فى الوقت الذى تستعد فيه كل مؤسسات الدولة المصرية من الجيش والشرطة والقضاء لتنفيذ المرحلة الثانية والأهم من خارطة الطريق، وهى إجراء الانتخابات الرئاسية القادمة المقرر إجراؤها يومى 26 و27 من شهر مايو الجارى، أعلن تنظيم الإخوان «النفير العام» على مختلف مستوياته حتى يومى إجراء الانتخابات الرئاسية. الجماعة تدرك أن انتهاء هذه الانتخابات الرئاسية على خير سيعنى نهاية أى مستقبل سياسى للإخوان، لهذا فإن أغلب المهتمين بالشأن المصرى من الباحثين والخبراء يتفقون على أن الانتخابات القادمة هى الأكثر خطورة فى تاريخ مصر، حيث تجرى فى ظل ظروف أمنية وسياسية واقتصادية واجتماعية صعبة. التنظيم الدولى لجماعة الإخوان اجتمع مطلع الشهر الجارى فى لندن، فى اجتماع طارئ عقده التنظيم لبحث مجريات الأمور، ولا سيما ما يواجهه إخوان مصر من مشكلات، حيث حضر الاجتماع عدد كبير من قيادات الجماعة بتركيا وتونس لبحث كيفية مساندة نظرائهم فى مصر، وسبل مواجهة الانتخابات الرئاسية. انتهى الاجتماع بأن عرض أعضاء الجماعة المتواجدين بالخارج ما يعرف ب«وثيقة بروكسل» على أعضاء «تحالف دعم الشرعية» المتحالفين مع الجماعة فى مصر، وكذلك أوصى التنظيم أعضاءه فى مصر بضرورة تعطيل الانتخابات المقبلة تحت أى شكل.
دور الطلبة والأخوات جماعة الإخوان الإرهابية تعتبر معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة مسألة حياة أو موت بالنسبة لها، لأن ذلك يعنى شرعية نظام ديمواقراطى جديد يحل محل الشرعية الإخوانية المزعومة، بعد أن عزل الشعب جماعة الإخوان، فلم يبق أمام الجماعة بعد تقليم أظافرها وفشل قدرتها على الحشد سوى ابتكار سبل جديدة لتعطيل الانتخابات الرئاسية المقبلة. الخطة الإخوانية الجديدة تحوى أدوارا رئيسية لشعبتى «الطلبة والأخوات»، خاصة أن الجامعات أعلنت تأجيل الامتحانات المقررة فى يومى إجراء الانتخابات، وبالتالى فإن عددا كبيرا من عناصر الجماعة من الطلبة والطالبات الجامعيين سيشاركون فى مخططات إجهاض الانتخابات. الخطوط الرئيسية التى حصلت عليها «الصباح» للمخطط الذى ستنفذه شعبتى «الطلبة والأخوات» داخل جماعة الإخوان يومى 26 و27 تتمثل فى الوقوف فى طوابير الناخبين لساعات طويلة، ليس بهدف التصويت، وإنما بهدف تعطيل طابور الانتخاب لبث روح الضيق والتذمر لدى الناخبين بسبب الوقوف ساعات طويلة أمام طوابير الانتخابات فى الجو الحار، الأمر الذى قد يدفع عددا كبيرا من الناخبين لترك طوابير الانتخابات. كما ستعتمد الخطة أيضا على استفزاز شباب الجماعة بالناخبين الواقفين فى الطابور ومناقشتهم حول مرشحهم فى الانتخابات، وإقناعهم بعدم انتخاب المشير السيسى وتأييد حمدين صباحى بحجة أن «السيسى أدى دوره فى حماية إرادة الشعب يوم 30 يونيو وحان له أن يستريح»، وسيبذلون قصارى جهدهم لإقناع الناخبين أثناء الوقوف فى طوابير الانتخابات بالعدول عن التصويت للمشير السيسى، ومن سيفشلون فى إقناعه سيحاولون التضييق عليه أثناء وقوفه فى الطابور. أيضا ضمن الخطط التى وضعها التنظيم الدولى لإفشال العملية الانتخابية هو افتعال المشاكل والأزمات مع المشرفين على العملية الانتخابية من المدنيين، حول عدم وجود أسماء معينة على جداول قيد الناخبين، من أجل تعطيل الناخبين الراغبين فى البحث عن أسمائهم بالجداول الانتخابية وإثارة الشوشرة داخل اللجان، وبالتالى إثناء المصوتين عن أداء دورهم وتقوية الرغبة لديهم على المغادرة وترك المشهد الانتخابى بحجة الروتين وعدم وجود أسماء الناخبين، وهو ما تريده جماعة الإخوان يومى الانتخابات، أن يكون المشهد الانتخابى يتضمن عددا قليلا من الناخبين، وأن تخلو اللجان الانتخابية بالمدارس من المصوتين، وبالتالى ينجح مخطط الإخوان فى إرسال صورة للخارج بأن الشعب المصرى عزف عن المشاركة، وأن الانتخابات الرئاسية تجرى فى مشهد عبثى وهزلى ومجرد «تمثلية».
أنصار بيت المقدس أما الدور الأكبر فى مخطط ضرب الانتخابات الرئاسية المقبلة فمنوط به الجماعات الجهادية مثل أنصار بيت المقدس، وأجناد مصر.. إلخ، وهى الأذرع المسلحة المتعاونة مع تنظيم جماعة الإخوان، حيث يوكل عليها التنظيم الدولى مهمة استهداف رجال الجيش والشرطة واستهداف المرافق الحيوية كمحطات المترو والسكك الحديدية، وهو المخطط الذى بدأ بالفعل منذ 30 يونيو حتى وقتنا الحالى، من استهداف الجماعات الإرهابية للقوات الجيش والشرطة من المجندين والضباط الذين يتساقطون يوميا فى سيناء والقناة ومختلف ربوع مصر. لكن يأتى تشديد التنظيم الدولى على الجماعات المسلحة باستهداف رجال الجيش والشرطة يومى الانتخابات بالذات من أجل إرسال عدة «رسائل» للجيش والشرطة والمواطنين، حيث يهدف تنظيم الإخوان فى بث روع الذعر والخوف لدى المواطنين، والإيحاء بأن أرواحهم وحياتهم مستهدفة وفى خطر، وبالتالى يتراجع الناخبون عن القيام بدورهم فى الانتخابات، وهو ما تسعى إليه جماعة الإخوان، إثناء قطاع عريض من المواطنين عن التواجد فى الأماكن الخطرة والحساسة «كاللجان الانتخابية»، وأيضا يأتى الهدف من استهداف قوات الجيش والشرطة، إلى دفع عدد كبير من الضباط والمجندين للتراجع عن أداء أعمالهم فى الإشراف على العملية الانتخابية، وذلك عندما يرون زملاءهم يتساقطون أمامهم. مصدر أمنى مسئول قال ل«الصباح» إن إدارة شئون الضباط والأفراد بالداخلية تلقت خلال الأسابيع الماضية عددا كبيرا من الطلبات من الضباط بعدم المشاركة فى تأمين الانتخابات، وحجتهم فى ذلك تقصير الداخلية فى حماية أبنائها الضباط، وعدم توفير الحماية لأبنائها فى حال استهدافهم للمجرمين، وكشف المصدر أن عددا من ضباط الأمن المركزى والأمن العام، قدموا طلبات إجازة مرضية، فى سبيل الابتعاد عن الإشراف على الانتخابات بسبب الحالة النفسية التى يمر بها عدد منهم جراء استهداف جماعة الإخوان لزملائهم، لذا فإن الداخلية تسعى خلال الفترة الأخيرة لعقد محاضرات تحفيزية وتثقفية لأبنائها فى أكاديمية الشرطة، لكى تخرج أبنائها من تلك الحالة التى يمرون بها. كذلك يستعد أنصار بيت المقدس لتجهيز عدد من العربات المفخخة ووضعها أمام اللجان الانتخابية فى المناطق ذات الكثافة السكانية العالية، وتفجيرها عن بعد مما يحدث حالة من الفزع والهلع فى صفوف الناخبين والقائمين على اللجان الانتخابية، حيث رصد التنظيم الدولى ميزانية ضخمة فى سبيل تمويل عمليات المفرقعات التى ستقوم بها الجماعات الجهادية.
استهداف الجيش والشرطة تواصنا مع د. حمدى الشريف، أستاذ علم الاجتماع جامعة جنوب الوادى، والذى أشار الى أن الأحداث التى تمر بها البلاد من جراء عنف وإجرام جماعة الإخوان ستؤثر بالسلب على نسب المشاركة فى الانتخابات المقبلة، حيث يرى أن قطاعا عريضا من المواطنين سيفكر فى عدم النزول يومى الانتخابات أو حتى الذهاب لإجراء أى مصلحة شخصية له بسبب رسائل الذعر والخوف التى تبثها جماعة الإخوان للمواطنين، باستهدافها لمنشآت الدولة ورجال الجيش والشرطة، الذين يتساقطون يوميا، ويرى الباحث الاجتماعى أن المواطن المصرى وقتها سيسأل نفسه «إذا كانت الدولة بكل مؤسساتها عاجزة عن توفير الحماية لأبنائها من رجال الجيش والشرطة، فكيف ستحمى المواطن أثناء إجراء الانتخابات الرئاسية؟». من جانبه يرى المهندس عمر أبو الوفا، القيادى المنشق عن جماعة الإخوان والباحث فى الحركات الإسلامية، أن التنظيم الدولى وعناصره فى مصر، وضع خطته لمواجهة الانتخابات الرئاسية المقبلة، وحث أعضاءه على بذل جهدهم لضرب الانتخابات بأى طريقة كانت، لأن انتخاب رئيس جديد يعنى أن هناك شرعية جديدة ونظاما جديدا، وبالتالى سيعتمد التنظيم على إفشال تلك الانتخابات، من خلال استهداف رجال الجيش والشرطة وتوصيل رسالة للمواطنين بأن حياتهم مستهدفة، وبث روح الذعر والخوف لدى الشعب لإثنائه عن المشاركة فى الانتخابات. وكشف أبو الوفا ل«الصباح» أن كل كوادر الإخوان من الشباب والنساء والرجال والطلبة والطالبات ممن لهم حق التصويت فى الانتخابات المقبلة سيكونون أدوات التنظيم لتطبيق تلك الخطة المحددة سلفا، من خلال تعطيل طوابير الانتخابات، وبث روح الضيق لدى الناخبين وافتعال المشاكل والأزمات من أجل تعطيل التصويت. بينما كشف الدكتور محمد عمران، أستاذ علم الاجتماع، ل«الصباح» عن دراسة بحثية أجراها قسم علم الاجتماع بجامعة جنوب الوادى حول أثر الظروف الحالية التى تمر بها البلاد على مشاركة المواطنين فى العملية الانتخابية، واتضح له من نتائج الدراسة أن قطاعا عريضا من المواطنين يفضل البقاء فى منزله يومى الانتخابات على النزول الى الشارع للمشاركة فى التصويت، وهو مؤشر خطر جدا على العملية الانتخابية، لذا يرى الدكتور عمران، أن الدولة يتعين عليها من خلال وسائل الإعلام بث روح الطمأنينة لدى المواطنين. من جهة أخرى، يرى اللواء أسامة عبدالحميد، الخبير الأمنى، أن خطة التنظيم الدولى للإخوان لإفشال مارثون الانتخابات الرئاسية مرصودة منذ البداية لدى أجهزة الأمن المصرية، ويشير اللواء عبدالحميد ل«الصباح» أن هناك روحا من الثقة والعزيمة لدى ضباط الجيش والشرطة لتأمين أشقائهم المواطنين وحمايتهم أثناء الانتخابات الرئاسية، مؤكدا أن زملاءهم الذين يتساقطون يوميا لا يزيدون الباقين إلا قوة إرادة وتصميما على أداء رسالتهم السامية فى حماية الوطن.