كشفت مصادر مطلعة داخل حملة حمدين صباحى مؤسس «التيار الشعبى» والمرشح للانتخابات الرئاسية المقبلة، ل«الصباح» عن أن لقاءات غير معلنة عقدت بين أعضاء حملته الانتخابية وعدد من ممثلى الحركات الشبابية وأمناء أمانات الشباب داخل الأحزاب السياسية، للتشاور معهم حول دعم وتأييد«صباحى» وإقناعهم بفكرة ترشحه، مستندين فى هذا على منطق ومفهوم الثورة لدى الشباب، وما لديهم من آمال وطموحات فى أن يحكم مصر مرشح ثورى مدنى. المصادر نفسها فسرت بدء جولة «صباحى» على الأحزاب السياسية بأن هناك «ضربات سياسية خفية» يتعرض لها المرشح الرئاسى، من أجل القضاء على أى أمل فى أن يتمكن الرجل من الحصول على دعم من أى قوى سياسية، خاصة الإسلاميين، بسبب توجهه الاشتراكى الناصرى. ويجرى صباحى مجموعة من الزيارات واللقاءات مع القوى السياسية والوطنية قبل الانطلاق الرسمى لحملة للترشح لانتخابات الرئاسة. ويعقد المرشح المحتمل هذه اللقاءات فى إطار جولة تشاورية مع عدد من الأحزاب المدنية ذات النهج الثورى وخاصة حديثة التأسيس منها عقب ثورة 25 يناير، ليستعرض معها برنامجه الانتخابى وما يتضمنه من ملفات، سعيًا منه لحشد أكبر عدد من الأصوات لدعمه وتأييد فى الاستحقاق الرئاسى المقبل. يبحث «صباحى» فى خلفية المشهد عن الدعم والتأييد، على اعتبار أنه «المرشح المدنى الثورى» الذى طالما طالبت به القوى السياسية التى تسير على خُطى الثورة، ساعيًا لبث الطمأنينة فى نفوس جميع القيادات الحزبية والثورية بأنه «رئيس لكل المصريين» وليس لمن حصل على دعمه فقط. تضمنت سلسلة الزيارات التى أجراها المرشح حتى الآن زيارة أحزاب «التحالف الشعبى، و الأشتراكى المصرى، الحزب والشيوعى المصرى، والمصرى الديمقراطى، والدستور، التجمع»، فضلًا عن حملة المرشح المتوقع خالد على، وجميعهم ما بين مؤيد له ومؤجل إعلان موقفه ومنهم من أعلن عن دعمه وتأييده للمشير عبدالفتاح السيسى. رافق «صباحى» فى هذه الزيارات عدد من «الحرس القديم» من الشخصيات العامة والمقربين له، على رأسهم الدكتور محمد العدل مؤسس جبهة الإبداع الفنى، والمهندس محمد سامى رئيس حزب «الكرامة»، وعبد العظيم المغربى عضو مجلس أمناء «التيار الشعبى»، الذى وافق على ترشح «صباحى» بأغلبية 54 صوتًا مقابل معارضة 3 أعضاء واعتذار عضو واحد. وعلى الرغم من ذلك كله، تطل طموحات «صباحى» فى الوصول إلى حكم مصر برأسها من جديد، ولكن هذه المرة ترتبط هذه الطموحات بالشباب الذى يبنى عليه المرشح الرئاسى آمالًا عظام فى الحصول على تأييدهم ودعمهم فى الانتخابات المقبلة ولو بالمخالفة لإرادة الأحزاب والحركات المنتمين لها. ويقول الصحفى عمرو بدر منسق حملة «مرشح الثورة» الداعمة ل«صباحى» ل«الصباح» «نحن نعقد آمالًا كبيرة على الحركات الشبابية وأمانات الشباب داخل الأحزاب، فى الحصول على دعمهم وتأييدهم، وانضمامهم للحملة لما لديهم من منطق ومفاهيم عن الثورة والمرشح المدنى، وهو ما يعيد فتح باب الخلاف فى الرأى داخل الأحزاب بين جيل الشباب الذى يتجه إلى دعم المرشح المدنى، والأجيال السابقة التى تمثل القيادة وأغلبها يدعو إلى دعم ترشح المشير السيسى، ومن الواضح أن جيل الشباب داخل عدد من الأحزاب السياسية قد يحسم الأمر لصالح «صباحى». ويضيف «بدر» أن «الانتخابات الرئاسية المقبلة من الممكن أن تقسم الناخبين إلى كتل تصويتية مختلفة بناء على احتياجات ومتطلبات كل كتلة على حدة، والغالبية العظمى من هذه الكتل التصوتية تميل إلى الأمن والاستقرار باختلاف طبقاتها الاجتماعية ومستوى الثقافة والتوزيع الجغرافى، وهؤلاء من يخاطبهم البرنامج الانتخابى ل«صباحى» بشكل مباشر ويمس قناعتهم، لما يقدمه البرنامج من أفكار قوامها فى الأساس العدالة الاجتماعية، فضلًا عن كتلة كبيرة أخرى تفتقد فعليًا إلى فكرة العدالة الاجتماعية، التى يضمنها لها البرنامج، ويتضمن العديد من احتياجاتها مثل الصحة والتعليم والعلاج والسكن والمواصلات والتأمين والأجر العادل، وتلك القضايا هى صلب برنامج حمدين صباحى الانتخابى، وفى الأساس هذه قضايا تهم الكتل التصوتية الأعظم التى يخاطبها البرنامج، الذى يعكف على كتابته وتطويرة لجنة برئاسة الدكتور وحيد عبد المجيد تضم عددًا من الشخصيات العامة والخبراء المتخصصين فى جميع المجالات، منهم الخبيرة السياسية أمانى الطويل، والسفير معصوم مرزوق، والخبير فى الشئون الأفريقية حلمى شعراوى، وهؤلاء هم مسئولو ملف السياسة الخارجية، والدكتور زكريا الحداد الخبير الزراعى، والدكتور رائد سلامة خبير اقتصادى، وعبد الخالق ثروت خبير اقتصادى، والدكتور بهى الدين عرجون أستاذ هندسة الفضاء، والدكتور عمرو حلمى وزير الصحة الأسبق، وهى المجموعة المسئولة عن الشق الاقتصادى وتطويره». وأوضح «بدر» أن المؤشرات الأولية لعمل الحملة بالتوازى مع جولات «صباحى» داخل الأحزاب ولقاءات بعض الحركات الشبابية، تُظهر أن الشباب الصغير بدءًا من العشرينيات والثلاثينيات وحتى منتصف الأربعينيات هم الأميل إلى مفهوم الثورة والدولة المدنية والرئيس المدنى، وإن كانت غالبية الزيارات تمت لأحزاب تملك من القواعد التنظيمية الكثير، وتخضع للوائح تستوجب الرجوع إليها للتشاور بين قيادات الهيئة العليا واللجان المركزية بها، حتى يتم اتخاذ قرار نهائى نحو ما قدمه وطرحه «صباحى» خلال لقائه معهم». واستبعد منسق حملة «مرشح الثورة» أن تتضمن خطة جولات «صباحى» أى زيارات لقوى التيار الإسلامى، قائلاً «نحن نستبعد من خطتنا وبرنامج الجولات كلمة الجماعة، كما أن موقفنا من زيارة حزب (النور) مؤجل حتى الآن». وكانت شائعات ترددت مؤخرًا بشأن لقاء عقد بين صباحى والمرشح الرئاسى المحتمل خالد على، حول تفاوض الطرفين على تنازل الأخير عن ترشحه لانتخابات الرئاسة، وانضمامه إلى فريق عمل البرنامج الانتخابى للأول، بالإضافة إلى انضمام حملته الانتخابية بقواعدها ضمن حملة «مرشح الثورة» لدعم «صباحى»، وهو ما نفاه المهندس عادل وسيلى المنسق العام لحملة «على». وأوضح «وسيلى» أنه «لم يكن من المفترض أن يكون اللقاء من أجل التفاوض على الترشح للرئاسة من عدمه، فيما كان اللقاء للوقوف على الترتيبات السياسية المقبلة للاستحقاق الرئاسى، وحول الوضع الراهن وما به من أزمات مثل قانون الانتخابات الرئاسية وضمانات الديمقراطية، وأزمة النشطاء المعتقلين، والانتهاكات التى يتعرض لها البعض فى السجون وأقسام الشرطة، والتغيرات الحكومية واتجاهها نحو رجال الأعمال، لذا كان اللقاء من أجل التشاور حول هذه القضايا والأزمات، وليس التفاوض على أن يتنازل خالد على عن ترشحه للرئاسة أمام حمدين صباحى كما تردد». ولفت «وسيلى» إلى أنه حينما أعلن «صباحى» ترشحه للرئاسة، اشتعل غضب أعضاء حملة خالد علي، وأبدوا استياءهم وانتقدوا هذا التصرف على شبكات التواصل الاجتماعى، وفى المقابل غضب أعضاء حملة «صباحى» ووقعت مشادة كلامية ولفظية شديدة بين الطرفين، وهو ما استدعى عقد لقاء سريع بين «صباحى» و«علي» ومنسقى وقيادات الحملتين لإنهاء الخلاف والجدل وتكذيب الشائعات التى صدرت بأن «صباحى» رفض لقاء «علي» إلا بشرط تنازله عن ترشحه للرئاسة، وضم الحملتين فى حملة واحدة تحت شعار حملة «مرشح الثورة»، وأنه هو الأفضل والأجدر بالترشح، فكان اللقاء حتميًا ولابد منه فى هذا الوقت لوقف المشادات والإساءة اللفظية للمرشحين، وإيضاح لأعضاء الحملتين أن المرشحين ليسوا خصومًا، ويوجد بينهم كل احترام وتقدير، وبينهم تنسيق سياسى لخوض الانتخابات الرئاسية المقبلة». وأشار إلى أنه فى البداية كانت هناك دعوة من «صباحى» إلى علي لعقد لقاء بينهم للتشاور حول انتخابات الرئاسة، ومسألة ترشح «علي» من عدمه، ولكن لظروف طارئة- رفض وسيلى ذكرها- أجلّ «صباحى» اللقاء، وفى نفس اليوم أعلن ترشح للرئاسة، بعد ذلك قام رئيس حزب «التحالف الشعبى» عبدالغفار شكر بدور الوسيط لتقريب وجهات النظر وإنهاء الخلاف الذى دعا إلى إلغاء وليس تأجيل اللقاء الأول. وجاء اللقاء الثانى فى مقر «التحالف الشعبى» فى حضور شكر، وتطرق الحوار أولاً إلى التنسيق وتنظيم الحوار فيما بينهما فى الفترة المقبلة، وثانيًا الاتفاق على كيفية إيجاد آلية ضمانات للعملية الانتخابية، ثم تشكيل لجنة مشتركة من قيادات الحملتين تضم المهندس عادل وسيلى والناشط مالك عدلى من حملة « علي»، وعمرو بدر والناشط حسام مؤنس من حملة «صباحى»، بهدف الرجوع إليهم فى الأزمات التى قد تواجه أعضاء الحملتين مستقبلًا.