مازال شبح القرصنة الإليكترونية يهدد صناعة السينما فى مصر، ويعرض المنتجين لخسائر مادية فادحة، لأن الجمهور بالتأكيد سيبتعد عن دفع المال فى تذاكر السينما حينما يملك نسخة من الفيلم مجانًا فى منزله. لسان حال المنتجين الآن صار «لماذا أنتج أعمالًا سينمائية وأدفع الملايين، وفى النهاية أخسر نظرًا لتسريب الفيلم؟» لهذا فمازالت هذه المشكلة التى تمثل خللًا لدى غرفة صناعة السينما، التى تحاول منذ سنوات أن تبحث عن حلول لمكافحة هذه التسريبات دون جدوى، فالقراصنة يستمرون فى سرقة الأفلام حتى إذا كانت ممنوعة بأمر قضائى وهو الأمر الذى حدث مع فيلم «حلاوة روح». وفى عيد الفطر الماضى تكرر الأمر مرة أخرى مع الفنان أحمد حلمى، الذى تسربت له آخر ثلاثة أفلام له قام بإنتاجها، خاصة فيلمه الأخير «صنع فى مصر»، والذى تم تسريبه بجودة عالية جدًا صوت وصورة جعلت الكل يتساءل كيف حصلت القنوات ومواقع الإنترنت على نسخة عالية الجودة؟ وعلمت «الصباح» أن من قام بتسريب الفيلم هو أحد العاملين بشركة التوزيع «دولار»، ويتردد أنه حصل على 30 ألف جنيه مقابل منح نسخة «CD» عالية الجودة من الفيلم لأحد المواقع الإلكترونية، كما يجرى الآن تحقيقات فى واقعة التسريب مع بعض عمال الشركة. تسريب الفيلم ساهم بالتأكيد فى ضعف إيراداته، خاصة أن الفيلم لم يحقق منذ عرضه سوى 10ملايين جنيه، ولكى ينقذ حلمى وشركة التوزيع «دولار» فيلم قاموا بشراء تذاكر بأنفسهم بمبلغ وصل إلى مليون ونصف المليون جنيه تقريبًا، كى توحى الشركة بأن إيرادات الفيلم فى زيادة، بينما يتحمل ثمن هذه التذاكر نجم العمل والشركة المنتجة. دولار قامت أيضًا قبل بدء موسم عيد الفطر بتأجير عدد كبير من دور عرض لضمان توزيع «صنع فى مصر» بشكل كبير خاصة أنها كانت فى صراع مع الشركة العربية المسئولة عن توزيع أفلام السبكى، حيث يتردد حاليًا داخل الوسط الفنى أن الشركة العربية المتوقفة لفترة عن الإنتاج تقوم بإعطاء السبكى سلفة مالية من أجل إنتاج أفلام كثيرة وتشاركه فى الأرباح.