«أذاقتنى العذاب ألوانا فلم أستطع أن أتحمل قساوة قلبها.. لم تكن لى حماه فقط بل كانت كابوسا اقتحم حياتى بمجرد أن دخلت منزل ابنها بعد الزواج.. جعلت أيامى كلها صراعات ومشاجرات وكانت توغر قلب زوجى علىّ.. بسببها لم أهنأ يوما بزواجى ولم أشعر بأننى أنثى ولو للحظة واحدة .. بل إنها فى الفترة الأخيرة قررت أن تزوج ابنها من أخرى وتمنعه من الاقتراب منى، لأنها كنت تسيطر عليه سيطرة كاملة.. لهذا قررت التخلص منها لأنها لا تستحق أن تعيش على أنقاض حياتى.. خنقتها بإيشارب حتى فارقت الحياة، ولست نادمة على ذلك». كانت هذه الكلمات الحزينة جزءا من اعترافات المتهمة بقتل حماتها بمركز بنها بسبب خلافات بينهما. «الصباح» التقت المتهمة شيماء طاهر 30 سنة داخل محبسها لتعرف منها تفاصيل جريمتها، وجدناها متأثرة وانهارت من البكاء بمجرد بدء حوارنا معها، وبعد أن هدأت قليلا قالت: كنت أظن أن الحياة ابتسمت لى بعد أن تقدم زوجى للارتباط بى، فحمدت الله على ذلك واعتبرت أنه سيكون الرجل الذى سيخلصنى من قساوة الدنيا، خاصة أنه كان محترما وطيب القلب، لكن يبدو أن الدنيا لا تريد أن تكتب لى السعادة، وتريد أن تقتل فرحتى طوال الوقت قبل أن تكتمل». وتابعت المتهمة: بعد أسبوع فقط من الزواج تكشف لى الكابوس الذى ينتظرنى، والمتمثل فى شخصية حماتى التى تقيم معى فى نفس المنزل. هذه المرأة هى أسوأ حماه فى العالم، كانت تريدنى خادمة لها فى المنزل، وكنت بالفعل أقوم بكل الأعمال رغم أن هناك زوجات أخريات لأولادها متواجدات فى البيت، إلا أنها كانت تريد إذلالى أنا بالذات. المتهمة قالت إنها صبرت على كل هذا الإيذاء والإهانة لفترة طويلة، وهدفها كان أن تسير مركب الحياة، لكن حماتها لم تكن ترغب لها فى أن تشعر بالاستقرار، فدفعت زوجها إلى الاعتداء عليها بالضرب كل يوم تقريبا، بحجة أنها تعامل والدته بطريقة سيئة، رغم أن زوجته كانت تقسم له إن هذا غير حقيقى، وتضيف: «بعدها لم يعد فى قلبى وأعصابى أى متسع لهذه الحياة، خاصة عندما علمت أنها أرادت أن تجعل زوجى يرتبط بامرأة أخرى إمعانا فى إذلالى، فقررت لحظتها الانتقام منها وتحمل العواقب، فانتهزت خروج زوجى، وعندما افتعلت هى معى مشاجرة مثلما يحدث كل يوم، لم أشعر بنفسى إلا وأنا أخنقها بإيشارب منزلى حتى فارقت الحياة، ووجدت نفسى بعدها بأسبوع بين أيدى رجال المباحث. واختتمت المتهمة اعترافاتها بقولها: «كل ما أردته هو أن أعيش حياة كريمة، لكنها سيدة لا تستحق أن تبقى على قيد الحياة، لهذا ضحيت بمستقبلى من أجل الخلاص من شرها». كان العميدعادل محروس مأمور مركز شرطة بنها قد تلقى بلاغا من على فاروق محمد، 30 سنة عاطل، بوفاة والدته هانم السيد 65 سنة ربة منزل ومقيمة بذات العنوان .. وقال مقدم البلاغ إنه قام باستدعاء الدكتور أحمد الجندى، طبيب بشرى بذات الناحية، الذى قام بالكشف على الجثة، وقرر أن الوفاة ليست طبيعية ويحتمل أن يكون سببها الخنق وأرشده لاتخاذ الإجراءات القانونية. مقدم البلاغ قال إنه راوده الشك فى زوجته المدعوة شيماء طاهر 30 سنة ربة منزل. بعدها تمكن المقدم وائل نبيل رئيس المباحث ومعاونه النقيب مصطفى شعراوى من ضبط المتهمة، وبمواجهتها اعترفت بارتكاب الواقعة، وعللت ذلك بحدوث مشادة كلامية بينها وبين المجنى عليها، مما دعاها للإمساك بها من رقبتها وخنقها. تم تحرير المحضر اللازم وأحالها اللواء محمود يسرى مساعد وزير الداخلية مدير أمن القليوبية إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.