محاولات بائسة لتدمير البلاد وحرقها من خلال تحالفات شيطانية برعاية إرهابية تسعى من خلالها الزج بالشباب فى عمليات التدمير والحرق، هذا ما يسعى إليه «تحالف دعم الشرعية» الإخوانى، حيث دعا منتصف الأسبوع الماضى إلى حشد أنصار الجماعة الإرهابية فى تظاهرات ميدانية يوم 19 مارس الجارى فى ذكرى الاستفتاء على تعديلات دستورية، والذى أجرى إبان حكم المجلس العسكرى عقب سقوط نظام الرئيس الأسبق حسنى مبارك. «الصباح» تمكنت من رصد المخطط الذى يسعى إليه التحالف الإخوانى خلال هذه الأيام، وصولاً إلى ذكرى استفتاء مارس، وهو الاستفتاء الذى دعت جماعة الإخوان وقتذاك إلى التصويت عليه ب«نعم» تحت زعم أن «نعم» تعنى دخول الجنة، لتعود الجماعة مجدداً للحشد ضد الثورة المصرية، من خلال عدة محاور يركز عليها «التحالف» الإخوانى خلال الأيام القادمة. ووجه التحالف فى بيان له موقفه من ذكرى أول استفتاء، أكد فيه أنه تمت دراسة الملاحظات الثورية العديدة على الموجة الثورية الأولى التى دشنت فى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، ووعى الإيجابيات والسلبيات، ويتم تدشين هذه الموجة فى ضوء دراسة ميدانية تستجيب للملاحظات وتتقدم بالثورة. وأشار إلى أنه فى 19 مارس 2011، كانت الدعوة الأولى للاستفتاء الشعبى التى خطفها المجلس العسكرى السابق، وأفسد بها مسار الثورة المجيدة، ومزق صفها، واستولى على نتائجها التى أعلنت فى 30 مارس 2011. وقال التحالف إنه «يسعى لجعل عام 2014 إحدى المحطات الإيجابية البارزة فى صناعة وتهيئة مناخ الحسم والتمهيد لاستكمال الثورة بوحدة صف ثورى وتجرد وطنى»، على حد وصف البيان.
مزاعم إخوانية فى إطار الحشد لذكرى 19 مارس، أشاع «التحالف» الإخوانى أن هناك بعض الحركات الثورية ستنضم إليه فى فعاليات هذا اليوم، وضمن ما تناقلته صفحات التحالف على المواقع الإلكترونية تم إدراج اسم حركة 6 إبريل والطلاب الاشتراكيين الثوريين فى الجامعات، والذى روج له الطلبة خلال الأيام الماضية فى جامعات «القاهرة» و«حلوان» و«عين شمس»، مستغلين عودة الحرس الجامعى مجدداً، حيث اعتمد الطلاب على شعارات بعينها، ودعوات خلال تظاهراتهم تحت شعار «دم واحد وحرية للجميع». وبحسب بعض الطلبة الذين تواصلنا معهم من حركة «طلاب ضد الانقلاب» الإخوانية، فقد أكدوا أن «تحالف دعم الشرعية» يسعى إلى حشد جميع الحركات الثورية يوم 19 من الشهر الجارى، لرفض ما أسموه ب«الانقلاب العسكرى» على حد وصفهم، وأن هذه الموجة ستكون الأعنف من خلال استهداف رجال الشرطة والجيش فى أماكن تواجدهم.
رسائل تحذيرية لرجال الشرطة فى غضون ذلك، كانت الحيلة الأخيرة التى شدد «التحالف» على نشرها خلال الأيام التى تسبق 19 مارس الجارى هى الرسائل التحذيرية، حيث علمت «الصباح» أنها إحدى الاستراتيجيات التى أوصى بها التنظيم الدولى من أجل إخافة رجال الشرطة من أمناء وأفراد، وهو ما يدفعهم بحسب زعم «الإخوان» إلى التخلى عن مواقعهم من أجل الحفاظ على حياتهم. وخلال الأيام الماضية تم رصد لافتات تتضمن هذا المعنى فى عدد من تظاهرات التحالف والطلبة خارج أسوار الجامعات، حيث وجهت هذه الرسائل تحذيرات مباشرة لرجال الشرطة طالبتهم بالتخلى عن أماكنهم وعدم التصدى لأية تظاهرات، وإلا سيتم استهدافهم حتى فى منازلهم، كما هددت صفحات التحالف، رجال الشرطة باختطاف أبنائهم ونسائهم إن لم يتوقفوا عن التصدى لمسيرات وتظاهرات الإخوان.
تحركات الإرهابية إلى ذلك، تمكنت «الصباح» من التعرف على تحركات الجماعة الإرهابية التى تستعد لها خلال 19 مارس، وتحاول من خلالها دخول عناصر «حماس» إلى الأراضى المصرية، خاصة بعد إغلاق جميع مقارها فى القاهرة لفترة مؤقتة وحسب مصادر مؤكدة أكدت أن هناك تحريضات من حركة «حماس» المحظورة قضائياً فى مصر، للدخول إلى مصر عبر الأنفاق الحدودية، وأن الحركة تسعى إلى ذلك الأمر خلال الأيام القادمة، لكن الجيش المصرى يغلق جميع المنافذ والحدود بطريقة محكمة. وفيما يعد تصعيداً يستهدف حرق مصر وشوارعها، وحسب بعض المقربين من التنظيم الدولى للإخوان تسعى الجماعة خلال هذه الموجة التخريبية إلى تعطيل حركة المترو وحرق سيارات الشرطة فى الشوارع، كما سيسعون إلى حرق أية سيارات فى مناطق الاشتباك، وحتى الخاصة بالمدنيين من أجل جر سيارات الحماية المدنية لإطفائها وإشعال النيران بها هى الأخرى، وحسب ما رصدته «الصباح» فإن اجتماع التحالف الذى عُقد الأسبوع الماضى مع عدد من الطلبة سعى إلى نشر الفوضى بجميع محافظات الجمهورية، من أجل تشتيت جهود الداخلية، وأكد «م.م.س» أن هناك اتفاقاً على مواصلة التظاهرات يومى 17 و18 على مدار 24 ساعة من أجل إنهاك قوات الأمن، واستهداف كل رجال الشرطة المتواجدين بالشوارع حتى تصبح الشوارع خالية من رجال الشرطة. من جانبها، نفت حركة «6 أبريل» و«الاشتراكيين الثوريين» و«اتحاد شباب الثورة»، كل ما تناولته صفحات التحالف الوطنى عن مشاركة هذه الحركات والكيانات للإخوان فى فاعليات 19 مارس، حيث أكد شريف الروبى ممثل حركة 6 إبريل الجبهة الديمقراطية أن تكون هناك أية تحالفات أو اجتماعات تمت مع «تحالف دعم الشرعية»، وأن التحالف يسعى من خلال بث هذه الشائعات إلى كسب عدد من المتعاطفين معه فى الجامعات والمحافظات. كما أشار الروبى إلى أن محاولات الإخوان خلال هذه الفترة تسعى إلى الاستعانة بأطراف خارجية، لتقوية موقفها من خلال تصدير المشهد بأن هناك عددا كبيرا من الحركات الثورية يرفضون الوضع الحالى فى مصر. على الوتيرة ذاتها، أكد هيثم محمدين القيادى بحركة «الاشتراكيين الثوريين»، بأنه لم يلتق بالتحالف كما زعم ولا يوجد أى تنسيق بين الجانبين للنزول إلى الشارع يوم 19 مارس، وإن كانت هناك أية فاعليات ستكون منفردة بعيدا عن التحالف الوطنى وجماعة الإخوان نهائياً، وأوضح محمدين أن الإخوان تسعى لتوريط أكبر عدد من القوى الثورية لمواجهة الشرطة والجيش من أجل إحداث خلل مرة أخرى فى الشارع المصرى. «اتحاد شباب الثورة» أيضاً نفى أية تنسيقات أو اتفاقات مع «تحالف دعم الشرعية» على أية فاعليات ضد الجيش والشرطة كما زعم التحالف، وأوضح مصطفى جمال عضو الاتحاد أن كل ما يتداوله أعضاء التحالف فى وسائل الإعلام، يهدف إلى تحمل الأطراف السياسية الأخرى جزءا من جرائمهم التى قد يقومون بها خلال هذه الفترة، كما أشار جمال إلى أن القوى الثورية إذا قررت تنظيم أية فاعليات ستكون للحث على تحقيق أهداف الثورة وعدم الإفراط فى العنف من قبل الداخلية فى التعامل مع المواطنين بشكل عشوائى تحت مسمى الانتماء إلى جماعة «الإخوان»، ولكن هذه الفاعليات ستكون منفصلة تماما وسلمية كما كانت منذ بداية الثورة حتى الآن.