«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



«قصة الأمس» فى العراق تتكرر فى سوريا اليوم .. أمريكا استخدمت «الأسلحة الكيماوية» فى فيتنام.. وتستعد لضرب الأسد بنفس التهمة!
نشر في الصباح يوم 05 - 09 - 2013

مصدر عسكرى: غاز الأعصاب و«الخردل» السام هما الأكثر استخداما فى الشرق الأوسط
حروب الهند القديمة فى عام 2000 ق.م شهدت استخداما لأبخرة تسبب «الارتخاء والنعاس والتثاؤب»
نابليون بونابرت كان يلقى الحيوانات النافقة من الطاعون فى مياه الشرب ليقضى على أعدائه
اليابان فى حربها ضد منشوريا والصين عام 1931 ألقت البراغيث الحاملة للطاعون من الطائرات
العصابات الصهيونية وضعت ميكروب الكوليرا فى مياه النيل عام 1946 فقتل آلاف المصريين
دقت طبول الحرب فى سوريا بعد أن أعلنت الإدرارة الأمريكية عن عزمها توجيه ضربة عسكرية لقوات الرئيس بشار الأسد، تحت ذرائع «أخلاقية» بدعوى استخدام الأسد أسلحة كيماوية فى الحرب الأهلية الدائرة حاليا.
وأيا كانت الحقيقة الغائبة فإن قصة الحرب الكيماوية فى سوريا هى نفس «قصة الأمس» فى العراق، لكنها فتحت الباب لتقصى الحقائق حول الأسلحة الكيميائية لتدمير أو تحجيم أو الحد من نشاط مجموعة بشرية معينة لتحقيق أهداف مختلفة، حيث إن ما تتميز به الأسلحة الكيميائية هو التأثير غالبا على الكائنات الحية فقط (ما عدا الأسلحة النووية التى يكون تدميرها شاملا ومتعديا حدود المكان الجغرافية).
يعود استخدام الأسلحة الكيماوية فى الحروب إلى أقدم الأزمنة، إذ تشير المصادر التاريخية إلى أن حروب الهند القديمة فى حوالى العام 2000 ق.م شهدت استخداما لأبخرة تسبب «الارتخاء والنعاس والتثاؤب». كما استخدم الغاز فى حصار «بلاتيا» إبان حرب البيلوبونيز.
وعرف استخدام الأسلحة الكيماوية عبر العصور، إلا أن القرن العشرين شهد من بدايته تطورا مهما فى إتقانها وتوسيع مدى آثارها، خاصة إثر خبرة حرب البوير التى أظهرت إمكاناتها التدميرية الهائلة.
ومع اندلاع الحرب العالمية الأولى انتشر استخدام الغازات السامة التى لجأت إليها كافة الأطراف المشاركة فيها. ولقد أدت الأسلحة الكيماوية إلى وقوع ما يتراوح بين» 800 ألف ومليون «إصابة فى صفوف قوات روسيا وفرنسا وإنجلترا وألمانيا والولايات المتحدة إبان تلك الحرب. ورغم التطورات التى ضاعفت من قدرات الأسلحة الكيماوية، فإنها لم تستخدم إبان الحرب العالمية الثانية. غير أن الولايات المتحدة استخدمتها إبان حرب فيتنام لقتل محاربى «الفيت كونج» تخريب المحاصيل وتدمير الغابات.
وأقدم أثر سجله التاريخ العسكرى لاستخدام السلاح الكيماوى كان من جانب التتار عام 1743 يلقون بالفئران الميتة من الطاعون فوق أسوار المدن التى كانت تحاصرها لإشاعة وباء الطاعون فيها ليستسلم أهلها. وكان الإنجليز والإسبان عند استعمارهم للأمريكتين فى أواخر القرن الخامس عشر يقدمون للقبائل الهندية بالشمال والجنوب بطاطين كهدايا وملوثة بفيروسات الجدرى للقضاء على أفرادها. وفى القرن الثامن عشر كان الروس يلقون بجثث الموتى بالطاعون فوق أسوار مدن آسيا الوسطى الإسلامية لحصد شعوبها واستسلامها للغزو الروسى.
بل إن نابليون بونابرت فى كل حروبه كان يلقى الحيوانات النافقة من الطاعون والجمرة الخبيثة فى مياه الشرب ليقضى على أعدائه. وإبان الحرب العالمية الأولى وضعت بريطانيا بكتيريا الكوليرا فى مياه الشرب بإيطاليا لتحالفها مع ألمانيا بينما كانت ألمانيا تلقى قنابل بيولوجية محملة بالطاعون فوق لندن.
وكانت مصر عام 1946 قد تعرضت لوباء الكوليرا عندما وضعت العصابات الصهيونية بكتيريا الكوليرا فى مياه النيل، وقامت المخابرات الإسرائيلية (الموساد) بعملية مماثلة فى أعقاب حرب 1967 ووقتها كان يطلق على وباء الكوليرا أمراض الصيف.
وألقت اليابان فى حربها ضد منشوريا والصين منذ عام 1931 بالبراغيث الحاملة للطاعون والكوليرا من الطائرات ومعها حبوب القمح التى تقبل عليها الفئران لنشر الأوبئة هناك. فحصدت الآلاف من الجنود والمدنيين. وظلت اليابان تلقى بهذه الجراثيم القاتلة حتى نهاية الحرب العالمية الثانية. وبعد استسلامها استعانت الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتى بالخبرة اليابانية فى مجال الحرب الجرثومية.
وهذا ما جعل أمريكا تشن حربا جرثومية ضد الفيتناميين. وكانت قوات «الفيت كونج» الفيتنامية تستخدم الرماح الملوثة بالجراثيم ضد المحاربين الأمريكان.
وفى مارس 1988 قيل إن الجيش العراقى استخدم غاز الأعصاب وبعض المدن الأخرى فى الهجوم الكيماوى على مدينة «حلبجة» الكردية وقتل أكثر من 5000 شخص وأصاب 7000 -10000 مدنيين آخرين أغلبهم من نساء وأطفال، وقد مات آلاف من سكان المدينة فى السنة التى تلت من المضاعافات الصحية والأمراض والعيوب الخلقية.
واعترف كبار قادة حزب «البعث» العراقى ومنهم طارق عزيز وصدام حسين بمسئوليتهم عن الإبادة الجماعية ضمن حملة الأنفال العسكرية التى راح ضحيتها 182000 كردى وقد وجدت المنظمات الدولية أكثر من 500 مقبرة جماعية فى العراق بعد عام 2003 ورحيل النظام.
ولكن ما طبيعة هذه الأسلحة المصنعة فى معامل تسبب رعبا يفوق الأسلحة التقليدية؟ وما أعراضها عند إطلاقها على البشر؟
الحقيقة أن الخردل، السارين، غاز الأعصاب، الجمرة خبيثة.. هى بعض المصطلحات الشائعة للأسلحة الكيماوية، تلك الأنواع المحرمة دوليا والتى باتت الباب الملكى الأسهل لفتح باب حرب عالمية ضد أى دولة فى العالم بادعاء استخدامها فى الحروب الإقليمية، يتساوى فى ذلك البلاد الغنية والفقيرة..لماذا؟
لأن كل الدول تقريبا- بما فيها الدول النامية والبلدان الصغيرة- بإمكانها الحصول على الأسلحة الكيماوية والبيولوجية، نظرا لسهولة تحضير بعضها بتكاليف غير باهظة وسرعة فائقة فى مختبرات ومعامل بسيطة.
ويمكن لأى شخص إقامة معمل لتحضير هذه الجراثيم القاتلة. ولن تكلف العملية سوى معدات ب20 ألف جنيه وشقة مساحتها من 50 –100 متر مربع. ويمكن زراعة الجراثيم فى خزان بحجم برميل الطرشى، ويوضع به مواد غذائية بروتينية وسكرية ليحدث عملية الزراعة بالتخمر حيث تتضاعف بالبلايين. ولهذا فالأسلحة البيولوجية سهلة الاستخدام لأى دولة، مما يجعلها تنتشر بسهولة وتُشكل خطرا أكبر.
وعلى الرغم من أن تلك النوعية من الأسلحة تحتاج لبعض الخبرات العلمية حتى يكون استخدامها مؤثرا، فإن إنتاجها يعد أسهل من إنتاج الأسلحة النووية ويمكن إخفاؤها دون عناء.
وتقول الدكتورة هبة يوسف، أستاذ السموم والطب الشرعى بكلية طب عين شمس: «الواقع أن الأسلحة القادمة سوف تتطور لنرى أسلحة أخرى غير أسلحة المدرعات والبنادق والآر بى جيه وهذه الأسلحة رخيصة الثمن، وتستطيع أن تكون أسلحة دمار شامل ومنها الأسلحة النووية مثل تخصيب اليورانيوم والذى يستطيع أن يدمر مساحة واسعة من المناطق إذا تعرض لها سكان هذه المناطق وكذلك الأسلحة البيولوجية التى تنتج فى المعامل أو تحضر فيها مثل الفيروسات والبكتيريا شديدة الخطورة، ومن أشهر هذه البكتيريا الفتاكة ميكروب «أنتركس» وميكروب «البتيولزم» اللذان ?ذا تعرض لهما مجموعة من البشر قد يعرضهم للوفاة الناتجة عن السموم التى تفرزها هذه البكتيريا، لأن ميكروب «البتيولزم» يتميز بإفراز السموم فى حويصلة تنتشر فى الجو عندما يتعرض لها الإنسان عن طريق الجروح أو البلع تؤدى إلى أعراض عصبية حادة قد تؤدى إلى الشلل التنازلى بمعنى أنه يبدأ فى عضلات الجبهة ثم عضلات الجفون ثم عضلات المضغ والوجه ثم عضلات الرقبة وصولا إلى عضلات التنفس بالصدر وهذا يسبب الوفاة الناتجة عن فشل فى التنفس.
وتضيف د. هبة يوسف «وهناك أيضا نوع آخر من الأسلحة وهو الأسلحة الكيميائية مثل استخدام الغازات السامة أو استخدام مواد كيميائية شديدة الخطورة مثل المبيدات الفوسفاتية العضوية أو الفوسفور النشط أو المعادن الثقيلة مثل الرصاص ومواد كيميائية أخرى مثل المبيدات الحشرية».
وأهم الأعراض التى تسببها الأسلحة الكيميائية، حسب د. هبة، هى «صعوبة شديدة فى التنفس وزيادة إفرازات الرئتين وضيق فى الشعب الهوائية، مما يؤدى إلى فشل فى وظائف التنفس هذا بالإضافة إلى العرق والدموع الغزيرة، وعدم التحكم فى البول والبراز وهبوط شديد فى الدورة الدموية لذا فإن هذه الأنواع من الأسلحة محرمة دوليا لما لها من خطورة شديدة على صحة الإنسان والحيوان والنبات وتحدث تلوث بيئى شديد».
ويذكر اللواء حمدى بخيت، الخبير الاستراتيجى، أن من أهم وظائف الأسلحة الكيميائية هى وسائل التأثير على قوى الخصم البشرية،بإعاقة الخصم ومنعه من الإفادة من مناطق ومواقع مهمة،وعرقلة تقدم الخصم،ضرب أهداف فى عمق الجبهة المعادية،
التأثير النفسى وإضعاف الروح المعنوية فى صفوف قوات الخصم، فضلا عن التأثير على البيئة لخدمة القوات الصديقة ومخططاته.
ويضيف بخيت: «تقسم الأسلحة المستخدمة فى الحرب الكيماوية إلى عوامل كيماوية سامة وغازات قتال تتراوح فاعليتها وتأثيرها على البشر، ويُمكن استخدام عدة وسائط لإيصال هذه الأسلحة إلى أهدافها، كالمدفعية والهاونات وقنابل الطائرات والصواريخ والرش من الجو والألغام والقنابل اليدوية وقاذفات اللهب.
ويوضح اللواء دكتور مهندس مختار قنديل، خبير الحرب الكيماوية، أن الجراثيم من أهم أسلحة الحرب الكيماوية وهى عبارة عن كائنات دقيقة لا ترى بالعين المجردة، وتنقسم إلى: بكتيريا كأمراض الطاعون أو الجمرة أو تولاريما أو السالمونيلا. وهذه البكتيريا تعالج عادة بالمضادات الحيوية.
ويتابع اللواء قنديل أنه «على الرغم من أنه يمكن لهذه الجراثيم الموت بفعل الحرارة أو أشعة الشمس. إلا أن بعضها قد يقاومهما إلى ما لا نهاية، ولذا فإن التطعيم ضد هذه الأمراض المعدية الفتاكة قد يُفيد الجنود والمدنيين للوقاية منها فى بعض الأحيان كما فى الكوليرا. لكن هناك جراثيم لا يوجد لها لقاحات واقية كالإيبولا، أو يكون لها لقاح وإن وجد لا يتوفر حاليا كلقاح الجدرى.
ويعيدنا اللواء عبد المنعم كاتو، الخبير العسكرى، إلى حالة حرب الخطابات الملغمة بالجراثيم والتى ظلت هاجسا أمريكيا خوفا من تمكن القاعدة من استغلالها لنشر فيروس الجمرة الخبيثة، قائلا كانت الcia تقوم بفتح الخطابات أولا للكشف على محتواها. لأخذ عينات من مسحوقها لتحليلها وخلطها بمجموعة الأجسام المضادة للتعرف عليها وتمكن بهذه الطريقة الفورية المتاحة حاليا التعرف على بكتيريا الجمرة الخبيثة والطاعون وبكتريا التسمم الغذائى والبكتيريا العنقودية فى خلال 30 دقيقة.
ويقول مصدر عسكرى خبير فى الأسلحة الكيماوية ل«الصباح» إن من اللافت أنه حتى فى مجال الأسلحة الكيماوية فهناك أنواع تشتهر بها منطقة الشرق الأوسط وهى الأكثر استخداما منها غاز الأعصاب والسموم الكيماوية وغاز الخردل السام. وتضم غازات الأعصاب السارين الذى لارائحة له وvx الكافورية الرائحة وهى تتلف الأعصاب وتمنع الإشارات العصبية للمخ. ومن بين هذه الغازات غاز الفوسجين الذى يوقف التنفس.
وبعض هذه الغازات سريعة المفعول كسيانيد الهيدروجين السام. وبعض هذه الغازات السامة لها روائح مميزة. فالخردل رائحته كالثوم والخردل النيتروجينى كرائحة السمك، واللوزيت رائحته حلوة وأوكسيم الأكسجين له رائحة نفاذة محدثا تهيجا فى الأنف والعين. وبعضها مفعولها سريع كاللوزيت أو لمدة 3ساعات أو لعدة أيام كالخردل. وبعضها يسبب الثآليل بالجلد التى تؤثر على التنفس والأنسجة كالخردل النيتروجيني.
ويمكن الوقاية من الغازات الكيماوية بارتداء القناع والملابس الواقية. وبالقناع يوجد المرشح (فلتر) يتكون من حبيبات مسحوق الفحم النباتى النشط. وله قدرة على امتصاص هذه الغازات من الهواء المستنشق. ولكل مرشح له تاريخ صلاحية.ولابد أن يكون القناع محكم ويجب التمرين على ارتدائه. وللتعرف على أن القناع محكم توضع نقطة زيت نعناع فلو شمت الرائحة. فهذا معناه القناع فقد صلاحيته.
ويكشف تقرير ل«المركز الأمريكى لمراقبة الأمراض» أهم العناصر الكيماوية التى يمكن أن يستخدمها بعض المنظمات الأرهابية، وهى الموستارد الكبريتى هو عنصر قلوى يسبب البثور، وهو لا رائحة له حين يكون نقيا ولكنه عادة يكون لونه أصفر يميل إلى البنى وله رائحة الثوم أو الموستارد «الخردل».
ويمكن امتصاص الموستارد «الخردل» الكبريتى فى حالاته الغازية والسائلة عن طريق العيون والجلد والأغشية المخاطية.
ويسبب الموستارد الكبريتى إصابات فى العيون والجلد والجهاز التنفسي، ويمكنه أيضا إحداث ضعف للنخاع العظمى وتسمم للجهاز العصبى والمعدة، وبينما يحدث الموستارد الكبريتى بعض الأثر فور التلامس معه، فإن الأعراض تظهر بشكل واضح خلال فترة تتراوح بين ساعة و24 ساعة.
ولا يوجد علاج للموستارد الكبريتي، ولكن إزالة التلوث فورا من كل المناطق المحتمل إصابتها به خلال دقائق، هو الحل الوحيد لخفض تأثيره المدمر للأنسجة.
وهناك أيضا إكس (V X) وهو مركب كيماوى عالى السّمية فى حالتيه السائلة والغازية وهو يهاجم الجهاز العصبى المركزي. وفى حال دخوله للجسم عبر الجلد، يعد مركب ال فى إكس أكثر سمّية من مركب السارين، الذى يهاجم الجهاز العصبى أيضا بمقدار 100 مرة. وتنخفض النسبة إلى مرتين فقط فى حالة الإصابة عبر الجهاز التنفسي.
ويستمر أثر ال فى إكس لمدة شهور فى ظروف الطقس البارد، بينما يكون الأثر ممتدا فى الظروف الجوية العادية وتتوقف المدة على الظروف الجوية، وهو يقتل خلال دقائق من التعرض له، ويمكنه التغلغل إلى داجل الجسم عبر العيون والجلد والجهازين التنفسى والهضمي، والأعراض المصاحبة له متباينة، ولكنها تشمل حالة من الدموع الغزيرة وإفرازات مماثلة من الأنف وعرق غزير وصعوبة فى التنفس وعدم وضوح الرؤية. ويحدث ال فى إكس أثره القاتل عبر مهاجمته للعضلات التلقائية التى تنظم عملية التنفس والغدد، بما يؤدى لوقف عملية التنفس.
والعلاج الفورى عند التعرض له يكون بإزالة التلوث، وتغيير الملابس وغسل العيون والجلد بالماء فورا. ويوجد لدى المستشفيات أدوية لعلاج الإصابات بال فى إكس.
أما السارين، حسب التقرير الأمريكي، فهو عنصر كيماوى عالى السمّية فى حالتيه الغازية والسائلة ويهاجم الجهاز العصبي. ويسبب السارين الوفاة خلال دقائق من التعرض له، ويمكنه الدخول للجسم عبر الجهازين التنفسى والهضمى وعبر العيون والجلد. وتتشابه أعراضه مع أعراض ال فى إكس، فتشمل الدموع الغزيرة وإفرازات الأنف والعرق الغزير والصعوبة فى التنفس وعدم وضوح الرؤية وكذلك القىء والصداع. ويحدث الأثر القاتل عبر مهاجمته للعضلات التلقائية التى تنظم عملية التنفس والغدد بما يؤدى لوقف عملية التنفس، والعلاج الفورى عند التعرض له يكو? بإزالة التلوث فورا وتغيير الملابس وغسل العيون والجلد بالماء. ويوجد لدى بعض المستشفيات أدوية لعلاج الإصابات بالسارين.
وغاز الكلورين، وهو غاز له لونه أخضر ويميل إلى الاصفرار ورائحة حادة، وهو أثقل من الهواء بما يساعده على البقاء بالقرب من سطح الأرض.
ويتفاعل الكلورين بقوة مع العديد من المركبات الحيوية محدثا حرائق وانفجارات، يحدث الكلورين تآكل فى العيون والجلد، ويمكن أن يؤدى لزيادة إفرازات الدموع والحروق. ويحدث استنشاقه صعوبات فى التنفس وأزمات رئوية. وتظهر المتاعب الرئوية عادة بعد ساعات قليلة من التعرض له. ويمكن أن يؤدي، التعرض له لأوقات طويلة، للوفاة.
وعلاج الكلورين يكون بالتعرض للهواء النقى فى حالة الإصابة الرئوية وإزالة التلوث بالماء فى حالة إصابة العيون والجلد.
وأخيرا، هناك السيانيد الهيدروجيني، وهو غاز أو سائل عديم اللون شديد الاشتعال ويحدث دخانا سمّيا فى حالة وجود حرائق أو انفجارات. ويحدث التعرض للسيانيد الهيدروجينى تهيجا للعيون والجلد والجهاز التنفسي. وتبدأ الأعراض بتهيج للعيون والجلد مصحوبا باحمرار، ويؤدى استنشاقه لمتاعب تنفسية تؤدى للانهيار، ويمكن أن يتأثر الجهاز العصبى بالمركب مما يؤدى لخلل فى التنفس والدورة الدموية. ومن الممكن أن يكون تأثيره مميتا. وعلاج السيانيد الهيدروجينى يكون بالتعرض للهواء النقى فى حالة الإصابة الرئوية، وإزالة التلوث بالماء فى حالة إ?ابة العيون والجلد.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.