«قتلتها حتى يرتاح ضميرى بعدما أصبحت سيرتها على كل لسان فى الشارع .. لم أشعر برجولتى إلا وأنا أنهال عليها بالطعنات فى جميع أنحاء جسدها حتى فارقت الحياة.. ثمن الخيانة عندى هو الموت، لهذا كنت مرفوع الرأس أثناء القبض علىّ لأن مثلها لا يستحق الحياة بعد أن خانتنى مع نصف شباب المنطقة». كانت هذه الكلمات الحادة جزءًا من اعترافات «محمد.م»، 30 سنة، «سماك» والمتهم بقتل زوجته ب50 طعنة متفرقة فى جميع أنحاء جسدها، والذى بدأ يسرد لنا تفاصيل ارتكابه للجريمة بقوله: تعرفت على زوجتى منذ 5 سنوات، وتزوجتها لأننى كنت أحبها جدًا، وكنت أعمل ليل نهار لإرضائها، وتلبية كل متطلبات حياتها، بعدها رزقنا الله بطفلين، لكننى لاحظت عليها فى الفترة الأخيرة تغير معاملتها معى، وبدأت تفتعل مشاجرات كثيرة بلا سبب، لكننى كنت أكتم فى نفسى صابرًا من أجل مستقبل الطفلين، ولكنها كانت تصر على استمرار النكد والشجار كل يوم». وتابع المتهم: كنت أخرج يوميصا إلى العمل لأننى أمتلك محلًا لبيع الأسماك، وأثناء عودتى للمنزل ذات يوم شاهدتها تقف مع أحد الشباب على ناصية الشارع، وعندما شاهدتنى ارتبكت واحمر لون وجها، وعندما سألتها عن سبب انفرادها بهذا الشاب قالت إنه استوقفها ليسألها عن بنت خالتها، لأنه يفكر فى الزواج منها. وبأسى ومرارة يكمل السماك: «ابتلعت الطعم وقتها برغبتى.. لكن الشيطان لم يفارقنى لحظة، وظل يوسوس فى عقلى أنها تخوننى، وظللت أقاومه طويلًا حتى أن النوم فارقنى، وكدت أفقد عقلى، وظللت أتساءل هل تخوننى فعلًا أم لا ؟ واستطرد المتهم ساردًا مأساته: بعدها بدأت همسات تصل لى من الجيران والأقارب بأن أنتبه إلى ما تفعله زوجتى، وأصبحت سيرتها تتردد على ألسنة كثيرة وكنت أسمع ما لايرضينى من الناس فى الشارع عن سمعتها، وضاقت بى الدنيا لدرجة أننى لم أعد أهتم بعملى ولا بمحل السمك، الذى اشتعلت فيه النيران ذات يوم بسبب إهمالى له فى دوامة شكوكى، وتأكدت مع الوقت أن الشيطان كان على حق، وأنها خانتنى مع نصف شباب المنطقة. بعدها بأيام أثناء عودتى إلى المنزل فتحت باب الشقة وسمعتها تتحدث مع شخص ما عبر هاتفها المحمول، وتقول له «مش هاينفع أقابلك، خليها بعدين يكون جوزى مش موجود لأنه اليومين دول محله اتحرق وبيقعد فى البيت كتير». دفعت باب غرفتها غاضبًا فسقط الموبايل من يدها، وسألتها مع من كانت تتحدث فكان ردها دى أختى، ولم أشعر بنفسى إلا وأنا أهرول إلى المطبخ وأنتزع سكينا وأنهال عليها بالطعنات فى جميع أنحاء جسدها حتى فارقت الحياة، بعدها قمت بإبلاغ الشرطة التى ألقت القبض علىّ. وأنهى المتهم اعترافاته لنا بأنه غير نادم على قتل زوجته لأن الخيانة ثمنها الموت وحده، خاصة بعد 5 سنوات من الزواج وإنجاب طفلين، فمثلها -من وجهة نظره- لا يستحق الحياة، وفى النهاية أبدى المتهم تخوفه على أولاده الذين ضاع والدهم ووالدتهم وأصبحوا بلا أى معين بلا ذنب. كان اللواء «كمال الدالى» مساعد أول وزير الداخلية ومدير أمن الجيزة قد تلقى إخطارًا يفيد قيام سماك بالإبلاغ عن نفسه بقتل زوجته، وعلى الفور انتقلت أجهزة الأمن إلى مكان البلاغ، ومن خلال إجراء التحريات التى قام بها المقدم «علاء بشير» رئيس مباحث قسم شرطة إمبابة، تبين أن المتهم صعد إلى منزله فى ساعة متأخرة من الليل ووجد زوجته تتحدث فى المحمول مع شاب، بعدها استل سكينًا من المطبخ وسدد لها عدة طعنات فى الرقبة والصدر والظهر حتى وصلت إلى 50 طعنة لفظت أنفاسها الأخيرة. وبعد أن ارتكب المتهم جريمته، أبلغ قسم شرطة إمبابة وسلم نفسه لرئيس المباحث، وبمواجهته أمام اللواء محمود فاروق مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة اعترف أنه قتل زوجته بسبب خيانتها له، وسلم سلاح الجريمة للسلطات. بعدها تم التحفظ على المتهم، وتم تحرير محضر بالواقعة وتم عرضه على النيابة وباشرت التحقيق.