سفيرنا بالسعودية ل«الصباح»: لامسيرات مصرية مؤيدة أو معرضة ل" مرسي " في السعودية

جاء موقف المملكة العربية السعودية داعما قويا لمصر فى أزمتها، فحديث الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن الدعم الكامل لمصر فى حربها ضد الإرهاب، أعاد للأذهان الموقف السعودى ومساندته لمصر فى حرب أكتوبر المجيدة..
الموقف السعودى وما تبعه من مساعدات معنوية ومادية لمصر، زاد من حجم التساؤلات عن التغيير الحادث فى أوضاع المصريين فى المملكة، والاستثمارات المصرية بالسعودية، والموقف من قضية أحمد الجيزاوى، ومع اقتراب موسم الحج، وإعلان المملكة عن تخفيض أعداد الحجاج هذا العام، قامت «الصباح» بإجراء حوار مطول مع السفير «عفيفى عبدالوهاب» سفير مصر بالمملكة العربية السعودية للإجابة عن هذه التساؤلات..
حدثنا عن أوضاع المصريين عقب قرار الملك عبدالله بتفعيل «التأشيرات الجديدة»؟
- أوشكت المدة على الانتهاء بعد قرار الملك عبدالله بوجود فترة سماح لمدة ثلاثة أشهر لتقنين وضع العمالة المصرية بالمملكة، عن طريق نقل الكفالة أو مغادرة البلاد، ثم تم ترحيل فترة السماح ثلاثة أشهر أخرى حتى تنتهى فى الخامس من نوفمبر القادم لتقنين أوضاع العاملين، والسفارة المصرية حاولت إعطاء فرصة للجالية المصرية بالسعودية أن تقدم أوراقها بالقنصليات أيام السبت بجدة والثلاثاء بالرياض لتقنين أوضاعهم.
فى الأيام الأولى من صدور القرار غادر المملكة عدد كبير من المصريين المقيمين بالسعودية يقدر بحوالى من 15 إلى 20 ألف مصرى، بمعرفة القنصلية العامة، وأن عددا كبيرا جدا تمكن من نقل الكفالة وتقنين أوضاعه، وأتوقع تزايد أعداد الوافدين على القنصلية فى الأيام القادمة وقبل انتهاء فترة السماح، وللحقيقة السلطات المعنية والبعثة المصرية بالمملكة بذلتا جهدا كبيرا جدا لتقنين أوضاع المصريين.
ما حجم العمالة المصرية الآن بالمملكة عقب ثورة يناير؟
- نقلا عن وزير الخارجية السعودى فى لجنة التشاور السياسى والمتابعة برئاسة وزيرى الخارجية فى البلدين، ازدادت حجم العمالة فى البلدين بحوالى 500 ألف مصرى عقب ثورة يناير 2011، بينما انخفض حجم العمالة الأجنبية بالمملكة بشكل كبير، وحاليا النسبة الأكبر للعمالة الأجنبية بالمملكة العربية السعودية هو من نصيب العمالة المصرية.
وما آخر التطورات فى قضية أحمد الجيزاوى؟
- ما زال الوضع على ما هو عليه فى قضية أحمد الجيزاوى بالرغم من أننى تقدمت بطلب العفو عنه منذ شهرين، إلا أن الأمر لم يبت فيه، ثم تقدمت بطلب استرحام «طلب العفو» للملك عبدالله والخارجية السعودية مرفق بطلب الاسترحام الرسمى الذى بعث لى بمذكرة رسمية من زوجة الجيزاوى وأخته عن طريق الخارجية المصرية، ونحن فى انتظار الرد على طلب الاسترحام فى الأيام المقبلة.
هل خرجت أى مسيرات للجالية المصرية مؤيدة للرئيس المعزول وما التحذيرات التى قدمتها السفارة إلى الجالية المصرية؟
- لا توجد أى من المسيرات المؤيدة أو المعارضة لأن هذا الأمر لا يتماشى مع عرف المملكة، ولكن كانت توجد خطوة استباقية لتحذير الجالية المصرية لحدوث أى أفعال تشابه ذلك، وتم الأخذ بما حدث فى الكويت بالاعتبار، وتم إعلام الجالية والجهات المعنية بعقوبة السجن المشدد على من يقوم بارتكاب تلك الأفعال داخل المملكة، وأشارت السفارة المصرية بأن من لديه أى مظلمة فليتقدم بها إلى الجهات المعنية.
ما شكل العلاقة التى تربط المملكة بمصر وما تعليق القيادات على الوضع الراهن؟
- علاقة السعودية بمصر علاقة وطيدة، تجمعها الشعب الواحد والأمة الإسلامية الواحدة، لأن البلدين لم يفرقهما رئيس، أو ملك، أو حكومة، وهذا ما أشار إليه خادم الحرمين الشريفين، وأن كل ما يعنيهم هو أمن وأمان واستقرار مصر، لأنها قلب الأمة العربية وأنها العمق الإستراتيجى للمملكة.
وماذا عن استعدادات السفارة والمملكة لاستقبال موسم الحج الجديد؟
- تم اتخاذ الاستعدادات اللازمة لاستقبال الوفد القادم من الحجاج المصريين وذلك عقب اتباع الآلية المتعارف عليها دائماً وهى مجىء وفد من المصريين يرأسه مساعد وزير الداخلية للشئون الإدارية اللواء مصطفى بدير ليلتقى نائب وزير الحج السعودى ويتم توقيع محضر بالاجتماع ويحدد فيه التزامات الجانبين.
وماذا عن التأشيرات التى منحت للمصريين؟
- لقد حرصت المملكة على منح المصريين النصيب الأكبر من التأشيرات وذلك عن طريق الجهات المعنية وبالتنسيق مع السفارة السعودية بالقاهرة برئاسة السفير أحمد قطان سفير خادم الحرمين الشريفين، فلقد تم منح المصريين 65 ألف تأشيرة تمييزا لهم عن البعثات التى تم منحها لجميع الوزارات؛ أهمها وزارة التضامن الاجتماعى.
كما أكد «عفيفى عبد الوهاب أن «المملكة حرصت على تخفيض نسبة الحجاج الأجانب إلى 20% وتخفيض نسبة حجاج الوطن «السعوديين» إلى 50% لضمان مستوى أرقى لتأدية فريضة الحج وتجنب الازدحام وحدوث الكوارث.
هل توجد مخاوف من المملكة العربية السعودية على مستثمريها فى مصر؟
- فى الإطار العام لا توجد مخاوف على المستثمرين السعوديين بالقاهرة ولكن يمكن توقع ذلك فى الآونة الأخيرة، نظرا لعدم الاستقرار فى البلاد فتم التوقف فى العديد من الأنشطة.
وما وضع المستثمرين المصريين بالسعودية؟
- وضع المستثمرين المصريين جيد جدا، وإذا حدثت بعض المشكلات فهو أمر متوقع ويتم التعامل فيه مع الجهات المعنية.