لم ندخل السياسة تحت «جناح الإخوان».. وهدفنا منافستهم لا التحالف معهم إيرانوالولاياتالمتحدة حليفان تحت الطاولة وعدوان أمام الناس أطالب بالتدخل ب«أى طريقة» لحماية الشعب السورى من بطش الأسد لن نسمح بتمرير قانون الصكوك، ومفردة «إسلامية» تستهدف التدليس والمتاجرة بالدين، لخداع البسطاء، وعلاقاتنا بالإخوان المسلمين فى أسوأ مراحلها، نتيجة إصرارهم على الاستئثار بالسلطة، ولابد من إقالة الدكتور هشام قنديل، رئيس الحكومة، «اليوم قبل غدًا» بعد الفشل الذريع الذى يتخبط فيه. هذه أهم محاور الحوار الذى اختص به الدكتور ياسر برهامى، نائب رئيس الدعوة السلفية، «الصباح»، وانتقد برهامى النظام الإيرانى الذى يدعم النظام السورى المجرم ضد شعبه، مؤكدًا على ضرورة رفع كل أشكال الدعم عن بشار الأسد، مطالبًا بتدخل عربى لوقف سيل دماء الشعب السورى. وفيما يلى نص الحوار: *نصت قوانين الترشح للانتخابات على استثناء من لم يؤد الخدمة العسكرية ثم أدخلت تعديلات تنفى القانون.. فما موقفك من التعديل؟ - أنا مع الاستثناء لأنه كان هناك من يتقدم للخدمة العسكرية ويتم استبعاده لدواع أمنية وهذا الشخص فعليًا ليس مذنبًا، وهو مواطن مصرى. وكلنا يعلم أن النظام السابق كان يستبعد معارضيه ظلمًا، فهل يجوز تطبيق قوانين فرضها نظام المخلوع على ما بعد سقوطه؟ لكنى من جهة أخرى، مع أن يتم استبعاد كل الذين تورطوا فى تهم ما، ولم يصدر بحقهم رد اعتبار، وهذا معناه أنى ضد موقف القيادى الإخوانى صبحى صالح، لأن أحدًا لن يستطيع ضبط العملية، وربما نجد تحت قبة البرلمان أصحاب سوابق، وهؤلاء بالضرورة غير جديرين بتمثيل الشعب. *هل صحيح أن هناك من يريد أن يظل مجلس الشورى ذا أغلبية إخوانية بحيث يقوم بالتشريع على أساس أن الأغلبية الإخوانية غير مضمونة بالنسبة لمجلس الشعب؟ - لا يجب أن نماطل فى تنفيذ توصيات المحكمة الدستورية الخاصة بالتعديلات ويجب الالتزام بها تماما لإنهاء هذه القضية، لأن استمرار الشورى فى القيام بمهمة التشريع أمر خطير جدا، وسيؤدى إلى زعزعة الاستقرار فى البلاد. لكن فى حال لم يلتزم مجلس الشورى بتعديلات الدستورية، فهذا يعنى أن هناك نية مبيتة، لإطالة أمد مجلس الشورى باعتباره الجهة المسئولة عن التشريع، بحيث يتم تفصيل قوانين بما يرضى فصيل سياسى دون غيره. *ما أبرز ملاحظات الجبهة السلفية على قانون الصكوك من الناحية الشرعية؟ - لدينا ملاحظات شرعية وملاحظات مصلحية، والشرعية تتمثل فى مسألة بيع أصول الدولة التى ليس عليها منشآت مع إلزام المشترى بعد مدة محددة بالبيع للدولة والتزام الدولة بالشراء وفى هذا مخالفة للشرع، فضلاً عن أنه سيؤدى إلى مخاطر ضخمة لأن المشترى سيتصرف فى ملكه دون تحديد لسقف الموارد الخام التى يمكن أن تستنزف خلال مدة الاستغلال. كما لا توجد رقابة تشريعية على الصكوك لأنهم جعلوا هذا الأمر من خلال اللائحة التى يصدرها وزير المالية، ونحن طالبنا فى الرقابة التشريعية بأن تعرض على البرلمان الرقابة الشرعية والمفروض أن هيئة كبار العلماء هى التى تحددهم وليس وزير المالية.. وثالثا فيما يتعلق بتحريك الدعوة القضائية جعلوا القانون من حق رئيس هيئة سوق المال وهذا ينزع كل الصلاحيات الرقابية من كل الجهات بما فيها النائب العام، وبالتالى لن تكون هناك رقابة تشريعية ولا رقابة شرعية ولا رقابة قضائية إلا من خلال من تعينه السلطة التنفيذية وهذا الوضع يضع كل الصلاحيات تحت أمر السلطة التنفيذية وهذا بكل تأكيد ينطوى على مخاطر ضخمة جدا لا يستطيع أن ينكرها أحد، بالإضافة إلى الألفاظ الفضفاضة فى القانون التى تسمح بتملك أصول كبرى للبلد بدون ضوابط مصلحية ومتروكة للوائح التى يقدرها وزير المالية. نحن نرفض قانون الصكوك وسنتصدى له بكل قوة ونرى أن إضافة مفردة إسلامى إليه مجرد تدليس. *ماذا حقق حزب النور من سعيه لاحتواء وحل أزمة النائب العام؟ - مع تقديرنا لمجهود حزب النور لحل المشكلة، إلا أنه بعد وصول المشكلة لهذه الحالة من الاحتقان داخل الأوساط القضائية كان الاقتراح بتقديم الاستقالة هو الحل الأمثل. ونحن نرى أن حل المشكلة من خلال الاستقالة، ويمتثل النائب العام لحكم القانون ولا يطعن فى الحكم القضائى ويتم التعيين من خلال انتخاب ثلاثة من المجلس الأعلى، واختيار واحد ويحسم الأمر على ذلك، وبذلك نحل التراشق بين السلطة التنفيذية والسلطة القضائية ولابد أن نحل هذه المشكلة لأنه لا يوجد بلد يمكنه أن يستمر، وهناك اختلاف وتراشق بين السلطات المختلفة لأن من الطبيعى أن تتعاون كل السلطات وتتكامل. *لماذا يتخذ التيار السلفى خطا معاديا لإيران والشيعة؟ - نحن نتخذ هذا الخط من قديم الزمن، لوجود خلاف عقائدى من أيام الثورة الإيرانية، موقفنا محدد ولم يتغير، لأنهم يعتقدون أن أهل السنة كفار ويستحلون دماءهم وأعراضهم ونساءهم وتاريخهم من قديم الأزل. إن الشيعة اضطهدوا أهل السنة ومواقفهم المعاصرة، تكشف عن حجم كراهيتهم لأهل السنة، وجرائمهم فى العراق وضد عرب الأهواز، تكشف عن أنهم دمويون يضمرون البغضاء. هذا بالإضافة إلى أن النظام الإيرانى متورط فى دعم جرائم بشار الأسد ضد شعبه، والخطر يكمن فى أنهم يرون مصر ميراثا يستحقونه ويطالبون بالعودة ليتملكوا مصر، لأن القاهرة بناها الفاطميون الذين كانوا يظهرون التشيع وكذلك الأزهر الذى أسسوه وتحول إلى المذهب السنى بعد 280 سنة من تأسيسيه. نحن نرى أن إيران دولة ساعية بالقطع واليقين إلى نشر مذهبها المنحرف وفى أى مكان يتواجدون فيه، وهم يعملون عملا سريا لتقسيم المجتمع. *لكن السياحة الإيرانية الآن تعتبر طوق نجاة للسياحة المصرية فلماذا العبث بمقدرات الأمة؟ - السؤال هو هل السياحة تقتصر على هذا البلد من دون غيره؟ ولماذا لا أسعى إلى التقارب مع البلاد العربية لاستقطاب السياحة «الحلال» وأنواع السياحة الأخرى؟ المفروض أن نسعى فى ظل الأوضاع السيئة من الناحية الأمنية، أن نسعى أولا إلى استعادة الاستقرار إلى البلاد بأى صورة، ومن ثم نبحث عن السياحة. *ماذا تعنى بالسياحة «الحلال»؟ - أعنى بالسياحة الحلال ما لا يخالف الشرع، مثل السياحة الدينية والثقافية والعلاجية، وليست سياحة شواطئ العراة لأن السياحة الحلال هى التى يغنينا بها الله.. نريد أن تحل البركة على مصر. *وهل توجد فى مصر شواطئ عراة؟ - لم أقصد المعنى الغربى لسياحة العراة، لكن أليست «المايوهات» تعريا؟ *هل يخشى أهل السنة حقا من المذهب الشيعى؟ - لم أقصد هذا المعنى، فالشيعة ليسوا أقوى المذاهب السنية، لكن له مخاطر وأنا عندما أقول إن الله خلق هؤلاء المنافقين والكفار أقول أيضا إن الله سبحانه وتعالى قال: احذروهم.. ومغزى كلامى أننا يجب أن نحذرهم ونمتنع عنهم، لأنهم أهل ضلال ولطم وجوه ومذهبهم يقوم على الغلو والمغالاة فى تقديس الأئمة، ونحن بالطبع لا نريد دخول هذه الأفكار الفاسدة إلى مصر. *تشبيه أحمدى نجادى بابن العلقمى برغم موقفه المعادى للكيان الصهيونى وأمريكا ألا يعد ظلما شديدا له؟ - لا، على الإطلاق، لأن كل من يدعم نظام الأسد ويقف وراء المجازر فى سوريا وفى كل الدول العربية يستحق أن نهاجمه ونقف ضده. إن الأسد يفتك بأهل السنة تحت وطأة التعذيب، ويجرى عمليات إعدام بالجملة، وإيران تدعمه كرهًا فى أهل السنة، وكل العنتريات الإيرانية عن عداء طهران للولايات المتحدة وإسرائيل «كلام فارغ». والسؤال: إذا كانت إيران الشيعية تعادى الولاياتالمتحدة فهل كانت أمريكا ستسلم العراق للشيعة؟ هناك سياسة فوق الطاولة، وأخرى تحت الطاولة. *لماذا لا نعتبر قتل الشيعة لأهل السنة فى إيران خطأ سياسيًا وقعت فيه الدولة وليس خطا مذهبيا؟ - لا يمكن اعتباره خطا سياسيا بل هو خطأ مذهبى قبل أن يكون سياسيا، فهناك مليون شخص قتلتهم القوات الأمريكية والميليشيات قتلت مليونًا، وكل ما يحدث فى العراق بتنسيق أمريكى إيرانى. نحن لا نظلمهم، وهذا التفكير يظلم الشعب العراقى ونحن نظلم أنفسنا ونظلم الشعب السورى وكل السنة. أنا لم أقابل سنيا من أهل العراق الذين يأتون إلى مصر وموجودون بها الآن إلا وفى فمه مرارة مما أصابهم من الشيعة. *كيف ترى حل الأزمة السورية؟ - لابد من التدخل لحماية الشعب السورى من النظام المستبد القاتل لأن العالم كله مقصر فى هذه الجريمة، وكل الناس بما فيها العالم الأوربى سيعانون أعظم معاناة بسبب الاتجاهات الشديدة العنيفة. الواجب يحتم على الشعوب العربية أن تعجل بالتدخل الحقيقى مع باقى دول العالم لمنع إبادة شعب مظلوم يطالب بحقه فى الحياة. *هل تعنى التدخل العسكرى؟ - أنا مع كل ما يحقن دماء الشعب السورى ويحفظ سوريا. *كيف قرأت أحداث الخصوص؟ هناك من يحاول تأجيج الفتنه بين النصارى والمسلمين ولذلك لابد من وأد هذه الفتنة من أجل إعلاء مصلحة الوطن، وفى النهاية الدم المراق مصرى كله ولذلك لابد أن يتوقف من يؤجج هذه النار. *هل هناك وساطات ما لاحتواء خلافاتكم مع الإخوان؟ - الوضع فى منتهى الصعوبة وكان لابد من السير على ما اتفق عليه عند اختيار الرئيس لأن هذا هو السبيل الوحيد لإحداث توافق وطنى كنا نتمناه بدلاً من الحالة الملتبسة والخطيرة التى وصلت إليها مصر. وعلينا أن نعترف بأن العلاقة ليست جيدة، ومن الأصل لم يكن هناك تحالف كما يظن البعض، إلا فى مواقف سياسية معينة من ضمنها انتخاب الرئيس فى الجولة السياسية الثانية والدستور على وضعه الأخير. ونحن دخلنا حلبة السياسة للتنافس لا للانضواء تحت جناح الإخوان، لكن عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه أدى إلى تدهور العلاقة بالتأكيد. *وكيف ترى وضع الجيش مع الإخوان ومؤسسة الرئاسة؟ - الجيش متفرغ ومبتعد عن السياسة وهذه نقطة إيجابية تصب فى صالح المؤسسة العسكرية طالما لم يتعرض الأمن الوطنى للبلاد للخطر، وللجيش رؤية سديدة ويستطيع أن يحدد أولويات المرحلة من خلال إدارة حكيمة ورشيدة تساعد على دفع البلاد للأمام وليس خلق منازعات ودخول دائرة صراع جديدة ليست البلاد قادرة عليها الآن. *ولكن الشد والجذب بين الجيش والرئاسة ألا يلفت انتباهك؟ - أرى أن الرئيس قام بترقية كل قادة الأفرع الرئيسية إلى رتبة الفريق و«كل شىء تمام». *وماذا عن مخازن السلاح التى تم ضبطها ويقال إنها تابعة للإخوان؟ - هذه محاولات لإثارة الفتن والقلاقل لإحداث ارتباك فى المشهد السياسى وتعقيده ولابد من الكشف عن أطراف المؤامرة حتى تتضح الرؤية للجميع مثلها مثل أحداث الفتن الطائفية. وليس من المعقول فى كل مرة ألا توجد نتائج للتحقيق، أما لماذا تهرب إلى فلسطين فهذا فوق معلوماتى وبالتالى أنا أطلب من الجهات المسئولة أن تنهى التحقيقات وتخبر الشعب بالحقيقة وتضعها أمامه كاملة لمعرفة ما وراء هذا الموضوع. *ما حقيقة التجسس على مكالماتك من قبل الرئاسة وإعلان حزب النور بميعاد سفرك إلى أمريكا؟ - لم يتجسس على أحد، ولم يحدث أن اتهمت أحدا بالتجسس، ومن لحظة دخولى السفارة الأمريكية للحصول على تأشيرة من الطبيعى أن يعلم الجميع ذلك. أنا دعيت من قبل مراكز إسلامية مثل مركز التوحيد ومركز المنهال ومركز آخر فى كندا لأقوم بزيارة دعوية، وكون البعض فسر هذا على هواه فلا شأن لى بذلك. والحقيقة أن الإعلام يردد كلامًا غريبا، وهذا وضع طبيعى وليس به حرج، أنا معتاد السفر وإعطاء دروس وندوات ومن يحاول أن يعطى انطباعات أخرى يسأل عن ذلك. *إذا أتت الصناديق بما لا تشتهى البلاد هل نرضخ ونرضى بالواقع؟ - من الواجب احترام الصناديق.. أنا أرفض أن يقال إن الرئيس اختيار فاشل، أو عاجز، ولا يمكن أن نصف الصورة بهذه القتامة برغم أننى غير سعيد بالوضع الذى وصلت إليه الأمور فى مصر، والمؤكد أن الدعوة السلفية بعيدة تماما عن المطبخ السياسى فى القرار والمعلومات ولا أستطيع أن أبنى كلامى على مجرد السماع من وسائل الإعلام. *هل تجب محاسبة الرئيس على ما آلت اليه ظروف البلاد؟ - كل من لديه أدلة تثبت أنه مقصر فليتقدم بها، وإنما قذف التهم لا يفيد، ولا يجدى.. يجب تقديم الأدلة إلى الجهات المعنية لتبدأ التحقيق. من المفروض أن نضغط بكل قوة لإجراء الانتخابات القادمة، ولابد أن نعترف بأن هناك مؤسسات فى الدولة لم تتكون بعد ونأمل عندما تكتمل مؤسسات الدولة أن يكون الوضع أفضل بإذن الله. علينا أن نقر بأن المشهد السياسى معقد جدا ويحتاج إلى جرأة فى العلاج وتضحيات حتى تسير القافلة إلى الأمام. *ما تعليقك على التغيير الوزارى والإبقاء على رئيس الحكومة؟ - سمعت عنه ولا أدرى حقيقته، وهل هو من ضمن الوعود لتهدئة الناس فقط أو هو مجرد استهلاك للوقت فقط أم حقيقى؟ الله أعلم. *هل الدعوة السلفية تكتفى بالجلوس على مقاعد المتفرجين الآن؟ - لا، لكنها تنصح وتقاوم بقدر الإمكان ولا شك أن هناك قضايا كثيرة تقاومها وتنجح فيها. *وكيف ترى وضع الإخوان الآن؟ - الإخوان فقدوا جزءا كبيرا من شعبيتهم بلا شك ومن الثقة فيهم ولا بد أن يدركوا ذلك ويدركوا أن المصلحة الحقيقية لمصر فى عدم الإصرار على الانفراد بالسلطة.