ينطوي على اتصال بدني، وقدر عدد الأطفال الذين يجري استغلالهم في البغاء والمنشورات الإباحية 1.8 مليون طفل .