كشفت «الصباح» عن كواليس اللقاء الذى تم بين الداعية اليمنى الحبيب على الجفرى وعدد من «الملحدين» يوم الأربعاء الماضى فى منزل «الجفرى» بجوار مسجد الإمام الحسين، فى حضور بعض مشايخ السلفيين. اللقاء بدأ فى تمام الثامنة مساء وضم نحو 30 شخصًا من «ملحدى» الإسكندرية والإسماعيلية ودمياط والقاهرة منهم 5 فتيات و6 أقباط، واستمر حتى الثالثة من صباح اليوم التالى، أى لمدة 8 ساعات، بهدف التحضير للقاء معهم فى برنامجه الذى يقدمه على فضائية cbc فى رمضان. فى بداية اللقاء استمع الجفرى لعدد من الملحدين الذين تحدثوا عن الأسباب التى دفعت بهم إلى «الإلحاد» خاصة أن عددًا كبيرًا يحفظ القرآن كاملاً! والطريف أن أحد الشباب الذين حضروا اللقاء تحدث عن أنه كان «يخطب الجمعة» وهو ملحد وكان يعظ الناس وهو لا يؤمن بما يقول، حتى شعر بأنه «ينافق نفسه» وهو ما اضطره إلى ترك الخطابة وإعلان إلحاده، حسب قوله. وقال آخر من الحاضرين أن «تعدد الأديان يفتح المجال لليقين بأن هناك أكثر من إله أو أكثر من دين، وهو ما يدفعهم إلى السؤال من هو الله وما هو الدين الصحيح فى كل هذه الأديان؟». وجاء رد الشيخ الجفرى بأن «الله موجود استنادًا إلى نظرية (السببية) التى تشير إلى أن وراء كل شىء سبب ومسبب»، مستشهدًا بأن «هذا الكون لابد أن يكون له خالق، مثلما تفعل شيئًا أو تنتج شيئًا فلابد أن يكون هناك شخص وراء هذا المنتج». وهنا رد الشباب على الشيخ بسؤال آخر وهو: إن كان الاستناد إلى السبب والمسبب فسيصبح هناك سؤال آخر، هو «من خلق الله ؟» حسب تعبيرهم، فرد الشيخ قائلا إن «هناك أشياء لم تمنح للعقل البشرى ليفكر فيها»، وجاء رد الحاضرون بأن «إعمال العقل لابد منه وأن معرفة الله جاءت عن طريق العقل فلماذا ننفى بعض الأشياء عن قدرة العقل؟». ولم يستند الجفرى فى إجاباته إلى أى آيات قرآنية أو أحاديث شريفة لعلمه بأنهم لا يؤمنون بهذه الآيات أو الأحاديث وهو ما دفعه للحديث معهم من خلال المنطق العقلانى والفلسفى والقوانين العقلية التى يتحدثون بها. أما الأمر الآخر الذى تطرق إليه الشباب والذى شهد جدالًا شديدًا خلال الجلسة فهو قضية «النبوة»، خاصة أن بعض هؤلاء الملحدين ادعوا أنه «لا يوجد أنبياء حتى إن كان الله موجودًا». وقال أحدهم إن «الدراسات النفسية الحديثة تشير إلى أن معظم من ادعوا النبوة فى العصر الحديث يعانون من فصام فى الشخصية، وهو ما يجعلنا نُرجع الأمر إلى عدم وجود هذا العلم فى تلك الفترات السابقة»، على حد قولهم. وكان رد الجفرى بأن «ذكر القرآن لجميع الأنبياء هو دليل قاطع على رسالتهم، كما أن ذكر الأنبياء لبعضهم وعدم نفى أحدهم لنبوة الآخرين رغم الفترات الزمنية المتباعدة بينهم دليل آخر يؤكد ذلك». وفى نهاية اللقاء الذى لم يتوصل فيه أى من الطرفين لإقناع الآخر برأيه، تم الاتفاق على لقاء جديد سيجمع بين عدد من الحاضرين والجفرى، فضلًا عن استضافة الشيخ للبعض منهم خلال شهر رمضان للإجابة عن جميع تساؤلاتهم فى أمور مختلفة.