-أصحاب المراكب النيلية يتعاقدن مع فتيات لإغراء الزبائن مقابل يومية ظاهرة جديدة تشهدها منطقة كورنيش النيل منذ قيام ثورة 25 يناير، والتى بدأت تنتشر يومًا بعد يوم؛ بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، وضيق العيش الذى دفع فتيات للعمل ضمن ما يعرف ب«فتيات المراكب». الظاهرة التى تحولت لسمة أساسية لمنطقة كورنيش النيل المواجه لمبنى ماسبيرو، تتمثل فى تقديم بعض الفتيات وصلات رقص خليعة على المراكب النيلية فى محاولة لجذب الزبائن للتنزه فى رحلة نيلية على أنغام الدى جى، فى حين يتولى «قوادين المراكب» مهمة محاسبة الركاب. فى فترات متأخرة من مساء كل يوم ينشط عمل القوادين بتوزيع الفتيات على الكورنيش المواجه للمركب، حيث تنادى الفتيات على المارة وخاصة الشباب وتدعوهم لجولة فى النيل، وسرعان ما يوافق الزبون على العرض أملاً فى إقامة علاقة مع تلك الفتاة، والتى لا تبدى اعتراضًا قبل تحرك المركب، فالحاجة إلى الأموال والتفكك الأسرى، وراء تلك الظاهرة. الرحلة على المركب عادة لا تخلوا من المفاجآت، حيث تتنوع طرق وخطط الفتيات للحصول على أموال الزبائن، فإحداهن تعتمد على رقصها فقط للحصول على مبلغ مالى بجانب الأموال المتفق عليها مع صاحب المركب، والأخرى تعتمد على الإثارة الجسدية لإغراء الشباب الموجود على المركب، لتجمع من كل راكب 50 جنيهًا، بوعد هامس منها يتمثل فى ذهابها لقضاء ليلة حمراء معه فى المكان الذى يريده. أحد شهود العيان- والذى استقل المركب حتى يتمتع برحلة نيلية فقط- وجد نفسه متورطًا فى أزمة على المركب، فقد لعب الشيطان دوره معه ليجعله يقتنع برقص تلك الفتاة، حيث لاحظت الفتاة ذلك، واتجهت للتمايل عليه لتوجيه رسالة غير مباشرة له، بأنها على استعداد أن تقدم له ما يريد، ثم جاءت لتتمايل عليه مرة أخرى لتطلب منه مبلغ 50 جنيهًا، وجاءت إليه مرة ثالثة ليجد نفسه يعطى لها ال 50 جنيهًا دون أن يشعر، متخيلًا ما يمكن أن تقدمه له بعد إنهاء فقرتها الراقصة. وأشار شاهد العيان، إلى أن الفتاة قامت بفعل جعله يندهش وهو قيامها بنفس الأمر مع معظم الشباب الموجودين على ظهر المركب، فقد أخذت من بعضهم مالًا، مما أثار شكوكه نحوها، فظل متابعًا للفتاة حتى تنتهى الرحلة النيلية ليرى بنفسه كيف ستفى الفتاة بوعودها.
واستطرد الشاهد قائلًا: «ومع قرب نهاية الرحلة، ظهر شخص مفتول العضلات وتبين أنه البودى الجارد الخاص بتلك الفتاة، والتى جلست بجانبه فيما سيطر الغضب على من تعشموا فى قضاء ليلة حمراء بسبب أموالهم التى استولت عليها تلك الفتاة، وأضاف: «ما حدث معى وباقى الشباب عملية نصب مكتملة الأركان». «الصباح» حاولت البحث عن أسباب تلك الظاهرة، بسؤال بعض الفتيات عن أسباب قيامهن بتلك الأعمال المنافية للأخلاق، وقالت «أمانى.ع»: « أبويا وأمى منفصلين عايزنى أعمل إيه يعنى؟» تلك هى الكلمات الأولى التى بدأت بها أمانى حديثها، مؤكدة أنها تبحث عن مصدر رزق للإنفاق على نفسها، وتابعت: «معايا بكالوريوس تجارة وبلدنا ما فيهاش شغل.. أسرق يعنى عشان أعيش.. وبعدين مدام محافظة على نفسى خلاص». ومن جانبها أشارت «أ.م» إلى أن ما دفعها إلى اللجوء لهذه المهنة، هو أن أسرتها فقيرة وتحتاج إلى المال قائلة: «الحياة صعبة.. ومحدش بيحس بمشكلة غيره إلا لما يعيشها.. متلوموش علينا غير لما تعيشوا عيشتنا». وبعدم مبالاة رأت «و.ع» أنها لم ترتكب أى جرم، مؤكدة أنها وظيفة كغيرها من الوظائف، وتابعت: «إحنا بنبقى على المركب والشباب هى اللى بتنزل.. مش بتلوموا على الشباب ليه.. ولا كل حاجة فى البلد يبقى البنت هى السبب». أما خبير علم الاجتماع الدكتور زين عبدالتواب، أكد أن أهم أسباب تلك الظاهرة هو التفكك الأسرى، مضيفًا: «لا رقيب على الفتاة بعد انفصال الأب والأم، فهى تقوم بممارسة تلك الأعمال تحت حجة أن والديها منفصلان، ولا تجد من يوفر لها الأموال للإنفاق على نفسها». ومن ناحية أخرى، ترى حركة «شفت تحرش» أن الظاهرة فردية، حيث أجمعت كل من جانيت عبد العليم المنسق الميدانى لمبادرة «شوفت تحرش»، وفتحى فريد المتحدث باسم الحركة، أن رقص الفتيات على المراكب تصرفات شخصية.