وشم ودمية المشير تجاور صور العذراء.. وألحان «تسلم الأيادى» و«بشرة خير» تشعل المولد خيام المسلمين تملأ المولد بالتبرعات والنذور حبًا فى العذراء وإيمانًا بمعجزاتها وبركتها وسط أجواء روحانية متألقة تستمتع بمولد السيدة العذراء بجبل الطير بالمنيا، احتفل قرابة المليونى شخص من مسلمى وأقباط محافظة المنيا وباقى المحافظات بتنصيب المشير عبد الفتاح السيسى رئيسًا لمصر، بعد إعلان النتيجة النهائية لانتخابات الرئاسة. «الصباح» ذهبت إلى محافظة المنيا، ورصدت مراسم الاحتفال التى انطلقت لمدة أسبوع وسط أجواء من الزغاريد وأغانى «بشرة خير وتسلم الأيادى».. وأغرقت صور ودمية مصنوعة على شكل السيسى الأسواق التجارية الخاصة بالدير، وتوافدت أفواج سياحية من كل الديانات لمشاهدة مراسم الاحتفال، وسط إجراءات أمنية مشددة وأجواء نورانية مبهجة. فى هذا المولد يصطف بائعو الحمص والحلاوة ولعب الأطفال والهدايا التذكارية والألعاب الترفيهية والسيرك، مثل مولد السيدة، والحسين، وتنتشر الذبائح، ويتوافد الآلاف المسلمين إلى المولد، ويقيمون فى خيام كثيرة، لمشاركة الأقباط احتفالاتهم. المسلمون متواجدون ومن داخل خيام إحدى العائلات المسلمة، قالت منى السيد أحمد: كل سنة أتى إلى الدير أنا وأسرتى، ونقوم بتأجير خيمة، ونذبح الذبائح مع الأقباط، وعمرنا ماقلنا ده عيد للمسيحيين عشان العدرا دى ستنا كلنا». وأكد الحاج محمد كلامها، قائلًا: «أنتظر عيد العذراء من كل عام، وأحرص على القدوم من القاهرة إلى المنيا للمشاركة فى الاحتفال به» مؤكدًا على أنهم يلقون أفضل معاملة من الكهنة والرهبان المسئولين عن الدير. وأضاف: «أكثر ما أمتعنى فى احتفال هذا العام، أننا احتفلنا بفرحة وصول السيسى إلى رئاسة مصر، بعد أن أنقذها من يد الإخوان المسلمين.» معربًا عن أمله فى أن يكون الرئيس السيسى عند حسن ظن المصريين. إبراهيم عيد جرجس، مسئول التبرعات بالدير، أكد أن الاحتفال بمولد العذراء إحدى المناسبات التى تؤكد عمق أواصر الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، مبينًا أنه يتوافد الآلاف المسلمين كل عام لمشاركتهم فرحتهم واحتفالاتهم بهذا اليوم. وأضاف: «محدش يقدر ينكر أخوة المسلمين بالأقباط، وأكبر دليل على ذلك أننى أستقبل تبرعات ونذور من المسلمين حبًا فى العذراء وإيمانًا بمعجزتها وبركتها. مصيف الغلابة المهندس فرحان ساروفيم مدير العلاقات العامة والمشرف العام على الاحتفال، أكد زيادة عدد الزائرين هذا العام، حيث وصل إلى 2 مليون ونصف المليون من مختلف المحافظات والاديان. ساروفيم وصف مولد العذراء ب«مصيف الغلابة» حيث يأتى سكان الدير من قبل الاحتفال بأسبوع وتتجمع الأهالى من المسلمين والمسيحيين، وطوال الليل يغنون ويهتفون للعذراء مريم ويشترون من باعة الخروب والحلويات ويدقون الوشم ويزفون الأطفال الذين نالوا سر المعمودية بالكنسية الأثرية عن طريق خروج أهل الطفل راكبًا حصانًا ويزفونة بالزغاريد حول الدير. واختتم كلامه: «الاحتفال هذا العام غير مسبوق نظرًا لتزامنه مع الانتخابات الرئاسية، متابعًا: «الفرحة فرحتين، الأولى بالمولد، والثانية بتنصيب السيسى رئيسًا لمصر».
ظهور العذراء القمص متى كامل كاهن كنيسة السيدة العذراء الأثرية بجبل الطير، كشف عن مفاجأة هى أن العذراء مريم تظهر فى آخر أيام الاحتفال على هيئة «حمام» يراه جميع الحضور ليلًا. تابع القمص متى: الاحتفال بمولد العذراء ليس قصرًا على الأقباط فقط، بل يشاركنا فيه كثير من المسلمين الذين يتوافدون إلى محافظة المنيا من مختلف محافظات مصر»، لافتًا إلى أن المولد له مراسم احتفالية عديدة من بينها ذبح الذبائح، والوشم، وتميز هذا العام أيضًا بالاحتفال بوصول السيسى لرئاسة مصر. كاهن الكنيسة اختتم كلامه عن الاحتفالات بقوله: «أخدم فى الدير منذ ستين عامًا، وعمرى مشوفتش خناقة ولا سوء تفاهم حدث بيننا، وبين أخواتنا المسلمين، والدليل أن الخيم تسكنها عائلات مسيحية ومسلمة، يتشاركون مراسم الاحتفال معًا من ذبح الذبائح والنذورات وممارسة شعارات التبريك من الكنيسة والدير الأثرى». من جانبه، قال النقيب هيثم طلعت مسئول الأمن عن الكنيسة الأثرية ومطرانية العذراء إن الاحتفالات هذا العام تأتى فى أجواء أمنية مشددة، نظرًا لمحاولات العناصر الإرهابية إثارة الفوضى والبلبلة فى مصر، لكنه طمأن المحتفلين إلى قدرة الداخلية على تأمين هذه الاحتفالات. وتابع العميد هشام نصر مدير البحث الجنائى بالمنيا: «إننا كضباط وأفراد لن نسمح بإفساد فرحة أبناء المحافظة بهذا العيد الدينى المشهود». الاحتفالات عمرها قرون القمص متى أوضح أن احتفالات الدير الحالية ترجع إلى ذكرى هروب العائلة المقدسة إلى مصر القديمة مرورا بالبراموس والبهنسة حتى وصلت إلى المنيا، واستقرت فى مغارة أثرية بالدير لمدة ثلاثة أيام، واستكملت رحلتها حتى وصلت إلى دير العذراء المعروف باسم الدير المحرق بأسيوط وظلت فيه العائلة المقدسة لمدة 6 أشهر و10 أيام، وظلت المغارة الأثرية مجهول أمرها منذ القرن الأول الميلادى حتى القرن الرابع الميلادى حتى توصلت إليه الملكة هيلانة أم الملك قسطنطين الكبير التى تتبعت رحلة العائلة المقدسة منذ دخولها أرض مصر. وتابع: جاءت هيلانة الى الدير الأثرى سنة 328م التى أمرت بنحت الصخرة الأثرية وبناء كنيسة عليها على نظام طقس الخوارس ويضم صحن الكنيسة المعمودية الأثرية والصخرة الأثرية والحجاب الصخرة من القرن الرابع الميلادى وهو فوق الباب الغربى، وتوجد ثلاث أيقونات خشبية ترجع إلى القرن السادس العشر وهما العذراء مريم والقديس أبو سيفين والشهيدة دميانة والاربعين عذراء ويرجع تاريخ تلك الأيقونات لسنة 1554 للشهداء ورسام هذه الأيقونات يسمى انسطاسى القدسى. وأشار إلى أنه يوجد بالدير ماء لقان الذى يستخدم فى عيد الغطاس وهو منحوت فى الصخرة الموجودة فى حصن الكنيسة الأثرية، وتم بناء طابقين فوق الكنيسة يرجع تاريخهم لعام 1938 ميلادية بما فيهم المنارة، لافتًا إلى أن الدير يسكنه نحو 12 ألف شخص يعمل غالبيتهم فى تكسير وطحن الأحجار الجيرية نظرًا لأن المنطقة بأكملها أحجار. جدير بالذكر أن الدير له ثلاثة أسماء مشهور بها، الأول « دير العذراء جبل الطير» وسماه المقريزى نسبة لطير البوقيروس، وهو أحد أنواع الطيور يهاجر ويسكن الدير كل سنة فى مثل هذه الأيام، وتتجمع هذه الطيور بأعداد كبير ويسكنون صدع الجبل أو شق الجبل، لذا فقد نسبت الكنيسة إلى هذا الجبل المعروف باسم جبل الطير. أما الاسم الثانى هو « دير البكرة أو دير البكارة » الذى أطلقه عليه على باشا مبارك نسبة إلى وجود «بكرة» تحمل الأشخاص من أسفل الجزيرة وحتى أعلى الجبل.
أما الاسم الثالث هو «دير الكف» حيث سماه البابا ثاؤفيلوس رقم 23 فى عهد الباباوات البطاركة على كرسى مارمرقس الرسول السكندرى، وقال إنه عند زيارة العائلة المقدسة إلى نهر النيل استقروا فى البر الشرقى للبحر حيث تسكن ساحرة كانت تملك كتب للسحر والشعوذة. وعندما علمت بقدوم العائلة المقدسة خشيت على مملكتها الشيطانية، ففكرت فى هلاك العائلة المقدسة باستخدام سحرها، إلا أن مملكتها قد انتهت بعد وقوع صخرة عرفت باسم «الكف»