هي مجموعة من المواد الكيمياوية التي تستخدم سلاحا كيمياويا، وتعد أشد أنواع الأسلحة الكيمياوية فتكا وأسرعها تأثيرا في الجسم. وهي تشبه في آلية عملها المبيدات الحشرية المصنعة من الفوسفات العضوية، ولكن تأثيرها على البشر أشد بكثير. وتشمل عائلة غازات الأعصاب أربعة أنواع وهي السارين ورمزه gb والتابون ga والسومان gd وفي أكس vx. تم اكتشاف معظم أنواع غازات الأعصاب أثناء تطوير العلماء للمبيدات الحشرية، ولكن بسبب تأثيرها الشديد فقد تم تحويل استخدامها للأغراض العسكرية. وغازات الأعصاب لا توجد طبيعيا في الطبيعة أو البيئة بل تُصنع في المعمل أو المختبر. والأسلحة الكيمياوية هي نوع من السلاح الذي يستعمل مواد كيمياوية لإلحاق الأذى أو قتل البشر والأحياء المستهدفين. ومع أن الأسلحة التقليدية تستعمل مواد كيمياوية فإن فعلها القاتل ينجم عن الحرارة والضغط الناجمين عن التفاعل الكيمياوي كانفجار قنبلة مثلا أو لغم، أما السلاح الكيمياوي فيعتمد على الأثر السام للمادة الكيمياوية في الجسم وقدرتها على إلحاق الضرر به أو قتله. أنواع غازات الأعصاب: السارين gb: السارين عندما يكون نقيا لا لون له ولا رائحة، ولكن عندما يخلط مع مواد كيمياوية أخرى فإنه يصبح بنيا أصفر اللون ولكن من دون رائحة أيضا. السومان gd: عندما يكون نقيا فإنه عديم اللون له رائحة الفاكهة، ولكن عندما يختلط بمواد أخرى يصبح بنيا غامقا أو عنبري اللون وتصير رائحته كالكافور. التابون ga: في الحالة السائلة يكون عديم اللون أو بني اللون، وله رائحة الفاكهة. أما إذا كان نقيا فيكون عديم الرائحة. في إكس vx: عندما يكون سائلا فلا رائحة له ولا لون أو يكون بلون القش، وشكله يشبه زيت المحرك. جميع غازات الأعصاب تستطيع دخول الجسم عند طريق ملامسة الجلد والأغشية المخاطية والتنفس والأكل. أي أنها تتغلغل بجميع الطرق وبسهولة في أجسام الضحايا. يؤدي استنشاق غازات الأعصاب أو ابتلاعها (أكل طعام ملوث بها أو شرب شراب ملوث بها) إلى ظهور الأعراض بشكل أسرع من ملامستها للجلد فقط. كما تعتمد على مقدار المادة التي تعرضت لها وتركيزها. وفي بعض الحالات قد يتأخر ظهور الأعراض حتى 18 ساعة. وبالنسبة لغازات الأعصاب من عائلة g وهي السارين gb والتابون ga والسومان gd، فإن الأعراض قد تظهر خلال دقيقة واحدة إلى عشر دقائق بما في ذلك الوفاة. أما بالنسبة لغاز في إكس vx فقد تتأخر الأعراض إلى ما بين 4 و18 ساعة، وقد تصل إلى الموت. الغازات الخانقة مثل: الفوسجين- الكلوروبكرين الأعراض: يؤثر على الرئة ويتلف شعيراتها فتتسرب السوائل إلى داخل الرئة ويحدث الاختناق. العلاج: يجب معالجة النقص في الأكسجين بسرعة وتنبيه القلب والدورة الدموية ويُمنَع عمل تنفس صناعي للمصاب. مسممات الدم: عند ملاحظة عين المصاب طبيعية ولكن الشخص شبه فاقد الوعي ويعاني من ضيق في النفس "شبيه بحالة الربو" والسبب أن المادة تحجم الأكسجين إلى الدم وبقية خلايا الجسم. وقد يلاحظ على الشخص زرقة في الشفتين أو أعراض اسفكسيا الغرق. ويمكن استخدام جهاز التنفس الآلي الأكسجين في حالة معاناة من ضيق في التنفس وإذا اتضح عدم وجود خطورة من وجود غاز بالمنطقة يمكن استخدام قبله الحياة بعد تطهير فم المصاب ثم نقله إلى المستشفى مع إبقائه دافئا. - غاز الغصة: قد يؤدي مثله مثل مسممات الدم إلى الوفاة في حالة تنفسه ويميز المعرض لغاز الغصة بأن العينين تكونان طبيعيتين مع وجود احمرار شديد حولهما ومعاناة وصعوبة في التنفس والشعور بكتمه ويلاحظ عدم إمكانية تقديم أي إسعافات أولية أو تنفس صناعي وكل ما يمكن عمله هو إبقاؤه دافئا ثم نقله إلى المستشفى.لأن الهواء الداخل للرئة قد يساعد في انتشار الغاز داخل الرئة ويزيد من انتشاره وتأثير المصاب. غازات الدم مثل: غاز سيانيد الكلور، يُؤثِّر هذا الغاز على كرات الدم الحمراء، ويتحد مع هيموجلوبين الدم ويُكوِّن مركبًا سامًا ويشعر المصاب بضيق في التنفس وقيء بطيء، وتتطور الحالة إلى إغماء وتشنج. والإسعاف السريع في هذه الحالة هو إجراء تنفس صناعي بسرعة للمصاب. غاز كبريتيد الهيدروجين hydrogen sulfide - h2s أثقل من الهواء ويمكن التعرف عليه بسهولة من رائحته المميزة التي تشبه رائحة البيض الفاسدة ومن الممكن اكتشاف وجوده حتى على تراكيز منخفض. (1- جزء بالمليون 1 part per million ) الا أن التعرض لتراكيز منخفضة منه يؤدي الى تبلد حاسة الشم مما يجعل الاعتماد على هذه الحساسة لاكتشاف الغاز في الظروف الطارئة غير عملي. ان غاز كبريتيد الهيدروجين غاز مخرش وبالتالي لا يمكن استنشاقه الا أنه يستطيع ان يسبب تسمما داخليا وهو يدعى بغاز المجاري ( sewer gas ) ويوجد في مصافي البترول والانفاق والمناجم يسبب هذا الغاز عوز الاكسجين وتلف لخلايا الجهاز العصبي المركزي نتيجة لتأثيره المباشر ولا توجد هناك تغيرات باثولوجية مميزة عند الوفاة المفاجئة من التسمم أما في حالة تأخر الوفاة لمدة 24- 48 ساعة يلاحظ وجود وذمة واحتقان في الرئة. الأعراض: عند التسمم الحاد وبعد التعرض لتركيز يزيد عن 50 جزءا بالمليون تظهر الأعراض بالتدريج وتبدأ بالتهاب مؤلم للقرنية ورؤية هالة حول الأضواء وصداع وأرق وغثيان وجفاف في الحلق وإسهال ودوخة وعدم اتزان ووذمة رئوية. هذا وان التعرض لمستويات فوق 500 جزء بالمليون من الغاز يؤدي إلى فقدان الوعي فورا وتثبيطا لتنفس والوفاة خلال 30- 60 دقيقة. عند التسمم المزمن يسبب التعرض لمدة طويلة لكبريتيد الهيدروجين انخفاضا في ضغط الدم وغثيانا وفقدان للشهية والوزن واختلالا في الاتزان والتهابا في القرنية وسعالا مزمنا. العلاج:أ- الإجراءات الطارئة: 1- إبعاد المصاب عن التعرض. 2- إجراء تنفس صناعي. ب_ الترياق يمكن استعمال أميل النترات أو نيترات الصوديوم لتكوين سلفثيموجلوبين ( sulmethemglobin ) مما يؤدي إلى إزالة الكبريتيد من الأنسجة وقد اقترح البيريدوكسن ( pyridoxine ) أو اليوريا باعتبارها مواد مستقبلة للكبريتيد. المجموعة الحارقة (تسمى أيضاً: الكاوية) ومن أهم أنواعها مادة الخردل التي تأتي على شكل سائل يتحول إلى غاز أو بخار وله لون يميل إلى البني الفاتح أو الأصفر الغامق، وله رائحة خفيفة ومميزة تشبه رائحة السمك أو الثوم ويعتمد على نسبة تركيزه، ويحدث دمامل والتهابات في الجلد ويدمي الرئتين ويذوب في الماء. أعراض الإصابة بسائل او بخار الخردل: احمرار حول العينين والفم والأنف، تزايد الاحمرار إلى أن يظهر على شكل قروح، في حالة كون مادة الخردل على شكل غاز تكون التقرحات الجلدية اقل مما لو كان مادة الخردل على شكل سائل. ويؤكد خبراء أنه وبعد مضي 2-4 ساعة يظهر احمرار ويصيبه حرقان وبعد 4 ساعات تظهر فقاقيع على الجلد وتكون مُؤلِمةً ومُشوِّهةً للجلد ومن 6-8 ساعات تنفجر هذه الفقاقيع وتُؤدِّي إلى جروح المصل الدموي من الأوعية الشعرية الدقيقة الموجودة تحت الجلد. المجموعة المعيقة هناك أنواع كثيرة من هذا النوع ومن أهمها غاز (بي - زد) ( b.z ) ويسبب اللامبالاة ونوع من الهلوسة، وكذلك هناك نوع يسمى (دمست) ( admsite ) ويسبب هذا الغاز الغثيان والتطريش. في حالة مشاهدة مصاب بأحد الغازات السامة مهما كان نوع الغاز: - يجب أولاً ارتداء قناعك ثم الباسه القناع الخاص به. - حاول تحديد أو التعرف على نوع الغاز المتعرض له الشخص. ويكون ذلك باستخدام أوراق الكشف أو استخدام الجهاز الخاص بكشف الغازات. - في حالة عدم توفر أيا من الأجهزة أو الأوراق. يجب النظر للعينين فقد تكون ضيق الحدقة - اتساع الحدقة أو البؤرة - وضع عادي. - فإذا كانت الحدقة ضيقة أو صغيرة فإن المصاب قد يكون تعرض لغاز الأعصاب وقد يكون تعرضه لأحد الأنواع غير المعروفة من الغازات في حالة صغر حدقة العين. ولكن بدون ظهور أيا من أعراض الأعصاب الأخرى. والعلاج أو الإسعاف الأولى يكون بالتأكد من انه يتنفس جيدا ثم نقله إلى منطقة آمنة ثم إلى المستشفى. أما عند التأكد من تعرضه لغاز الأعصاب يتم حقنه بحقنة الاتيروبين ثم نقله إلى المستشفى. ويلاحظ انه بالإمكان حقن المصاب فقط بثلاث إبر، على أن يكون هناك 15 ثانية بين كل إبرة ويجب تعليق الإبرة على جيب المصاب لتعريف الأطباء بما أعطى. - عند وجود احمرار في مناطق مختلفة من الجلد وجحوظ في العينين، يكون الشخص متعرضاً لغاز الخردل، وعند وصولك للشخص خلال 5 دقائق من الإصابة يجب غسل العين جيدا بحيث تكون بعيدة عن الوجه ثم تجفيفها وإقفالها بواسطة أربطة حامية ثم إلباسه القناع وعند عدم التمكن من تلبيسه بسبب الرباط يتم وضعه داخل الكيس المحمي، أما بقية الجسم فيتم تعقيمه بواسطة البودرة وإذا كان الوصول بعد أكثر من 5 دقائق من الإصابة في العينين هنا يصعب علاج العينين ويجب الاهتمام بأعضاء الجسم وترك العينين للعلاج مع ملاحظة لف اليد أو الأجزاء المصابة بضمادات مع عدم محاولة فقع الدمامل والتقرحات ومحاولة لفها ومن ثم تغطية المصاب بأي نوع من الأغطية المعالجة أو أي شيء حام. وإذا ما استنشق المصاب غاز الخردل يعني ذلك انه يعاني من آلام وحرقانا شديد في الحلق يجب أن يعطى المصاب كميات كبيرة من المياه ليتم تذويب الغاز في الماء. الغازات المسيلة للدموع مثل: غاز كلورا ستيترفينون؛ تظهر أعراضه وهي عبارة عن دموع غزيرة فور الإصابة، وعطس شديد وتهيُّج في العين ولهذا يجب غسل الأعضاء الملتهبة بالماء مع عدم الحك في العين.والالتزام بالتعليمات أثناء التعرض لغازات الحرب يُقلِّل بشكل كبير من تأثيرها الضار على الإنسان. نصائح خبراء في الصحة العسكرية - ليس جميع الغازات السامة لها لون، لذلك من الضروري (خصوصاً في حالة عدم وجود أجهزة كشف) التعامل مع أي شكل من الهجوم على أنه هجوم بغازات سامة. - بعض الغازات لها روائح مميزة، فعد الشعور برائحة غريبة، يجب فوراً إتباع الإجراءات اللازمة. الإسعاف الأولي: ارتدِ كمامات وقفازات ولا تلمس المصاب مباشر حتى لا ينتقل إليك غاز الأعصاب. لا تجرِ الإنعاش القلبي الرئوي عبر الفم حتى لا ينتقل إليك غاز الأعصاب. أبعد المصاب عن مكان التلوث أو الهجوم الكيمياوي وذلك لحمايته من التعرض لمزيد من الغاز ولحمايتك أيضا. ادعم وظائف الجسم الحيوية وهي القلب والتنفس والدورة الدموية. أعطِ المصاب الأكسجين لدعم جهازه التنفسي. يوجد مضاد للتسمم لغازات الأعصاب ويجب إعطاؤه من قبل الطبيب أو المتخصص. اغسل العينين بماء كثير لمدة 15 دقيقة. لا تغسل كل جسم المصاب، إذ قد ينشر ذلك المادة السامة إلى مناطق أخرى من جسمه، وعوضا عن ذلك استعمل مسحوقا لامتصاص المادة السامة مثل الطحين أو بودرة التالكم أو الفولر إيرث "fuller"s earth" لا تحفز التقيؤ عند المصاب. اسقِ المصاب ماء أو حليبا.