فى عملية أمنية ناجحة تكشفها «الصباح»، تمكنت قوات الأمن من إلقاء القبض على قائد الجناح العسكرى للإخوان بالقليوبية، والذى اعتقله جهاز الأمن الوطنى بعد أن قام بالتخطيط - بالاشتراك مع ثلاثة آخرين، من بينهم جهادى من جنوبسيناء - لتفجير مديرية أمن القليوبية واغتيال بعض القيادات الأمنية. «أبو الفتوح عبد المقصود» هو الشخصية التى جندها الإخوان ليقوم بتنفيذ عملياتهم الإرهابية بمحافظة القليوبية، ومع اقتراب محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى كانت خطته تفجير هذه الأماكن الحكومية الحساسة لتعطيل الأجهزة الأمنية عن قيامها بدورها ولإرباك وزارة الداخلية، على غرار تفجير مبنى المخابرات الحربية فى الإسماعيلية، لأنه فى حالة نجاح عمليتهم القذرة سيظهر للجميع أن الوزارة لا تستطيع السيطرة على الانفلات الأمنى فى الشارع، وسترتبك الأجهزة الأمنية فى البحث عن المتهمين. المتهم بدأ بالتخطيط لتفجير المديرية واغتيال بعض قيادات جهاز الأمن الوطنى بالقليوبية بشقة فى العبور، وعقد مع المتهمين الآخرين اجتماعات دورية سرية، وقام بتوزيع الأدوار على باقى المتهمين خلال الاجتماعات، وتم تهريب الأسلحة التى ضبطت بحوزتهم من سيناء، والتى دخلت مصر عبر الحدود الليبية. تسرب المعلومات عن هذه العملية الآثمة جاء عبر أحد الجيران فى شقة مجاورة، والذى شاهد غرباء يترددون على شقة المتهم 3 أيام كل أسبوع بعد منتصف الليل، فقام بإبلاغ الشرطة بشكوكه، بعدها قام جهاز الأمن الوطنى بالقليوبية بتشكيل فريق بحث على أعلى مستوى لرصد تحركات المتهم واجتماعاته السرية والتأكد من طبيعة ما يحدث فيها. تحريات الأمن الوطنى أكدت أن المتهم يعد بالفعل لعملية إرهابية، وكشفت التحريات عن أن المتهمين يختبئون داخل شقة بالعبور للتخطيط لارتكاب بعض الأعمال التخريبية، وتم رصد المكان وصحة المعلومات والواقعة، وإبلاغ اللواء محمود يسرى حيث تبين أن المتهمين ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين يتزعمهم أحد الأشخاص ويتخذون من مسكنه مأوى لهم . وعلى الفور، قامت قوة برئاسة رئيس مباحث المديرية العميد أسامة عايش باقتحام شقة المتهمين، وأثناء ذلك بادروا بإطلاق الأعيرة النارية تجاه القوات محاولين الهرب، فتبادلت معهم القوات على الفور إطلاق الرصاص، وتمت مطارداتهم وتضييق الخناق عليهم ثم ضبطهم، وهم: محمد إبراهيم جمعة 22 سنة عامل ومقيم بمركز رفح بمحافظة شمال سيناء وتبين إصابته بطلق نارى.
كما تم القبض على، سيد أحمد السيد 25 سنة موظف، وعمر حمدى محمود 26 سنة حاصل على ليسانس حقوق، وأخيرًا أبو الفتوح عبد المقصود سيد صاحب الشقة، وتم ضبط بحوزتهم سلاح نارى بندقية آلية، وكذا 2 طبنجة حلوان و50 طلقة و2 خزنة و7 مواسير وبعض المواد التى تستخدم فى المتفجرات.
توزيع الأدوار فى العملية كان دقيقًا، فكان دور المتهم الأول فيها تصوير مديرية أمن القليوبية عن بعد بكاميرا حديثة لمعرفة مداخلها ومخارجها، ودراسة مواعيد وصول وخروج الضباط الذين حددتهم قائمة الاغتيالات، وحساب عدد السيارات التى تقوم بتأمين محيط المديرية وتصوير جميع الشوارع المؤدية للمديرية. وكان دور المتهم الثانى تركيب وفك الأسلحة وتدريب باقى المتهمين على تلك الأسلحة وكيفية التعامل مع المتفجرات - التى ضبضت بحوزتهم بعد القبض عليهم- تدريبهم على كيفية التعامل أثناء القيام بتنفيذ عملية الاغتيالات إذا حدث اشتباكات بين تلك العناصر وقوات الأمن. أما دور المتهم الثالث فكان تأمين باقى المتهمين أثناء قيامهم بالتنفيذ، وإبلاغ قيادات الجماعة عن خطوات العملية لحظة بلحظة. وفى حالة فشل التنفيذ يقوم بإلقاء القنابل التى ستكون بحوزته على مبنى المديرية ويلوذ بالفرار. الشوشرة على المحاكمة
التحريات فجرت مفاجآت كبيرة عندما أكدت أن «عبد المقصود» كلف من قبل قيادات الجماعة بالتخطيط لأربع عمليات أخرى سوف يتم تنفيذهم فى بعض المحافظات مباشرة قبل محاكمة الرئيس المعزول محمد مرسى.
و كشفت التحريات أن هناك أربعة عناصر أخرى ينتمون لجماعة الإخوان المسلمين يعقدون اجتماعات سرية بإحدى الشقق السكانية بمدينة بنها وبحوزتهم أسلحة آلية ومتفجرات لتنفيذ خطة بديلة فى حالة سقوط المتهمين بتنفيذ عملية تفجير أمن القليوبية، لكن عندما قام جهاز الأمن الوطنى بمداهمة الشقة كان المتهمون قد هربوا، وبتفتيش الشقة عثر على متفجرات وصور فوتوغرافية لمديرية أمن القليوبية وقائمة تحتوى على بعض أسماء القيادات الأمنية الموجودة فى المديرية ومازالت أجهزة البحث تكثف جهودها لضبط المتهمين الهاربين.