حادث بشع هز منطقة أوسيم بمحافظة الجيزة. سيدة تتخلص من مشاعر الأمومة، وتقتل بمعاونة زوجها، طفلها الرضيع الذى لم يتجاوز عمره السنة، الذى سبق وأنجبته من زواج عرفى، لا لشىء سوى أن بكاء الصغير يزعجه أثناء النوم، ولم تكتف الأم الشيطانة بذلك بل قامت بإلقاء جثته فى عمارة تحت الإنشاء. «الصباح» حاورت المتهمين داخل محبسهما فى مركز شرطة أوسيم. التفاصيل فى سياق السطور التالية. سعدية الفولى ربة منزل عمرها 18 سنة قصيرة القامة نحيفة البدن، بدأت تسرد تفاصيل الجريمة قائلة: تعرفت على شاب منذ عامين. كنت أحبه جدًا، نشأت بيننا قصة حب لمدة أربعة أشهر، كنا نلتقى خلالها خارج المنزل، وبعدها عرض علىّ الزواج عرفيًا. رفضت فى البداية ولكن «الزن على الودان أمر من السحر»، حيث كرر طلبه كثيرًا، إلى أن وافقت وتزوجته عرفيًا، وكنت ألتقيه بصفة مستمرة، وبعد شهور من زواجنا حملت منه، وعندما أخبرته بذلك رفض الاعتراف بالجنين، وأصر على أن أقوم بإجهاضه، لكننى رفضت، فتركنى وسافر ولم أعرف عنه شيئًا منذ ذلك الوقت. سكتت المتهمة برهة قبل أن تتابع سرد مزيد من التفاصيل حول جريمتها: تركت منزل والدى وهربت إلى أن وضعتُ طفلى وسميته «محمد»، وأصبح كما تقول بلهجتها العامية «ابن حرام ملوش أب يعترف به»، وضاقت بى الدنيا، وأغلقت كل الأبواب فى وجهى، عملت لفترة فى خدمة البيوت حتى أتمكن من الإنفاق على طفلى، وفى هذه الأثناء تعرفت على زوجى الحالى «هانى»، والذى كان متزوجًا وطلق زوجته ولديه ثلاثة أبناء وطلب منى الزواج فوافقت بشرط أن يكتب طفلى باسمه، فوافق، وبالفعل تزوجنا وأقمت مع أسرته وكنت أعاملهم جيدًا، وكانت المشكلة أن ابنى «محمد» كان كثير البكاء والصراخ، وكان زوجى يعتدى عليه بالضرب. وتصل الرواية إلى أبرز فصولها. يوم قتل «محمد»، حيث تقول سعدية: لم أقتل طفلى. لا يمكن أن أقتل ضناى. ما حدث فى ذلك اليوم أننى كنت نائمة مع زوجى، وظل محمد يصرخ، فوجدت هانى ينهض مفزوعًا، وقال له: «إنت مش هاتسكت؟ طيب أنا هاعرف اسكتك»، وكتم أنفاسه بالوسادة، وهنا أخذت أصرخ وقلت له محمد مات ! فرد زوجى قائلًا: «خلاص اللى حصل حصل وأنا ماكنتش رايح أكتبه باسمى يعنى كان هايبقى ابن حرام وربنا ريحه من الدنيا، ولو بلغتى هاتبقى مشتركة معايا فى الجريمة». كانت عقارب الساعة تشير إلى الثالثة فجرًا، فقمت أنا وهانى بتغسيل الطفل ولفه فى قماش ووضعنا جثته فى إحدى العمارات المهجورة، وبعدها تم إلقاء القبض علينا. وهنا أجهشت فى البكاء ودخلت فى حالة هيسترية، وأخذت تردد: «أنا ضحية إخوات ظالمين ماحنوش علىّ أبدًا.. حسبى الله ونعم الوكيل فيهم ظلمونى وشردونى. أنا عايزة الحكومة تعدمنى لإنى ندمانة على اللى عملته فى ابنى». أما الزوج المتهم، هانى عيسى (30 عامًا)، يعمل فنى لحام، سرد تفاصيل ارتكابه للجريمة قائلًا: تعرفت على سعدية وتزوجتها 5 شهور، وابتعدتُ عنها شهرين كنا فى خلاف معًا. أنا كنت متزوجها للمتعة فقط، ولكن لما اشترطت علىّ أن أكتب ابنها باسمى وافقت بس ماكنتش هاعمل كده عشان آخدلى معها كم شهر وأطلقها، لكن بعد زواجى منها فوجئت أنها لا تأخذ حبوب منع الحمل وحملت منى فطلبت منها أن تسقط الجنين لكنها رفضت. وتابع: لا أنكر أن سعدية كانت تعامل أبنائى بشكل جيد، لكننى فى الحقيقة كنت أكره جدًا ابنها وحمدت الله إنه مات، لكننى لم أكن أقصد قتله، فقد كنت فقط أحاول كتم أنفاسه ليتوقف عن الصراخ وفوجئت أنه مات، وأضاف أنه لم يتوقع أن تنكشف الجريمة، مؤكدًا: «أنا مش ندمان لأنى لم أكن أقصد قتله والسجن». كان المقدم عصام نبيل رئيس مباحث مركز شرطة أوسيم تلقى بلاغًا من الأهالى بالعثور على جثة طفل ملقاة فى إحدى العمارات تحت الإنشاء، ومن خلال الانتقال والفحص تبين أن به عدة إصابات بالوجة وآثار خنق فى العنق، فتم تشكيل فريق بحث أشرف عليه اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، ومن خلال إجراء التحريات وجمع المعلومات والتأكد من صحتها، تم إلقاء القبض على المتهمين وبمواجهتهما اعترفا بارتكاب الواقعة، فأحالهما اللواء كمال الدالى مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، إلى النيابة العامة التى تولت التحقيق.