العلاقة بين الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وصديق عمره المشير عبد الحكيم عامر تغلفها كل صفات الغموض، تلك العلاقة التى ربما وردت فى بعض كتب التاريخ التى أرخت لفترة حكم عبد الناصر وما قبلها، لكنها على المستوى السينمائى والدرامى ظلت محتفظة بنفس سريتها، إذ لم تسمح العديد من الجهات الرقابية بتناولها من قبل رغم تعدد الأعمال التى تناولت ثورة يوليو وما قبلها، وربما أبرزها على الإطلاق فيلم «ناصر 56» للراحل أحمد زكى، والذى انصب تركيز مؤلفه فقط على رصد بعض من فترات حكم عبد الناصر مع المرور السريع على علاقته بالمشير، معللاً الأمر وقتها بأن العمل يتناول فترة معينة فى حياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.. لكن قصة عبد الحكيم عامر ظلت لسنوات طويلة موضع استفزاز لموهبة صناع السينما بسبب ما تحمله من ثراء تاريخى وسياسى فى مواقع مهمة من تاريخ مصر، وهو ما جعل المخرج خالد يوسف يدخل قبل أربع سنوات فى حروب مع جهات رقابية عديدة ووزارة الثقافة من أجل الحصول على موافقة لتقديم فيلم «المشير والرئيس» الذى يتناول طبيعة العلاقة بين ناصر وعامر لدرجة وصول الأمر وقتها إلى ساحات المحاكم مع اعتراضات قوية من أسرة المشير عامر على تقديم الفيلم، حتى حصل فى النهاية المؤلف ممدوح الليثى على حكم قضائى فى مارس 2010 من المحكمة الإدارية العليا برفض الطعن الذى قدمته وزارة الثقافة على الحكم الصادر له من محكمة القضاء الإدارى بتصوير الفيلم، وحصل وقتها الليثى على تصريح من الرقابة على المصنفات الفنية ببدء تصوير الفيلم لتنتهى القضايا المتبادلة بينه وبين وزارة الثقافة والتى امتدت لثلاث سنوات.. ليبدأ وقتها خالد يوسف التحضير للفيلم بناءً على الحكم القضائى الذى حصل عليه المؤلف، لكن بعدها بعدة أشهر اندلعت ثورة يناير 2011 ليتوقف الفيلم من جديد، إلى أن فاجأنا المخرج عثمان أبو لبن منذ أيام قليلة بخبر قيامه بتقديم عمل درامى تليفزيونى يتناول فيه علاقة الصداقة بين ناصر وعامر، يُعرض فى شهر رمضان المقبل ويحمل اسم «صديق العمر»، وكانت المفاجأة أكبر عندما أعلن أن السيناريست الكبير ممدوح الليثى هو نفسه كاتب قصة وسيناريو وحوار العمل، ليتحول الأمر من عمل سينمائى إلى آخر تليفزيونى يقوم ببطولته السورى جمال سليمان الذى يجسد شخصية ناصر وباسم سمرة الذى يقدم شخصية عامر، والمسلسل من إنتاج شركة « أى برودكشن».. ومع الإعلان عن اقتراب بدء تصوير المسلسل دار العديد من التساؤلات حول موقف الفيلم ونقاط التشابه التى يمكن أن تجمع بين العملين، بالإضافة إلى موقف أسرة المشير عبد الحكيم عامر الذى كان رافضا بالمرة لتقديم قصة حياته، حيث أكد نجله الدكتور عمر عبد الحكيم رفض الأسرة الكامل لتقديم العمل من قبل بسبب أن الطريقة التى يتناول بها السيناريو شخصية والده هى رصد لكل الأخطاء التى وقعت فى حياة المشير فقط، دون الإشارة إلى الجوانب الإيجابية.. فكان لنا حديث مع المخرج عثمان أبو لبن مخرج العمل للوقوف على بعض التفاصيل الخاصة بالمسلسل الذى ربما يتسبب فى إثارة الكثير من الجدل خلال الفترة المقبلة.. سألناه عن ما إذا كان المسلسل هو نفس قصة فيلم «المشير والرئيس» وتم تحويلها إلى عمل درامى، فقال: المسلسل مختلف شكلاً وموضوعاً ومضمونا عن الفيلم، حيث إن السيناريست الكبير ممدوح الليثى كتب العمل خصيصا لتقديمه فى شكل مسلسل من 30 حلقة وهو بعيد تماما عن الفيلم وأحداثه ولم يقم بتعديل سيناريو الفيلم ليتحول إلى عمل درامى. وعن موافقة ورثة المشير على تقديم العمل قال: الكاتب حصل على كل الموافقات الخاصة بإتمام العمل هذا بالإضافة إلى أنه يمتلك كما قضائيا ينص على حقه الكامل فى تقديم العمل دراميا، هذا إلى جانب أننا أعلنا بالفعل عن بدء التحضير للمسلسل، ولم نكن لنفعل ذلك لولا وجود كل الموافقات والتصاريح الخاصة بالتصوير. وحول ما إذا كان المسلسل سوف يتطرق لأحداث سياسية فى علاقة ناصر وعامر وبعض السلبيات التى ذكرت فى كتب التاريخ حول المشير عامر قال لنا: قصة المسلسل واضحة من الاسم ولا تحتمل التكهنات، فاسم المسلسل «صديق العمر» وهذا هو محور العمل، حيث إن الكاتب يتناول طبيعة علاقة الصداقة التى جمعت بين الرئيس جمال عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر وهى علاقة صداقة لسنوات طويلة ومليئة بالأحداث التى يرصدها العمل. أما عن أبطال المسلسل وترشيحاته وموعد بدء التصوير فقال: لا أحب عادة الحديث فى الترشيحات إلا بعد توقيع الفنان، ومن هذا المنطلق أعلنا أن العمل من بطولة جمال سليمان وباسم سمرة، لأنهما من وقعا بالفعل عقد البطولة، أما بقية أبطال العمل فسوف نعلن عنهم تباعا كلما قام أحد بالتوقيع.. والتصوير من المفترض أن يبدأ مع مطلع شهر فبراير المقبل من أجل الاستعداد لعرض المسلسل فى شهر رمضان المقبل.