المتهم يعترف: قتلت شقيقى الأصغر بعد أن أخذ منى «كارت ميمورى» يحمل أفلامًا إباحية من دون موافقتى قابيل ليس الوحيد الذى قتل أخاه فى هذه الدنيا، فيوميًا تتكرر هذه الجريمة العائلية فى كل أنحاء العالم.. تتعدد الأسباب لكن ما يبقى هو أن هابيل دائمًا ما يسقط ضحية لأيدى أقرب الناس له. «لا أدرى كيف سيطر على الغضب وقمت بهذه الجريمة وقتلت شقيقى الأصغر .. لم أتوقع أن مشاجرة بسيطة بيننا ستجعله ينتظرنى أسفل المنزل بسنجة لقتلى .. لم أشعر بنفسى إلا وأنا أنتزع منه السلاح وانهال عليه بالطعنات.. وما يؤلمنى أكثر من أى شىء هو أن سبب المشاجرة كان أنه أخذ كارت ميمورى مخزن عليه بعض الأفلام الإباحية كنت حذرته من الاستيلاء عليه». كانت هذه الكلمات المرتعشة هى الجزء الأول من اعترفات قابيل حى مصرالقديمة، وروى المتهم تفاصيل الجريمة قائلا: «أنا وشقيقى كنا نتشاجر كثيرا وكأننا أطفال، وكانت والدتى تبكى كلما تشاجرنا وتدعى لنا أن ربنا يهدينا ونتوقف عن الشجار». المتهم قال إن أكبر سبب للخلاف بينهما كان إصرار شقيقه على الاستيلاء على متعلقاته الشخصية، وكلما حذره من ذلك كان يخالف تعليماته ويقوم باستخدامها رغم معرفته بأن شقيقه الأكبر يقدر حاجياته ولا يحب لأحد أن يستعملها غيره. المتهم أضاف أن وجود والدته هو ما كان يمنع تطور الشجار بينهما إلى الضرب، خاصة أنها «ست كبيرة» لا تتحمل هذه المشاهد القاسية، لدرجة أنه كان يضطر إلى ترك الشقة لأوقات طويلة كى يمنع تطور المشاحنات مع أخيه الأصغر. ويتابع المتهم «فى ليلة الحادث كان معى كارت ميمورى فى الموبايل يحمل أفلاما إباحية، وعندما عرف أخى بذلك طلب منى أن يأخذ الكارت فرفضت ونهرته بشدة. لكنى كنت أعلم أنه سيستغل وقت نومى ويسرق الكارت. وبالفعل استيقظت من النوم فلم أجد كارت الميمورى فى الموبايل، وقتها فار الدم فى عروقى وانتظرته حتى عاد من الخارج وطالبته بالكارت، وعندما رفض إعطائى إياه تعدينا على بعضنا بالضرب مستغلين أن والدتى كانت نائمة، أثناء المشاجرة غادر هو الشقة فجأة، وأثناء نزولى خلفه وجدته ينتظرنى أسفل المنزل وفى يده «سنجة» حاول ضربى بها، فاستوليت على السلاح منه وانهلت عليه بالطعنات وأنا لا أكاد أشعر بما أفعل حتى فارق الحياة». المتهم أنهى اعترافاته بأنه نادم على قتل شقيقه، ويطلب من السلطات سرعة تنفيذ حكم الإعدام فيه حتى يستريح ضميره، فلم يغب وجه الضحية عنه طوال فترة وجوده فى السجن، وأن كل ما يتمناه الآن من الله هو أن يصبر قلب والدته. كان مأمور قسم مصر القديمة قد تلقى بلاغا من الأهالى بحدوث مشاجرة وسقوط قتيل فى الحى. انتقل رجال المباحث إلى مكان البلاغ، حيث تم العثور على شاب يدعى «محمود.م» 23 سنة، غارقا فى دمائه. ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات تبين أن شقيقه قتله لخلافات بينهما على كارت ميمورى.
تم إلقاء القبض على المتهم، وبمواجهته أمام اللواء محمد قاسم، مدير المباحث، اعترف بتفاصيل الواقعة، فتحرر عن الواقعة المحضر رقم 22878، أحاله اللواء على الدمرداش، مدير أمن القاهرة، إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.