قالت صحيفة واشنطن بوست: إن الولاياتالمتحدة ينبغى أن تركز على مساعدة الشعب المصرى من أجل حماية حرياته. وأضافت فى افتتاحيتها أن المجتمع المصرى يعتبر أن الولاياتالمتحدة بدعمها للرئيس مرسى وجماعة الإخوان تؤسس لعلاقة سياسية فاسدة مثل علاقتها بنظام مبارك. وأوضحت أن غالبية المصريين المتعلمين والمثقفين يعتبرون أن علاقة الولاياتالمتحدة والإخوان مؤشر على فشل إدارة «أوباما» فى انتهاج سياسة متوازنة مع مصر بعد ثورة يناير. وتابعت الصحيفة أن المصريين الذين يعتبرون «مرسى» عميلا للولايات المتحدة يبرهنون على ذلك بتعاونه الوثيق مع الرئيس أوباما أثناء الهجوم الإسرائيلى الأخير على غزة أواخر العام الماضى والإعلان عن منح مصر 250 مليون دولار فى شكل مساعدات اقتصادية جديدة من قبل وزير الخارجية جون كيرى خلال زيارته إلى القاهرة الشهر الماضى، إضافة إلى رد فعل واشنطن الضعيف على انتهاكات «مرسى» للديمقراطية، ولهذا فإن الاعتقاد السائد أن «مرسى» بالنسبة للولايات المتحدة مثله مثل مبارك، يتم إطلاق يديه فى قمع المعارضين واحتكار السلطة مقابل الحفاظ على السلام مع إسرائيل والتعاون الأمنى فى المناطق المتوترة مثل قطاع غزة. ودافعت عن موقف الإدارة الأمريكية قائلة إن الولاياتالمتحدة لا تدعم حكومة «مرسى»، لكنها تحاول بناء علاقة عمل وتدعيم النفوذ الأمريكى، فإدارة «أوباما» تتعاون مع الجيش المصرى القوى الذى انسحب من العملية السياسية، كان التعاون الاستراتيجى مع إدارة محمد مرسى قليلا خلال الأشهر الأخيرة واتضح ذلك فى تأجيل زيارة مرسى لواشنطن مرتين قبل أن يتم تأجيلها لأجل غير مسمى. وأوضحت أن الهدف من المساعدات التى أعلن عنها «كيرى» وضع اللمسات الأخيرة على اتفاق مع صندوق النقد الدولى لإنقاذ الاقتصاد المتداعى والضغط على «مرسى» للوصول إلى حل وسط مع المعارضة، لكن «مرسى» سعى للحصول على 5 مليارات من قطر وليبيا؛ لأن الرئيس والإخوان لا يلتفتون إلى نصيحة أو حتى النقد من جانب واشنطن؛ فحكومته تمضى قدما فى إقرار مشروع قانون الجمعيات الأهلية الذى سيمنع منظمات عديدة من العمل فى مصر كما تستمر البلاغات وتوجيه الاتهامات ضد الإعلاميين، ونصحت الصحيفة إدارة أوباما بأنها إذا أرادت استعادة مكانتها ونفوذها فى مصر ألا تؤيد الحكومة أو المعارضة وإنما الديمقراطية، ويجب عليها أن توصل رسائل للمعارضة والجيش أن معارضة «مرسى» بطرق غير سلمية أمر غير مقبول.