يبدو أن قرية «بهرمس» التابعة لمركز مركز منشأة القناطر بالجيزة، مسقط رأس الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، المقبوض عليه حاليا بتهمة التزوير فى محررات رسمية، ستكون بؤرة أحدث ساخنة خلال الأيام المقبلة بعد عملية اقتحام «كرداسة» مؤخرا. ففى داخل القرية يتحصن عدد من أنصار وأقارب أبو إسماعيل المسلحين، والذين كانوا ضمن معتصمى ميدان «نهضة مصر»، وعاد معظمهم إلى القرية بعد فض الاعتصام الشهر الماضى، عاقدين النية على اقتحام أقسام الشرطة بالمركز وقتل الضباط، إثر فشلهم فى اقتحام مركز شرطة منشأة القناطر وإحراقه عقب فض الاعتصام مباشرة وما تبعه من أعمال عنف دامية استهدفت أقسام الشرطة وبعض المصالح الحكومية فى الجيزة وغيرها من المحافظات. وعلمت «الصباح» من مصادرها أن وزارة الداخلية شهدت مؤخرا العديد من الاجتماعات التى شارك فيها الوزير محمد إبراهيم بنفسه، من أجل بحث اقتحام «بهرمس» بعد أن رصدت تحريات المباحث والمخبرين السريين امتلاء منازل أنصار «أبو إسماعيل» بالأسلحة الآلية، واعتزامهم -حسب مصادر أمنية- تحرير أبو إسماعيل من محبسه فى منطقة سجون طره، والانتقام للقتلى الذين راحوا ضحية فض الاعتصام. ورجحت مصادرنا أن تتم العملية الأمنية الجديدة فى «بهرمس» وفق خطة وضعها اللواء كمال الدالى، مساعد وزير الداخلية مدير أمن الجيزة، لاقتحام القرية وتطهيرها من العناصر المسلحة المرابطة فيها، والتى لن تتنازل عن مواقعها المحصنة داخل القرية بسهولة كما حدث فى «كرداسة». وقال أحد جيران أبو إسماعيل إن الشيخ لم يدخل القرية بعد وفاة والده النائب الراحل صلاح أبو إسماعيل ولو لمرة واحدة، وأنه قاطع جميع أهالى القرية بما فيهم أقاربه الذين كان بعضهم يؤم تجمعاته بالقاهرة، ولكن العائلة (آل أبو إسماعيل) من أكبر عائلات المنطقة، وهناك جمعية خيرية باسم والده لا علاقة لها بالسياسة بل هى تعمل فى مجال الخدمات والأعمال الخيرية ومنها مساعدة الأسر الفقيرة فى القرية والقرى المجاورة لها. وأشارت المصادر إلى أن أغلبية أهل القرية من المؤيدين للشيخ «حازم» إلا القليل منهم، وأنه وقعت مشاجرات كثيرة بين عدد من أنصار الرجل والأهالى القلائل المعارضين له، قام خلالها مؤيدو أبو إسماعيل المسلحون باقتحام منازل معارضيه والتعدى عليهم بالضرب المبرح، ولكنهم لم يستخدموا الأسلحة النارية إلا للترهيب فقط. ووصفت مصادرنا «بهرمس» ب«القنبلة الموقوتة» التى ستنفجر فى أى وقت، مشيرة إلى أن القرية سوف تُنهك أجهزة الأمن حال محاولة القضاء على البؤر المتطرفة فيها، خاصة مع انتشار الأسلحة الآلية فى أيدى الكثيرين، ولذا عمدت الأجهزة الأمنية بالجيزة إلى القبض على القيادات الموجودة بالقرية والتى قامت بالتحريض على اقتحام مركز الشرطة فرادى، بدلا من مواجهتهم بشكل جماعى مما قد يتسبب فى سقوط قتلى من الجانبين معا، وهو ما تتحاشاه الداخلية منذ نجاح عملية تظهير كرداسة بأقل الخسائر البشرية. ووفقا للخطة المقرر تنفيذها على مراحل للحيلولة دون المواجهة المباشرة، تم القبض بالفعل على 5 متهمين من كبار القيادات السلفية فى «بهرمس»، بينهما هرب الباقون من الملاحقة الأمنية إلى أماكن غير معلومة لأجهزة الأمن حتى الآن. ولفتت المصادر إلى أن أنصار أبوإسماعيل يريدون الانتقام من اللواء الدالى بعد الواقعة الشهيرة التى حدثت بين أبوإسماعيل والدالى فى حادث اقتحام مقر حزب «الوفد» بالدقى خلال حكم الإخوان، ووقتها كان الدالى مديرا للإدارة العامة لمباحث الجيزة وتم نقله إلى مصلحة الأمن العام بسبب «أبو إسماعيل» مما جعل مؤيدى أبو إسماعيل يظنون أن الدالى عاد للانتقام منهم! وتتضمن خطة اللواء كمال الدالى، مدير الأمن العائد إلى الواجهة بعد تهميشه فى الأشهر الأخيرة بسبب حازم أبو إسماعيل نفسه، اقتحام القرية وتفتيشها من أجل القبض على بعض العناصر من جماعة الإخوان المطلوبين على ذمة قضايا متعلقة بالأحداث الأخيرة والمختبئين داخل القرية فى حماية انصار أبو إسماعيل، ولكن ذلك لن يتم إلا بعد إنهاك مؤيدى الشيخ حازم بمزيد من عمليات القبض الفردية، بعد الحصول على إذن من النيابة العامة. من جهة أخرى، تمكن المقدم محمد الشاذلى، رئيس مباحث مركز منشأة القناطر، من القبض على مديرة مدرسة إعدادى فى إحدى قرى المركز بتهمة تحريض الطلاب على الخروج فى مظاهرات مؤيدة للرئيس المعزول محمد مرسى و«الانتفاض ضد الانقلاب العسكرى» على حد قولها للطلاب. ومن جانبهم، تقدم أولياء أمور الطلبة على الفور ببلاغات ضد مديرة المدرسة إلى مركز الشرطة، متهمين إياها بتحريض أبنائهم على ارتكاب أعمال عنف والتدخل فى أمور سياسية ممنوعة قانونا داخل المدارس. واستصدرت الشرطة إذنا من النيابة العامة بضبط المديرة وإحضارها، وبعد القبض عليها ومواجهتها بالبلاغات المقدمة ضدها أنكرت جميع التهم المنسوبة إليها، ولكن أحد الطلاب فجر مفاجأة، حيث تكمن من تصويرها بكاميرا ديجيتال أثناء قيامها بالتحريض، وقدم الشريط للنيابة العامة التى أمرت بحسها 4 أيام على ذمة التحقيق.