-المتهم: معى «كوم لحم» ولم أستطع الإنفاق على الأصحاء فقتلت المعاق.. ولا أطلب سوى «الإعدام» لم أشعر بنفسى وأنا أعذبه بسبب صراخه المستمر حتى فارق الحياة بين يدى، قتلته بيدى، لأن الظروف والحياة الصعبة جعلتنى لا أتحمل مصاريف علاجه، كما أن بكاءه الدائم جعلنى لا أستطيع النوم طوال الليل، فقيدتُه بالحبال وعذبته حتى الموت، وأنا لا أطلب سوى الإعدام! بهذه الكلمات بدأ إبراهيم مبروك، 32 سنة، فراش مدرسة، المتهم بقتل طفله المعاق بمنطقة «الأميرية» فى القاهرة اعترافاته أمام رجال المباحث بعد إلقاء القبض عليه. وكانت البداية عندما تلقى المقدم خالد سيف، رئيس مباحث الأميرية، بلاغًا من سكان عقار بشارع محمود أبو زيد، فى دائرة القسم، يفيد بأن فراشًا يدعى إبراهيم مبروك قام بتعذيب طفله المعاق «يوسف» 5 سنوات، بسبب بكائه المستمر، وتقييده بالحبال، ثم التعدى عليه بالضرب المستمر حتى لقى مصرعه، ثم لاذ بالفرار. وعلى الفور انتقل الرائد كريم مجدى، معاون أول مباحث القسم، وتبين مصرع الطفل «يوسف» جراء تعذيبه، وبعد إجراء التحريات تم ضبط المتهم فى أحد الأكمنة، وبمواجهته أمام العميد أشرف عز العرب، رئيس مباحث قطاع الشمال، اعترف بارتكابه الواقعة لعدم قدرته على علاج الطفل القتيل، وللتخلص من بكائه المستمر. وتم تحرير محضر بالواقعة، وأحال اللواء على الدمرداش مدير أمن القاهرة، المتهم إلى النيابة العامة التى أمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق. ويحكى المتهم «إبراهيم» تفاصيل ارتكابه الجريمة قائلا: إن «ظروفى المعيشية صعبة، ومعى كوم لحم مش عارف أصرف عليه، ومرتبى لا يكفى حتى للعيش الحاف، وربنا رزقنى بهذا الطفل المعاق، الله يرحمه، وكان عند مولده مقربا إلى قلبى جدا، إذ كنت أرؤف بحالته الصحية، ولكن مع مرور الأيام بدأت مصاريف علاجه تزداد بصفة مستمرة بحيث لم أستطع تحملها، فضلا عن الإنفاق على باقى الأسرة». ويضيف المتهم: «حاولت أن أعالجه على نفقة الدولة، غير أننى فشلت فى الوصول إلى أى مسئول من أجل علاجه، وطلبت من ربنا إنه يريحنى منه عشان ارتاح وحتى أوفر مصاريف علاجه، وأستطيع أن أنفق على باقى أشقائه الأصحاء، وبدأ المرض يزداد عليه ولم أستطع أن أوفر له العلاج اللازم، حتى أصبحت حالته المتدهورة وصراخه المستمر بمثابة صداع لا يفارقنى ليل نهار، فكل يوم استيقظ من النوم على صراخه الدائم». وبعد صمت قصير، يستكمل المتهم اعترافاته قائلاً: «كنت أطلب من زوجتى كل ليلة أن تحاول إسكاته لكنه لا يسكت، فأتعدى عليه بالضرب، وعندما يشتد بكاؤه يصعب على وأقول له (حقك على يا بنى)، ولكن هذا الصراخ الليلى الدائم أصبح كابوسًا لا ينتهى من المنزل، وفى ليلة الحادث استيقظت من النوم على صراخاته المزعجة، ولم أتمكن من إسكاته فقيدته بالحبال، وظللت أعذب فيه حتى سكت صوته للأبد، وهنا صرخت زوجتى وأولادى حزنا عليه وعلى المصير المظلم الذى ينتظرنى، وهو السجن».