أكد وزير النقل والمواصلات الدكتور إبراهيم الدميرى، أن هناك خطة متكاملة لتطوير منظومة السكك الحديدية، كاشفًا عن تخصيص نحو 4 مليارات جنيه للتخلص من مشكلة المزلقانات، وأن تكلفة القطار فائق السرعة الذى سيربط بين الإسكندريةوأسوان ستصل إلى 44 مليار جنيه، ستعد نقلة فى تاريخ النقل المصرى، متحدثًا عن افتتاح المرحلة الثانية من الخط الثالث لمترو الأنفاق إبريل المقبل، والبدء فى إجراءات استكمال بقية المراحل، وفيما يلى نص الحوار: كيف ترى حال سكك حديد مصر باعتبارك أحد خبراء النقل الأكفاء؟ - لم تأخذ سكك حديد مصر الاهتمام الكافى - باعتبارها ثانى أقدم شبكة سكك حديد فى العالم- من الدولة فى التطوير والتحديث لتواكب ما يدور حولنا على مستوى العالم، تم خلال الفترة الحالية إجراء دراسة شاملة لكل عناصر منظومة السكك الحديدية، وتحديد الاحتياجات المطلوبة للنهوض بهذا المرفق الحيوى المهم، وفى ضوء ذلك تم وضع خطة متوسطة الأجل يتم تنفيذها خلال الفترة 2014-2017، تتضمن توفير هذه الاحتياجات للارتقاء بمنظومة العمل فى السكك الحديدية، ومن أهم عناصر هذه الخطة، التركيز على رفع كفاءة الشبكة الحالية، والتى تقدر بنحو 9700 كيلومتر، ورفع مستوى خدمة قطارات الضواحى التى تربط القرى والمراكز بالمحافظات بسرعة 80 كم فى الساعة كمستوى أول، أما المستوى الثانى فيختص بتطوير خط (الإسكندرية- القاهرة- أسوان)، ويعمل عليه القطارات المكيفة بالإضافة إلى قطارات عربات النوم، بسرعة تصل إلى 120 كم فى الساعة، وذلك عن طريق استكمال تحويل نظام الإشارات على طول هذا الخط إلى إشارات كهربائية لرفع كفاءة هذا الخط، وزيادة عوامل الأمان عليه، حيث يمثل هذا الخط ثلثى حجم الركاب اليومى على كل الشبكة، والتطوير الكامل لورش الهيئة من حيث المعدات والتجهيزات، مع الانتهاء من التطوير الشامل وتشغيل معهد «وردان» بتحويله إلى جامعة أكاديمية لرفع كفاءة العنصر البشرى، وتخريج المتخصصين فى مجال النقل والسكك الحديدية، مع تنفيذ برامج تجديد وصيانة السكة الحديد، وتنفيذ مشروعات كهربة إشارات خطوط الشبكة حتى أسوان، توفير عربات نقل البضائع المطلوبة لمواجهة احتياجات النقل بالسكك الحديدية خلال الفترة المقبلة. متى سيتم إعادة تشغيل محطتى مترو «السادات» و«الجيزة»؟ - المحطتان تم إغلاقهما بناء على طلب الأجهزة الأمنية، فى ظل الظروف التى تمر بها البلاد حاليًا، وسيتم فتح المحطتين فور موافقة الأجهزة الأمنية، لأن لا مشكلة تقنية أو فنية تستوجب غلق أى من المحطتين. ماذا عن خطة تطوير المزلقانات الموضوعة منذ عام 2006 ؟ - جارٍ تنفيذ المشروع القومى المتكامل لتطوير المزلقانات الواقعة على شبكة السكك الحديدية، ويشمل المشروع 844 مزلقانًا بالإضافة إلى 27 مزلقانًا سيتم إنشاء كبارى علوية عندها لفصل التقاطعات السطحية، كما نسعى إلى تشغيل المزلقانات بنظام أتوماتيكى متطور للحد من تدخل العنصر البشرى فى التشغيل، ما يعنى رفع معدلات السلامة والأمان، وتم الانتهاء من تطوير 61 مزلقانًا وإدخالها الخدمة، وتم وضع برامج زمنية لتطوير باقى المزلقانات بنهاية شهر يونيو المقبل، وتبلغ تكلفة تطوير هذه المزلقانات 1.25 مليار جنيه، كما تم تخصيص مبلغ مليارى جنيه لإنشاء الكبارى العلوية عند المزلقانات، أى أننا خصصنا نحو 4 مليارات جنيه للقضاء على هذه الأزمة. كيف ستتعامل الوزارة مع المزلقانات العشوائية ؟ - تم إجراء حصر للمعابر العشوائية على خطوط السكة، وبلغت حوالى 4500 معبر، وتم إجراء التنسيق المباشر والفورى مع السادة المحافظين والأجهزة المختصة بوزارتى الدفاع والداخلية لاتخاذ الإجراءات العاجلة فى غلق هذه المعابر، والحد من الآثار السلبية لها على تأمين وسلامة مسير القطارات. ما أسباب تردى أوضاع قطارات السكة الحديد وتهالكها؟ - هناك العديد من الصعوبات والتحديات التى تواجه قطاع السكك الحديدية ومن أهمها السلوكيات السلبية للمواطنين فى التعامل مع البنية الأساسية من اختراق الأسوار والمحطات، ما يحمل الهيئة أعباء زائدة ويشتت جهودها ويستدعى استثمارات إضافية فى الإحلال والصيانة، ويصل التعدى إلى مقاعد القطارات ودورات المياه ولمبات الإضاءة، فضلًا عن الزحف العمرانى المتنامى على خطوط ومسارات هيئة السكك الحديدية، ولا تنسى سرقة خطوط السكة الحديد كما جرى فى خط (سفاجا- أبوطرطور)، وخط (الفردان- بئر العبد)، والذى يجرى حاليًا إعادة تأهيل. أين مشروع القطار السريع بين القاهرةوالإسكندرية؟ - يجرى حاليًا الانتهاء من إعداد الدراسات الفنية والاقتصادية ووضع الإطار القانونى لمشروع إنشاء خط للقطار فائق السرعة من الإسكندرية إلى أسوان، والذى يعد نقلة نوعية فى وسائل النقل فى مصر إذ يكفى أن تعلم أنه سيقطع المسافة بين القاهرةوالإسكندرية فى نصف ساعة، ويجرى حاليًا التمهيد لطرح المشروع والمقرر تنفيذه على ثلاث مراحل، الأولى (الإسكندرية–الجيزة)، بطول 200 كيلومتر، والثانية (الجيزة–أسيوط)، بطول 400 كيلومتر، والثالث (الأقصر–أسوان)، بطول 400 كيلومتر، وتبلغ التكلفة المبدئية لإنشاء الخط 44 مليار جنيه، ويهدف المشروع إلى ربط شمال الدلتا بجنوب الوادى بقطارات فائقة السرعة، بمعدل 350 كيلومترًا فى الساعة، وسيتم إنشاء الخط كمسار علوى على جسر وعزله تمامًا من الجانبين لضمان أعلى معدلات السلامة والأمان، مع إنشاء 5 محطات متكاملة على مسار الخط فى الإسكندريةوالجيزةوأسيوطوالأقصروأسوان، ويستوعب الخط ما يقرب من 10 ملايين راكب سنويًا، مع إنشاء خط مكهرب بسرعة 180 كيلومترًا فى الساعة أسفل مسار القطار فائق السرعة، ويرتبط هذا الخط المكهرب بعواصم جميع المحافظات الواقعة على امتداد مساره، ليمثل هذا المشروع التنموى القومى نقلة حضارية تليق بمكانة مصر، وسيكون بمثابة انطلاقة نحو تطبيق التكنولوجيا الحديثة فى مجال النقل، وسيوجد العديد من فرص العمل ومجالات واسعة أمام الاستثمار. هل تم التعاقد على عربات جديدة للسكة الحديد..خاصة العادية ؟ - هناك خطة طموحة من وزارة النقل لإحلال وتجديد أسطول عربات السكك الحديدية بدرجاتها المختلفة، خلال الثلاث سنوات المقبلة، وتم التعاقد مع الهيئة العربية للتصنيع لتوريد 212 عربة أولى وثانية مكيفة للعمل على خطوط السكك الحديدية، ومن المنتظر بدء التوريد اعتبارًا من شهر إبريل المقبل، كما طرح مناقصة لتوريد 700 عربة عادية غير مكيفة خلال الشهر الحالى، وجارٍ تطوير 116 عربة سكة حديد فرنساوى بورش الفرز بالهيئة، وتم حتى الآن تطوير 36 عربة تمثل 9 قطارات وإدخالها للخدمة، وجارٍ التجهيز لشراء 16 قطارًا جديدًا. ما ردك على حديث بعض السائقين بأن القطارات تسير بدون أجهزة إنذار مبكر؟ - فى إطار مراجعة وسائل الأمان بكل منشآت السكك الحديدية تم مسح حالة القطارات، واستكمال أى معدات خاصة بالتشغيل الأمن على الخطوط، علمًا بأن جميع القطارات مزودة حاليًا بأجهزة تحكم آلى، ويتم الكشف عليها من قبل المتخصصين والسائقين قبل قيام الرحلة ويتم الإبلاغ الفورى فى حالة وجود أى أعطال، وهذه الأجهزة مرتبطة بملفات أرضية مثبتة على السكة - يتم سرقتها فى بعض المناطق، وفى هذه الحالة يقوم جهاز التحكم بإعطاء إنذار للسائق بوجود مشكلة ما، ويتم السير بأمر تحذير فى هذه المنطقة. لماذا لا يتم تفعيل دور النقل النهرى والاعتماد عليه فى نقل البضائع؟ - يتم تنفيذ المخطط الكامل لتطوير مرفق النقل النهرى، حيث تم تحديد وتطهير تأمين الطرق الملاحية فى النهر، كما تم إعداد مخطط تطوير وإنشاء 6 موانئ نهرية بالتنسيق مع المستثمرين، وذلك لتدعيم دور النقل النهرى فى نقل البضائع، ومن المستهدف الوصول إلى نسبة نقل للبضائع حوالى 10% خلال الخمس سنوات المقبلة. هل صحيح أن وزارة النقل تسعى إلى إنشاء موانئ جافة؟ - تعمل الوزارة حاليًا على إنشاء عدد من الموانئ الجافة للحد من جعل الموانئ البحرية ساحات للتخزين، وتم وضع خطة لإنشاء العديد من الموانئ الجافة فى مصر تم توزيعها، بحيث ترتبط المدن الصناعية 6 أكتوبر – العاشر من رمضان – السادات – برج العرب – دمياط، وتم تكليف أحد بيوت الخبرة الأجنبية المتخصصة لإعداد الدراسات ومستندات الطرح لمشروع إنشاء وإدارة وتشغيل مركز لوجيستى متكامل، بمدينة «6 أكتوبر»، على مساحة 400 فدان كبداية لتنفيذ هذا المخطط، وإنشاء هذه الموانئ سيحقق العديد من الفوائد، ومن أهمها تسهيل حركة البضائع داخل جمهورية مصر العربية، وتقليل تكاليف النقل على المستثمرين، وتشغيل أكبر عدد من العمالة، حيث إنها من المشروعات كثيفة العمالة، وتشغيل أكبر عدد من المصانع المصرية لتحقيق القيمة المضافة، وبما يعود بالآثار الإيجابية على الاقتصاد القومى المصرى. متى يتم الانتهاء من المراحل المتبقية من خطوط مترو الأنفاق؟ - بخصوص الانتهاء من خطوط المترو الجديدة فمن المقرر الانتهاء من إنشاء المرحلة الثانية من الخط الثالث للمترو (العباسية – مصر الجديدة)، بطول 7.7 كم، وتكلفة 4.3 مليار جنيه، بنهاية شهر إبريل المقبل، ومن المنتظر طرح المرحلة الثالثة من الخط (العتبة – الكيت كات – إمبابة – جامعة القاهرة)، بطول 18 كم وتكلفة 12 مليار جنيه، خلال شهر، كما يجرى حاليًا الانتهاء من دراسات المرحلة الرابعة من الخط (مصر الجديدة - مطار القاهرة)، بطول 15.8 كم وتكلفة 10 مليارات جنيه، كما يجرى الانتهاء من إعداد دراسات ومستندات الطرح مشروع إنشاء المرحلة الأولى من الخط الرابع للمترو (6 أكتوبر – الملك الصالح – الفسطاط)، بطول 17.7 كم وتكلفة 15 مليار جنيه بتمويل من الجانب اليابانى. هل تتمنى أن تستكمل الخطط التى وضعتها لتطوير قطاعات النقل فى ظل الحكومة المقبلة؟ - يشرفنى أن أقدم الجهد والعطاء لوطننا الحبيب والعمل بكل تفانٍ وإخلاص لرفع مستوى الخدمات التى تقدم للمواطن المصرى البسيط فى قطاعات النقل المختلفة، والفترة الحالية تحتاج إلى تضافر جميع الجهود وإخلاص النوايا، وأن يكون الهدف الأوحد هو خدمة الوطن، وعدم السعى لمجد شخصى والعمل على رفع مكانة مصر عالميًا. ما موقفكم من ترشح المشير عبدالفتاح السيسى لرئاسة الجمهورية؟ - تفرض علينا المرحلة التى نحياها أن يجتمع الشعب المصرى على شخصية قوية، ولها قبول شعبى كبير وتكون مخلصة ومحبة لهذا الوطن وقادرة على دفع عجلة التقدم والأمن والاستقرار لهذا الشعب فى أسرع وقت، ومن هنا لا نجد أمامنا سوى شخص واحد تتحقق فيه كل هذه الميزات، وهو المشير عبدالفتاح السيسى، نسأل الله له التوفيق والسداد ونحن جميعًا وراءه شعبًا وجيشًا وشرطة لمصلحة هذا الوطن.