عبود الزمر ل «الصباح»: الأحزاب الإسلامية لن تموت نعد لمبادرة تتضمن التهدئة وعدم التحيز وتحقيق العدل.. والحق فى التواجد السياسى هناك حالة من التأييد «العاطفى» للتيارات الإسلامية بسبب محاولات المساس بمواد الهوية فى الدستور أتوقع حصول الأحزاب الإسلامية على 40 : 50 من مقاعد البرلمان القادم لا علاقة لعائلتى ب «مذبحة كرداسة».. والإعلام يحث على الكراهية وإقصاء الآخر تاب وأناب، وأعلن مراراً وتكراراً نبذة لاستخدام العنف كوسيلة للوصول لأهداف سياسية، وبرغم انخراطه فى الحياة السياسية بعد ثورة 25 يناير، إلا أن اسمه ظل مرتبطاً، لدى البعض، بأعمال العنف، وآخرها مذبحة قسم كرداسة، حيث مسقط عائلته.. عبود الزمر، عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية، لم يكتف، فى حواره مع «الصباح» بنفيه انتهاجه مبدأ العنف، بل أكد ضرورة أن يدرك الجميع أنهم فى «سفينة واحدة»، وأنه لابد من التنازل من أجل أن تصل السفينة لبر الأمان، مشيراً إلى أن الأحزاب السياسية ستظل طرفاً قوياً فى المشهد السياسى.. وإلى نص الحوار: حوار- نجوان مهدى: هل هناك انقسامات بين قيادات الجماعة؟ الوقت الراهن وما تمر به البلاد لا يسمح بذلك، ونحن نعمل وفق استراتيجية ثابتة، أساسها سلمية الممارسة، فالجماعة الإسلامية نبذت العنف ولن تعود له مرة أخرى، ونعمل من خلال الآليات المشروعة، وتحت مظلة الدستور والقانون، ونتخذ قرارنا داخل الجماعة بطريقة الشورى، طبقاً للوائح الداخلية، وهو ما لا يسمح بأى خلافات، ولكن هناك من تسول له نفسه ترديد الشائعات والأكاذيب، لذلك أقول له «اتق الله». هل هناك نية لخوض الانتخابات المقبلة.. وما إمكانية تحقيق مقاعد فى البرلمان برغم انخفاض شعبية الأحزاب الدينية؟ سنخوض الانتخابات وسنحقق نجاحاً؛ لأن هناك نوعاً من التعاطف الكبير مع التيار الإسلامى، خاصة فى ظل اللغط الدائر بين القائمين على تعديل وصياغة الدستور ومساسهم بمواد الهوية، بل ومحاولات البعض تغيير الهوية الإسلامية للبلاد، وذلك من خلال تعديل بعض المواد والنصوص بل وحذف بعضها، ولذلك هناك حالة من التأييد العاطفى للتيار الإسلامي، ومن الطبيعى أن يترجم هذا التعاطف إلى تأييد فى الانتخابات، وأتوقع حصول الأحزاب والقوى الإسلامية على 40 إلى 50% من المقاعد بحيث تكون لنا كلمة مسموعة، وأؤكد أن الأحزاب الإسلامية لا تزال «بعافيتها»، وتحظى بقبول على مستوى شعبى كبير، ودورها لم ولن ينتهى من المشهد السياسى المصرى، وحتى اختفاء الإخوان عن المشهد فى مصر، أمر لا يمكن حدوثه، فهم سيظلون رقماً مهماً فى الساحة يصعب تجاوزه، وأيضًا أستبعد بشكل قاطع عودتهم للعنف. ما ردك على أن الجماعات الإسلامية مارست العنف بعد فض اعتصامى رابعة والنهضة؟ الناس تعلم من هم الجماعة الإسلامية، ومن هو حزب البناء والتنمية، وكيف كانت إسهاماته، ونحن لنا رصيد عند الشعب بفضل الله، والجماعات الإسلامية نبذت العنف، وهذا معلوم للجميع، وأرفض أى اتهامات للجماعة بممارستها العنف أو المشاركة فيه، وأؤكد أن قيادات الجماعة وأعضاءها لم يعتدوا على الكنائس أو أى منشأة أمنية، وإذا ثبت تورط أى عضو فى تلك الأحداث، نقوم بفصله من الجماعة والحزب فورًا. وماذا عما يتردد عن وجود يد لكم فى أحداث كرداسة؟ هذا ما تردده وسائل الإعلام دون دليل أو برهان، فليس معنى وجود عائلتى فى كرداسة أن تكون لها يد فيما حدث، والجميع يعلم أننا أدانا مذبحة قسم كرداسة، وسعينا إلى التهدئة واحتواء الأوضاع، ولكن هناك من أساء فهم تصريحاتى عن أن مهاجمة أقسام الشرطة كان رد فعل طبيعياً لبعض الممارسات الخاطئة من بعض رجال الشرطة، وكنت أبرر وقتها لماذا مهاجمة أقسام الشرطة بالذات، ولكن البعض تناوله بالطريقة التى تتفق مع أهوائه. ما فكرة المصالحة الوطنية؟ بالفعل هناك مبادرة نعمل الآن على بلورتها فى صورة يرضى عنها الجميع، محورها تحقيق العدل للجميع، وعدم التحيز لطرف على حساب الآخر، وإعطاء الجميع الحق فى التواجد بالمشهد السياسى المستقبلى، ولكن شروط البدء فى تلك المبادرة هو حدوث تهدئة شاملة وكبيرة بين مختلف الأطراف، وهذا ما نعكف عليه حالياً للخروج من دائرة العنف والأزمة السياسية القائمة، حقناً للدماء، حيث تتضمن المبادرة مرحلة للتهدئة بين الأطراف، على أن تكون المسيرات وكل الفعاليات الخاصة بمؤيدى مرسى فى إطار السلمية، ووقف الاعتداءات من الطرفين على أى منشأة حكومية، بالتزامن مع التهدئة الإعلامية؛ لأن الإعلام أحد الأسباب التى أوصلتنا إلى ما نحن فيه، بل إن تداعياته السلبية لم تظهر بقوة حتى الآن، سواء على مستوى المجتمع بشكل عام أو الصعيد الأسرى نتيجة بث حملات تحث على الكراهية وإقصاء الآخر، ولذلك تتضمن المبادرة وضع ميثاق شرف إعلامى لعدم التخوين والسب والتحريض على العنف، وإلغاء حالة الطوارئ، وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين، وألا يكون القبض على أحد إلا على ذمة قضايا معينة بتهم من النيابة وليس نوعًا من الاعتقال، على أن تتضمن هذه المرحلة كذلك إطلاق سراح الفتيات والسيدات اللائى تم اعتقالهن، وبعد أن ننتهى من تلك المرحلة ندخل إلى مائدة المفاوضات ونفكر كأبناء وطن واحد، لنا مصالح مشتركة. كما تتضمن المبادرة إجراءات تطمين للتيار الإسلامى عبر الموافقة على تشكيل حكومة وحدة وطنية تقود البلاد خلال المرحلة الانتقالية، وتجرى انتخابات برلمانية ورئاسية شفافة ونزيهة، وتحظى برقابة دولية لضمان أن تعبر عن إرادة الشعب. وكيف ترى موقف القيادة العسكرية والإخوان خلال المشاورات؟ القوات المسلحة لا يرضيها استمرار الوضع الراهن، فالوضع الحالى يستدعى من القوات المسلحة التوافق على مخرج، وقد بادرت بخارطة الطريق من أجل وقاية المجتمع من الوقوع فى الصراع، وبعد أن تشاورنا مع الجيش، ووصلنا لتفاهمات معينة، سنعرض هذه التفاهمات على جماعة الإخوان، وبقية القوى المشاركة فى التحالف؛ للبحث عن الوصول لقواسم مشتركة، ونحن بحاجة لعقد اجتماع فيما بيننا؛ للتنسيق والتحدث والتشاور بشأن هذه التصورات، وسيتم ذلك خلال عدّة أيام قليلة، وسنحاول الخروج برؤية موحدة نطرحها على المسئولين، ونأخذ خطوات عملية للخروج من المأزق. البعض يرى أن الجهود التى تقوم بها هدفها إبعاد شبح الاعتقالات عن الجماعة الإسلامية.. ما ردك؟ هذا الكلام عارٍ تماماً عن الصحة، فالجهود التى نبذلها حالياً بالاشتراك مع الآخرين هى من أجل استقرار الوطن بشكل عام ولا تخص فصيلاً وحده، بل تتعلق بالتيار الإسلامى بشكل عام والتحالف الوطنى لدعم الشرعية، فنحن لا يمكن أن نسير فى مسار ثنائى، بل نسعى لوفاق وطنى ومصالحة شاملة تعيد الهدوء إلى الوطن، ولكن دائماً ما يكون هناك من يتربصون بأى عمل هادف يبحث عن خلق الوفاق الوطنى وردع الصدع الحادث فى المجتمع، يجب أن يدرك الجميع أننا فى سفينة واحدة بشكل يفرض علينا مراعاة أوضاع بعضنا البعض، وأن نتنازل من أجل أن تصل السفينة لبر الأمان، فلا يصح لأحد أن يتمسك برأيه كاملاً دون أن يتنازل عن شىء منه، لأننا بذلك سنصل إلى مرحلة تسمى بكسر الإرادات. لماذا ملاحقة طارق الزمر واتهامه بالتورط فى التحريض على العنف فى رابعة؟ مواقف الدكتور طارق الإعلامية وتصريحاته طوال عامين وأكثر تدل على نهجه السلمى، ورغبته فى بناء شراكة وطنية ونبذ العنف، ويركز كثيراً على قيم التسامح وينبه دائمًا إلى أهمية الوئام بين أبناء الوطن الواحد، ولكن حديثه عن سحق المعارضين كانت تخص السحق العددى والقدرة على الحشد فقط، لأنه دلل على ذلك خلال كلمته بالتركيز على الهزيمة الساحقة التى تعرضت لها المعارضة أمام التيار الإسلامى فى خمسة استحقاقات انتخابية مختلفة، ولكن وسائل الإعلام اتخذت من هذا التصريح مبرراً لبداية حملة من التحريض وكيل الاتهامات متجاهلة كل التوضيحات من جانبه، والتى تؤكد أنه لم يحرض على العنف تجاه المعارضة. ولماذا الحرص من جانب الجماعة فى عدم ظهور قياداتها فى وسائل الإعلام؟ هناك تعليمات أصدرتها الجماعة الإسلامية لكل من الدكتور طارق والمهندس عاصم عبد الماجد بعدم الظهور فى وسائل الإعلام أو المشهد العام كى لا يمنح أحدًا الفرصة فى أن يستغل كلماته كمبرر للقول بأنه يدعم استخدام القوة، فضلاً عن حرصنا على الحفاظ كذلك على سلامتهما الشخصية.