فى الوقت الذى انتشرت فيه النار فى الهشيم فى أرجاء الاتحاد الإفريقى لكرة القدم «الكاف» بعد صدمة المغرب وقرارها رفض استضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية 2015 فى موعدها المحدد من 17 يناير وحتى 8 فبراير بسبب تفشى فيروس الإيبولا فى القارة السمراء، ثارت عاصفة من الانتقادات لموقف الاتحاد المغربى لكرة القدم ووزارة الرياضة المغربية سواء داخل الكاف أو حتى فى الإعلام الرياضى المغربى. القصة تعود لقرار وزارة الصحة المغربية رفض استضافة بطولة كأس الأمم الإفريقية فى الوقت المقرر لها وطلبها من وزارة الرياضة وبالتبعية الاتحاد المغربى تأجيل البطولة لمدة عام أو ستة أشهر على أقل تقدير. الاتحاد المغربى رفع الأمر إلى الكاف الذى صدم بالقرار الذى يأتى قبل انطلاق البطولة بشهرين فقط، مما دفعه لعقد اجتماع طارئ للجنة التنفيذية، ثم اجتماع آخر مع مسئولى المغرب، منح الكاف بعده المغرب مهلة خمسة أيام لتتخذ قرارها النهائى. لكن الحكومة المغربية أصرت على قرارها ليصدر الكاف بيانًا بحرمان المغرب من استضافة البطولة وأيضًا من المشاركة بها، بانتظار المزيد من العقوبات مستقبلًا. الاتحاد المغربى وجد نفسه بين شقى الرحى، فمن ناحية ضغطت عليه الحكومة المغربية بأوامر ملكية لرفض استقبال البطولة فى هذا التوقيت، بعدما أشارت تقارير حكومية لأن انتشار فيروس إيبولا والمخاوف منه قد تؤدى لانخفاض عدد السياح فى دولة تعتمد أساسًا على السياحة فى دخلها القومى. ومن ناحية أخرى خشيت الحكومة المغربية تحمل مسئولية احتمالية دخول الإيبولا إلى أراضيها ليدفع الاتحاد المغربى لكرة القدم الثمن، ومعه المنتخب المغربى بقيادة الزاكى. الكاف شعر بالصدمة كون المغرب قد وافقت من قبل على استقبال مباريات منتخب غينيا فى التصفيات على الرغم من أن غينيا هى أكبر الدول المتأثرة بالوباء، ومن ناحية أخرى ستستضيف المغرب مونديال الأندية فى ديسمبر المقبل، ويشارك فيه ريال مدريد الإسبانى دون أن تعترض المغرب على الرغم من ظهور ثلاث حالات إصابة بالإيبولا فى إسبانيا. وهو ما دفع عيسى حياتو ليؤكد أنه لا يتفهم قرار المغرب مطلقًا، وأنه سيضع كل ثقله من أجل إقامة البطولة فى وقتها وبطريقة ناجحة ليرد بذلك هيبة الكرة الإفريقية. ومن المؤكد أن تقام البطولة فى موعدها وترددت أسماء دول غينيا الاستوائية والجابون ونيجيريا كدول محتملة لاستضافة الحدث. كما أنه من المؤكد أن توقع عقوبات قاسية على المغرب قد تصل لحرمان منتخبها وأنديتها من المشاركات الدولية والقارية لفترة قد تصل لأكثر من عامين، بالإضافة لرفض استضافة المغرب لأى أحداث مستقبلية فى القارة.