-القبض على خلية إرهابية فى )المطاوعة( والعائلات الكبرى تحتضن الإرهابيين -أهالى الحسينية يعتقدون أن الأمن متواطئ مع الإرهابيين -الصالحية أخطر بؤر الإرهاب فى الشرقية.. والعناصر المتطرفة تختبئ فى المزارع المحيطة بها -ملثمون يتجولون فى المزارع.. وبعض المؤيدين للجيش كتبوا «السيسى بطل » على الجدران يعتقد البعض أن العناصر المنتمية إلى جماعة «أنصار بيت المقدس» التى ارتكبت العديد من العمليات الإرهابية المروعة خلال الفترة الماضية، ليس لها مكان معلوم يمكن مداهمته والقبض على هذه العناصر، لكن الحقيقة أن بؤر تمركز إرهابىّ التنظيم الإرهابى معروفة، إلا أن تلك العناصر لديها القدرة على الهروب من قبضة الأمن فى حال حدوث مداهمة للمواقع التى يختبئون بها والتى تنتشر فى أجزاء متفرقة من محافظة الشرقية بعدما تحولت إلى مرتع لجماعات العنف المسلح. «الصباح» خاضت المغامرة وزارت القرى التى تضم عددًا من أنصار الجماعة، فى محاولة لرصد منابع الإرهاب المسلح فى أرجائها وتفاصيل حياة المواطنين هناك. قرية المطاوعة تعتبر قرية المطاوعة التابعة لمركز ههيا بالشرقية، أبرز القرى التى تضم عددًا كبيرًا من أنصار جماعة الإخوان، وتنظيم بيت المقدس، والتى تشهد أحداث شغب وتظاهر وقطع للطرق بشكل متكرر من قبل أنصار الجماعة، حيث تمكنت قوات الأمن من اقتحام القرية والقبض على شقيقين يعتنقان الفكر التكفيرى، وهما عمار أبوسبحة 21 عامًا طالب جامعى، وشقيقه سليمان 19 عامًا، وبحوزتهما سلاح آلى وكمية من الطلقات، حيث وجهت لهم النيابة تهم الانضمام لخلية إرهابية تستهدف رجال الجيش والشرطة، فيما أكد عدد من أهالى القرية أن المتهمين على علاقة بجماعة أنصار بيت المقدس. فور دخولنا القرية، بدا من أسئلتنا وهيئتنا أننا غرباء عن القرية والمحافظة بأكملها، حوالنا البحث عن أشخاص يعرفون أكثر عن سيرة عائلة «أبو سبحة» والتى تبين انتماء عدد كبير من التكفيرين إليها. السيد أحمد ياسين، رجل خمسينى من أهالى القرية وجدناه جالسًا أمام محل تجارى، وبعد حديث بسيط معه سألناه عن رأيه فى الأوضاع الحالية فى مصر، فقال: «البلد ماشية فى الاتجاه الصحيح وربنا يخليلنا الجيش ويحمى البلد»، وحول وضع القرية ومدى تواحد عناصر الجماعات التكفيرية، أضاف قائلًا: «مالناش دعوة بالجماعات التكفيرية دى، وهما كانوا دايما فى حالهم ما بيختلطوش بحد، وهما قاعدين فى أول القرية ومالناش علاقة باللى بيعملوه، وبالنسبة للناس اللى قبض عليها، هما كانوا مسجونين قبل كده فى عهد مبارك وطلعوا فى عهد مرسى، والجميع ساخط عليهم بعد وصم أهالى القرية بالكامل بتهمة الإرهاب، لكن إحنا مع الجيش والشرطة». خلال جولتنا داخل القرية، سألنا أحد الملتحين ويدعى محمد إبراهيم عن الأوضاع فى مصر، وكان رده أن ما يحدث بسبب الانقلاب على الشرعية، مشيرًا إلى أن جماعة الإخوان بعيدة تمامًا عن أعمال العنف التى تشهدها البلاد، وأن الجماعات الإسلامية ليس لها علاقة بالعمليات التى تستهدف رجال الجيش والشرطة، وأن ما يجرى هو تصفية حسابات مع النظام الأسبق، ومحاولة لإلصاق التهمة بالإخوان. فى أحد الأزقة تجلس الحاجة فتحية، وبين يديها بعض عيدان الفول الأخضر، وقالت: «إحنا طول عمرنا عايشين فى أمان ومالناش دعوة بالإرهاب بتاعهم ده، وهما من يوم ما دخلوا الرئاسة وهما بيعاملونا كأننا درجة تانية والحمد لله ربنا أخدهم، وإحنا كلنا مع الجيش»، مؤكدة أن العناصر المتطرفة دائما ما تحاول استقطاب الشباب للخروج فى التظاهرات. سألنا أحد الأطفال الصغار ويدعى أحمد عن وضعهم داخل القرية، فأكد أن زملاءه فى المدرسة يصفون قريته بالإرهاب، وأن أقاربه يتعمدون قتل ضباط الجيش والشرطة. ويضيف بأن بعض الأطفال يقنعونه بالتظاهر معهم للدفاع عن الإسلام. مدينة الصالحية المغامرة الثانية، كانت فى الصالحية، والتى تعتبر معقل أنصار بيت المقدس والجماعات التكفيرية، إضافة إلى عناصر الإخوان الفارين من الملاحقة الأمنية، والهاربين من سيناء، خاصة بعد القبض على القيادى الإرهابى ثروت صلاح شحاتة فى مدينة العاشر من رمضان، بعد قيام الأهالى بالكشف عن تورطة فى عدد من الجرائم التى شهدتها المدينة. تعتبر مدينة الصالحية من أخطر البؤر الإجرامية فى محافظة الشرقية نظرًا للمزارع التى تحيطها من جميع الاتجاهات ما يجعلها مأوى آمنًا للعناصر المتطرفة. وبحسب ما يؤكد الأهالى، فإن بعض المزارع المملوكة لقيادات من جماعة الإخوان، استخدمت خلال الفترة الماضية كمخازن السلاح، ومأوى للعناصر الإرهابية. تقول الحاجة سعاد على أحمد، ربة منزل: «إحنا زهقنا منهم وعايزينهم يخرجوا من البلد»، مشيرة إلى أن حركة الأهالى لم تعد كما كانت فى السابق بسبب انتشار العناصر الإرهابية والتى تعرض حياة السكان للخطر فى حال وقوع اشتباكات بين قوات الشرطة والمطلوبين أمنيًا. وخلال جولة «الصباح» بين مزارع الصالحية، شاهدنا العديد من الملثمين، فيما دون عدد من أهالى المدينة على الجدران عبارات مثل «السيسى بطل» فى مواجهة ورفض صريح لوجود العناصر الإرهابية. وخلال الزيارة تقابلنا مع سيدة تدعى «أم على»، والتى كشفت لنا تفاصيل جديدة عن أحوال الصالحية بعد انتشار العناصر الإرهابية، وقالت إن المسلحين موجودون بالفعل داخل المدينة، لكن معظم السكان ليسوا من جماعة الإخوان، مشيرة إلى أن منطقة المزارع تحولت بعد حكم الإخوان إلى بؤر خطرة، خاصة بعد ثورة «30 يونيو»، حيث انتشرت العناصر الملثمة فى أجزاء المدينة، وأنه لا أحد من الأهالى يعرف هويتهم. وحول جملة «السيسى بطل» التى قامت بكتابتها على واجهة منزلها، قالت: «أنا كتبتها على باب البيت ومش خايفة من أى حد، وعشان الناس تعرف إن مش كل الصالحية إرهابية زى ما بيقولوا، إحنا مع الجيش ومع الشعب وضد الإرهابيين، ونفسنا ربنا يخلصنا من المجموعات دى عشان إحنا بنخاف على ولادنا منهم». يقول أحد سكان المدينة ويدعى الحاج عبد الرحمن، إن أهالى الصالحية يرفضون وجود عناصر الإخوان بينهم، وأنهم لا يقدرون على إعلان ذلك خشية تعرضهم لمكروه من قبل المجموعات الإرهابية، مضيفًا أن هناك أسبابًا تحول دون الانتشار الأمنى الجيد داخل الصالحية، وأبرزها انتشار المزارع بشكل كبير، والتى يصعب على الأمن تمشيطها أو السيطرة عليها، إضافة إلى تواجد معظم العناصر المتطرفة بداخلها. الحسينية.. مدينة ضد الإرهاب ومعه تعد منطقة الحسينية، هى ثانى أخطر البؤر الإجرامية بعد الصالحية، حيث تشكل خطورة داهمة نظرًا للتواجد الإخوانى الكبير فيها، اتضح ذلك بعض رفض الأهالى التحدث معنا عما يدور بداخلها، وقد شهدت المدينة فى عهد الرئيس المعزول محمد مرسى، قيام متطرفين بقتل عدد من المواطنين بحجة إقامة حد الحرابة. من جانبه، يؤكد الشاب محمد سيد أحمد، والحاج عمر عبد العزيز، أن هناك عددًا كبيرًا من أهالى القرية يؤيدون النظام الحالى، وأن بعض أفراد الأمن يعملون لصالح جماعة الإخوان، فهم يقومون بإبلاغ العناصر المتطرفة بموعد الحملات الأمنية. ويشير عمر سيد عبد الواحد، إلى أن هناك بعض الشباب تم استقطابهم للعمل مع تلك المجموعات، وأن انتشارها بات يهدد أمن المواطنين.
وكانت محافظة الشرقية، قد شهدت عدة حوادث أدت إلى استشهاد العديد من ضباط وأفراد الشرطة، والتى بدأت باستهداف الشهيد هانى محمد النعمانى من قوة مركز شرطة ههيا، أثناء قيادته دراجة البخارية وتوجهه إلى محل إقامته بقرية كفر أبو حطب، وبعدها بأيام قليلة استشهد أمين الشرطة شعبان حسين، من قوة مركز شرطة أبو كبير، كما تم اغتيال أمين الشرطة إسماعيل محمد عبد الحميد من قوة شرطة النجدة بمدينة الشروق، أعلى كوبرى بردين، بعدها قامت المجموعات الإرهابية باستهداف أمين الشرطة محمود عبد المقصود من قوة مركز شرطة كفر صقر. كما قامت تلك المجموعات باستهداف كل من: شريف حسن بيومى، 32 عامًا، رقيب شرطة من قوة قسم الترحيلات، والطبلاوى فتحى موسى خفير نظامى بقسم شرطة القنايات. وفى مدينة بلبيس، أصيب المقدم محمد علاء بالقوات المسلحة أثناء عودته إلى منزله بمركز بلبيس، بعد إطلاق النار على قوة من الجيش بالقرب من منطقة التجنيد، أسفرت عن إصابة الملازم شرف سباعى محمد الباز، والمجند رضا محمد عبد الله. وتم إطلاق النيران على سيارة شرطة أثناء تأمينها لسيارة بريد، مما أسفر عن استشهاد الرقيب سعيد مرسى إبراهيم من قرية العقدة مركز منيا القمح، كما أصيب ثلاثة أفراد شرطة، وهم عزت عبد الله سليم من قرية مشتول القاضى مركز الزقازيق، وحمادة عبد ربه محمد، وعيد إبراهيم عبد المقصود.
وشهدت المحافظة، استشهاد المقدم محمد عيد عبد السلام ضابط بالأمن الوطنى، بعد قيام إرهابيين بإطلاق أعيرة نارية عليه بالزقازيق، واستشهد بعدها الرقيب عبد الرحمن أبوالعلا من قرية الشباناتز.