بالرغم من تقديم أكثر من عمل يؤرخ لحياة الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، إلا أن نضاله وتاريخه السياسي يدفع الكثير من المبدعين لتقديم أعمال عن حياته طيلة الوقت، خصوصًا بعد أن رفعت صورته مجددًا في ثورة 30 يونيو، وشبه أبناء حملة "تمرد" أنفسهم بأحفاد الزعيم. حياة الزعيم جمال عبد الناصر، وصديق عمره المشير عبد الحكيم عامر، ستظهر في عمل درامى جديد بعنوان "صديق العمر" للكاتب ممدوح الليثي والذى سبق وأعلن نيته عن تقديم فيلم بعنوان "المشير" عن حياة الزعيم وصديقه المشير، وشهد صراعًا بين الجهات الرقابية حتى أفرج عنه قبل ثورة يناير بشهور قليلة. ومن المقرر أن يلعب بطولة مسلسل "صديق العمر" كل من الفنان جمال سليمان مجسدًا شخصية الزعيم، وباسم السمره في دور المشير. "بوابة الأهرام" تحدثت مع عبد الحكيم عبد الناصر، نجل الزعيم الراحل حول معرفته بالعمل وعما إذا كانت أسرة العمل قد حصلت على موافقتهم عليه، ورأيه في اختيار جمال سليمان ليجسد شخصية والده، وجاء على لسانه ما يلي: "الحقيقة أول مرة أسمع عن هذا المشروع، فقد كان هناك من قبل نية لتقديم عمل مع المخرج خالد يوسف بعنوان المشير، ولكن جاءت الثورة وأوقفت المشروع، وقصة حياة عبد الناصر ليست ملكًا لأسرته لكنها ملك للأمة العربية، وما يهمنا في النهاية هو أن يخرج العمل دون أكاذيب، حيث سبق وعانينا في فترة السبعينيات من التشويه كما حدث في فيلم "الكرنك". وليس من المنطقي أنه بعد ثورتين رفعت فيهما صورة الزعيم أن نعود للوراء، فخلال عهد السادات كانت الدولة هدفها اغتيال شخصية جمال عبد الناصر، فلم نكن نرى أية إيجابيات في الأعمال رغم وجود العديد من المميزات والحقوق التى تمتع بها الشعب المصر كالتعليم، وإنشاء السد العالى، والمصانع التى تم إنشاؤها كما أننا كنا أعلى نسبة للطبقة المتوسطة في عهد عبد الناصر، وما يهمنا في النهاية هو تناول الحقيقة سواء بحلوها أو مرها". وعن اختيار الفنان جمال سليمان لتجسيد شخصية والده، قال عبد الحكيم: ما أعرفه شخصيًا من جمال سليمان أنه سمى على اسم والدى أيام الوحدة، والمهم هو تجسيده الشخصية فمثلاً أحمد زكى لم يكن شبيهاً لوالدى لكنه أدى الدور بعبقرية. ومن جانبه، قال الكاتب ممدوح الليثي مؤلف العمل، إن مسلسل "صديق العمر" ليس له علاقة تمامًا بمشروع فيلمه "المشير"، وليس تعويضًا عنه. وأضاف الليثي في تصريحات ل "بوابة الأهرام"، أن المسلسل يتناول قصة حياة الزعيم جمال عبد الناصر وصديق عمره المشير عبد الحكيم عبد الناصر خلال 30 عامًا منذ الفترة "38-68"، وأنه جمع معلوماته من خلال جلساته السابقة مع نجلته هدى عبد الناصر إضافة إلى الكتب التى بحث فيها ووصل عددها إلى 37 كتاب. وعن عدم إبلاغه أسرة الزعيم كما جاء على لسان عبد الحكيم، واختيار جمال سليمان لتجسيد الشخصية، قال الليثي: العمل الذى أقدمه لا يسىء إلى أحد أبدًا بل جميعه يحمل إشادة لأبطال الحياة السياسية في هذه المرحلة. أما اختيار جمال سليمان فهو قرار للشركة المنتجة. ويعكف الليثي حاليًا على الانتهاء من كتابة الحلقات الأخيرة من العمل، ومن المقرر البدء في تصويره يناير المقبل.